حرية برس:
نظمت فعاليات مدنية وكوادر طبية اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مشفى الأمل التخصصي في مدينة دارة عزة غربي حلب، احتجاجاً على خطف الممرض “علي رشيد” والدكتور الصيدلاني “إبراهيم رضوان” من قبل مجموعات مجهولة.
وشارك في الوقفة أطباء وممرضين وممثلين عن المجلس المحلي في المدينة وذوي كوادر طبية مختطفين، وندد المحتجون باختطاف الكوادر الطبية مقابل فدية مالية وطالبوا بتحييد العمل الطبي عن أي نزاعات تحدث في المنطقة.
ورفع المحتجون لافتات حملت عبارات “سندعو عليكم بجنح الظلام وسهام الليل لا تخطئ، علي رشيد مسعف وليس مجرم، هل أصبحنا في غابة حتى يخطف من يقوم بواجبه الإنساني، الحرية لـ.. علي رشيد وإيراهيم رضوان ولكل المختطفين، إيراهيم رضوان صيدلاني وليس مجرم”.
وكان مجهولون اقتحموا مركز الأمل في مدينة دارة عزة الإثنين الماضي، والسيطرة على قسم الإسعاف فيه لعدة ساعات، واختطفوا الممرض “علي رشيد” الذي يعمل في المشفى، دون أن يتم معرفة الجهة الخاطفة أو مصير الممرض الذي مازال مجهولاً حتى اللحظة.
كما قامت مجموعة مجهولة باختطاف الدكتور الصيدلاني “إبراهيم رضوان” أثناء توجهه لعمله في مشفى “حريتان” شمالي حلب قادماً من منطقة إعزاز قرب قطمة بمنطقة عفرين في27 سبتمبر الماضي.
وفي حديث لـ”حرية برس” مع أحد المقربين من الصيدلاني المختطف “إبراهيم رضوان” قال إن “الخاطفين اتصلوا بأهل ابراهيم عبر رقم مجهول، وطالبوهم بفدية لإطلاق سراح الصيدلاني وقدرها مليون دولار أميركي”.
وأضاف المصدر إن “الخاطفين أرسلوا مقطعاً صوتياً للصيدلاني المختطف إبراهيم، وكانت علامات الإرهاق والتعب نتيجة التعذيب الشديد الذي تعرض له، واضحة من خلال صوته المنهك وكلماته المتبعثرة، وطالب المختطف أهله ببيع أي شيء مما يملكون، وطلب يد العون من الأصدقاء لانتشاله من الاختطاف، مؤكداً بأن الفدية إذا لم تدفع فسيكون الموت نصيبه”.
وأضاف المصدر إن “المبلغ خيالي ولايمكن لذوي المخطوف تأمين أي شي منه، كما أن عائلة الصيدلاني ذات دخل متوسط وقد تدمرت منازلهم ومحلاتهم في مدينة حريتان إثر القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة من قبل قوات الأسد ومليشياته على مدار السنوات الماضية”.
وينحدر “إبراهيم رضوان” من بلدة حريتان شمالي حلب، شارك في الثورة السورية منذ بدايتها، ولم يتخلى عن واجبه الإنساني بمساعدة آلاف المرضى خلال مسيرته الطبية وكان يعمل أخيراً في مشفى الأطفال في بلدة “سجو” بريف حلب الشمالي، إضافة لعمله في مشفى حريتان”.
وكانت مديرية صحة حلب الحرة و”الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (SAMS) أعلنتا أمس الأربعاء، إيقاف العمل في مركز حريتان الصحي ومشفى الأمل غربي حلب، بسبب الاعتداءات المتكررة من قبل مجهولين على الكوادر الطبية.
وجاء ذلك عبر بيان مشترك للمديرية والجمعية، طالبتا فيه بتحييد كافة المنشآت والمرافق والكوادر الإنسانية عن أي نزاعات عسكرية في المنطقة، بعد تزايد الاعتداءات على المرافق الطبية.
وأشار البيان أن أي اعتداءات أو خروقات على المرافق أو الخدمات أو الكوادر الصحية، سيقابل بإيقاف العمل في المرفق الصحي المتعرض للانتهاك، حتى إيجاد حل جذري للقضية من قبل القوى الأمنية في المنطقة.
وتشهد مدن وبلدات الشمال السوري حالة من الفلتان الأمني وعمليات الخطف والتصفية والاغتيال، من قبل خلايا تتبع لنظام الأسد وتنظيم الدولة وآخرون مرتزقة، بهدف خلق حالة من الفوضى المستمرّة، بالإضافة إلى كوّن عمليات الخطف مصدر لجمع المال من خلال الابتزاز والحصول على فدية من ذوي المخطوفين.
ولم تحدد هوية وتبعية المجموعات التي تقف وراء الخطف بشكل دقيق، الأمر الذي ساعد في رواجها بشكل كبير، وأصبحت هاجساً يعكر الحياة اليومية للمنطقة، وتركزت حوادث الخطف على شخصيات معروفة وذات أثر في الشمال السوري، فيما لم تقتصر على شخصيات محددة بعينها، بل شملت العسكريين والعاملين في القطاع الطبي.
عذراً التعليقات مغلقة