فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
حينما تجتمع الإنسانية والعمل الصحفي داخل ميدان مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تبرز الأولى على عامل المهنة، تجلى ذلك من خلال ندوة حوارية حملت عنوان ’’مسيرات العودة في عيون الإعلاميين الفلسطينيين‘‘ في مقر المكتب الإعلامي الحكومي بمدينة غزة، بحضور العديد من الصحفيين والشخصيات الثقافية والسياسية.
وتقول الصحفية الفلسطينية ’’مريم أبو دقة‘‘، إن ’’العامل الإنساني خلال تغطيتنا لمسيرات العودة على الحدود الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة كل أسبوع، غطت على مهنة عملنا كإعلاميين من داخل الميدان‘‘.
وأوضحت أبو دقة أن شقيقها قد ارتقى شهيداً خلال تأدية رسالتها الإعلامية على الهواء مباشرةً، خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لأحد مواقع المقاومة الفلسطينية على الحدود الشرقية، لتقوم بترك العدسة والكاميرا، في مشهد مليء بالحزن والصدمة جراء تلك اللحظة التي لا يمكن أن تنساها خلال التغطية الإعلامية لمسيرات العودة على الحدود الشرقية.
وشددت أبو دقة على استمرار نقل الرسالة الإعلامية والإنسانية المليئة بالوجع والألم، ورغم استهداف الاحتلال لهم، موضحةً أنه لا يفرق بين صحفي وطبيب ومسعف أو طفل أو شيخ، يطالب بحق من حقوقه التي كفلها القانون والمجتمع الدولي، من أجل العيش حياة كريمة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة لما يزيد عن 12 عاماً.
من جانبه قال المصور الفلسطيني ’’حاتم موسى‘‘، إنه ’’لا يمكن أن يكون الصحفي العامل داخل ميدان مواجهات مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، منزوع المشاعر الإنسانية، وإن كان ذلك فلا يمكن أن يكون صحفي في مهنة المتاعب‘‘.
وأردف الصحفي موسى، أن ’’تلك الصورة التي أخذت الصدى الواسع عبر مواقع الإجتماعي، أثناء قيامي بحمل رجل كبير في السن قد بلغ سن 75 عاماً، قد اختنق بغاز المسيل للدموع قرب السلك الحدودي الفاصل شرق قطاع غزة، كان الدافع الإنساني تجاهه أكثر من العدسة والتقاط الصور أثناء عملي الميداني لتغطية مواجهات مسيرات العودة‘‘.
وبين المصوّر أن كل فلسطيني ارتقى شهيداً خلال مواجهات مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، له قصة وحكاية مؤلمة وموجعة منهم من ينتظر عرسه ومنهم المقعد وغيرهم من الشهداء الأكرم منا جميعاً، حسب وصفه.
من جانبه، أوضح الصحفي الفلسطيني شادي عصفور، أن ’’الإعلاميين الصحفيين جلُهم في دائرة الاستهداف المباشر من قبل رصاصة جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذي يريد التغطية على جرائمه البشعة بحق المواطنين والشبان المتظاهرين السلميين على الحدود الشرقية لقطاع غزة‘‘.
وأشار الصحفي إلى أن ’’الدروع التي يمتلكها الصحفيين والإعلاميين الجدد، لا تحمينا وإنما لإشعار الآخرين وجنود الاحتلال المتمركزة داخل السياج والسلك الفاصل أننا صحفيين فلسطينيين، نوثق الحدث والصورة التي لا يريد رؤيتها عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية‘‘، مؤكداً على ضرورة نقل الرواية والرؤية الحقيقة إلى الإعلام وأن يكون الصحفي الفلسطيني يمتلك الحس الوطني بداخله.
بينما اتفق الصحفي الفلسطيني ’’يوسف أبو كويك‘‘ مع كلام زميله ’’عصفور‘‘ على الحس والانتماء الوطني لقضيته العادلة ونقلها عبر الوسيلة التي يعمل بداخلها إلى العالم الحر، مشيراً أن هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي ارتكبت نتيجة التسرع في نقل الأخبار والمعلومات المغلوطة المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد الصحفي ’’أبو كويك‘‘ أن الاحتلال الإسرائيلي قد ارتكب العديد من الجرائم البشعة بحق المواطنين والأطفال والشبان المتظاهرين بالقرب من السلك الحدودي الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام الـ48، خلال عملها وتغطيتهم الصحفية من داخل ميدان مواجهات مسيرات العودة على حدود غزة.
يشار إلى أن الحصيلة الأولية لمواجهات مسيرات العودة حسب ما أورته وزارة الصحة بغزة، قد بلغت نحو 218 شهيداً وأكثر من 23 ألف مصاباً بجروح مختلفة، من بينهم 5600 بالرصاص الحي، و450 من المصابين بحالة الخطر الشديد، بالإضافة إلى وصول حالات البتر في صفوف الشباب إلى 76 منذ انطلاق مواجهات مسيرات العودة على حدود غزة في الثلاثين من شهر آذار/مارس الماضي.
Sorry Comments are closed