لبنان.. بوابة إعادة السوريين إلى الجحيم

فريق التحرير3 نوفمبر 2018آخر تحديث :
لاجئون سوريون عائدون إلى بلادهم من لبنان – AFP

ياسر محمد – حرية برس

تواصل لبنان مساعيها لإعادة اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، إلى سوريا بشكل شبه قسري، من دون التوصل إلى “حل سياسي” يضمن سلامتهم وحقوقهم، كما تقضي الشرعة الدولية، على الرغم من تعرض عدد من العائدين للتصفية والاعتقال كما أفادت بيانات رسمية لبنانية.

وتعتمد القوى اللبنانية على روسيا لإنجاز هذه المهمة، إذ تحشد الأخيرة الرأي العام الإقليمي والدولي لدعم مزاعمها بأن الوضع في سوريا أصبح مواتياً لعودة اللاجئين، وأن نظام الأسد مستعد لتبييض صفحاتهم واستقبالهم مجدداً.

وضمن هذه الجهود، بحث رئيس “حزب الكتائب اللبنانية”، النائب سامي الجميل، مع المبعوث الروسي إلى سوريا، ميخائيل بوغدانوف ملف النازحين السوريين، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للكتائب، أمس الجمعة: “إن الكتائب كانت السباقة إلى طرح موضوع لعب روسيا دوراً أساسيا في عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم انطلاقا من دورها في المنطقة والذي يخولها أن تكون وسيطاً فاعلاً في هذا المجال”. وتحدث البيان عن “التوافق على ضرورة السير في الملف إلى نهايته بغض النظر عن مصير العملية السياسية في سورية، ولرفع العبء الكبير عن كاهل لبنان، الذي لم يعد قادراً على التحمل في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها على أكثر من صعيد”.

وتأتي مساعي سامي الجميل لتكمل جهود الرئيس ميشال عون، وصهره وزير الخارجية جبران باسيل، اللذين يصران على ضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم من دون شرط التوصل إلى حل سياسي.

ليأتي تكذيب مزاعم “العودة الآمنة” من وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين، معين المرعبي، الذي قال أمس الجمعة، إن قوات الأسد قتلت عدداً من اللاجئين العائدين من لبنان، على أسس طائفية، لافتاً لوجود أسماء عوائل كثيرة من “السنّة” ترسل إلى نظام الأسد من قبل ميليشيا ’’حزب الله‘‘ في لبنان، ليتم رفض عودتهم أو تصفيتهم واعتقالهم بعد العودة.

وأشار المرعبي إلى أنه تم تسجيل عدة حوادث طائفية، آخرها مقتل 3 سوريين عادوا قبل 8 أشهر من لبنان إلى البالوحة في منطقة تلكلخ بريف حمص، عبر معابر غير شرعية، وهم ليسوا مسجلين لدى الأمن العام اللبناني، علماً أنه جرى قتل أقربائهم سابقاً.

وفيما قال المرعبي إن عدد السوريين الذين عادوا من لبنان منذ حزيران الماضي يبلغ نحو 55 ألف لاجئ، أعلن الأمن العام عودة أكثر من 87 ألف نازح سوري إلى بلادهم منذ تموز الماضي، ضمن “العودة الطوعية” التي تنظمها بيروت بالتنسيق مع النظام الأسد.

وأوضح الأمن العام اللبناني في بيان صدر أمس الجمعة، أن عدد اللاجئين السوريين المغادرين من لبنان بشكل فردي طوعي، بلغ حوالي 80 ألف منذ تموز الماضي حتى اليوم، “مستفيدين من التسهيلات المقدمة من الأمن العام”.

وأضاف البيان أن عدد اللاجئين الذين عادوا إلى بلادهم ضمن حملات العودة الطوعية، بلغ 7 آلاف و670 شخصاً.

وتابع البيان، الذي نقلته وكالة الأناضول، أن “مجموع اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا بلغ منذ التاريخ المذكور حتى اليوم، نحو 87 ألف و670 لاجئاً”.

ويقدر لبنان عدد السوريين اللاجئين على أراضيه منذ عام 2011، بنحو مليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون.

يُذكر أن السلطات اللبنانية تفرض على السوريين اللاجئين على أراضيها شروطاً صعبة للغاية، وتحرمهم من أبسط مقومات العيش والأمن، لإجبارهم على اختيار “العودة الطوعية” إلى جحيم نظام الأسد.

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل