“الذبابة البيضاء” تنهك مزارعي سهل الغاب

فريق التحرير29 أكتوبر 2018آخر تحديث :
صورة لنبات “الكلاوي” الفاصولياء العريضة في أحد الحقول في سهل الغاب – عدسة: مصطفى أبو عرب – حرية برس©

مصطفى أبو عرب – حماة – حرية برس:

يعتمد الأهالي في سهل الغاب غربي حماة، على الزراعة بشكل رئيسي في تأمين رزقهم وقوت يومهم، وتعتبر المزروعات الصيفية مصدر الدخل الأساسي لهم، ومنها زراعة “الكلاوي” (الفاصولياء العريضة)، التي تراجعت زراعتها بسبب “الذبابة البيضاء” التي قضت بدورها على المحصول.

يقول المزارع “أنس سلوم” في حديثه لحرية برس أن “الفاصولياء العريضة هي زراعة موسمية صيفية أساسية في سهل الغاب، وتصل تكلفة زراعة الدونم الواحد لأكثر من 60000 ليرة سورية، وينتج حوالي 500 كيلوغرام من الفاصولياء”.

وأضاف “سلوم” إن “هذه السنة كانت كارثية على مزارعي الفاصولياء العريضة التي تراجعت بشكل ملحوظ، لأسباب عديدة أهمها (العوامل الجوية) الصعبة إذ أن الجو لم يساعدها على النمو، كما تسببت برودة الجو بتكاثر الأمراض والحشرات خصوصاً الذبابة البيضاء التي قضت على المحصول بشكل نهائي”.

وأشار “سلوم” إلى أنه قد “زرع 15 دونماً من أرضه ببذور الفاصولياء العريضة، ووصلت تكلفة زراعة الأرض إلى أكثر من 500 ألف ليرة سورية على الزراعة والسقاية والحراثة ورش المبيدات الحشرية، إلا أن الذبابة البيضاء أضرت بالمزروعات التي لم تنتج له محصولاً يذكر، وتكبد فيها خسائر فادحة”.

وفي ظل عدم وجود سوق للتصريف انخفضت أسعار مبيع الفاصولياء لتصل إلى 200 – 350 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، في حين أن أسعارها كانت من 200 الى 500 ليرة سورية العام الماضي.

طفل يقوم بتجهيز محصول “الكلاوي” بعد جنيها وتحضيرها لكي تباع في الأسواق – عدسة: مصطفى أبو عرب – حرية برس©

بدوره أوضح المهندس الزراعي “فواز الرحيل” أن “الذبابة البيضاء تشكل خطراً كبيراً على المزروعات المثمرة بالدرجة الأولى، وهي موجودة بكثرة في الجو، وتسبب هلاك كثير من المزروعات، وتنقل أمراضاً فيروسية، حيث أنها قادرة على نقل أكثر من ٦٠ مرض فيروسي، وتقوم هذه الحشرة بالتغذي على السطح السفلي من الورقة عن طريق خراطيم ماصة موجودة في فمها تؤدي الى خفض نسبة الضغط في الورقة مما يؤدي الى هلاك الورقة بالكامل”.

وأشار “الرحيل” إلى أن “الذبابة البيضاء قادرة على كسب مناعة كاملة من خلال هذه الجينات الموجودة داخل كريات الدم، وهذه المناعة تورثها للأجيال، أي أنه وعند استخدام الدواء يقتل جيلاً كاملاً، ولكن الذي أخذ مناعة من الدواء الماضي يكسبه للأجيال القادمة، لذلك لا يمكن استخدام المبيد الحشري سوى مرة واحدة”.

وتابع “الرحيل” أنه و”نتيجة وجود الذبابة البيضاء في الجو استعملنا المبيدات الحشرية بكثرة كبيرة، المادة الفعالة التي موجودة في هذه الحشرة اسمها (النيوكونيتيد) وهي من الحشرات المضادة للمبيدات الحشرية الفوسفورية الصاعقة، والمبيد الحشري الفوسفوري يؤثر سلباً على البيئة، ولذلك يجب أن نخفف من المبيدات الحشرية التي تقضي على الأحياء المفيدة للجو، حيث أننا استخدمنا مبيدات كثيرة لكي تقضي عليها لكن دون جدوى”.

الجدير بالذكر أن تقلب الأحوال الجوية ساهم في ظهور الكثير من الأمراض والحشرات الضارة ومنها الذبابة البيضاء التي قضت على المحاصيل الزراعية في سهل الغاب بسبب انتشارها الكبير، مما أثرت سلباً على الدخل المادي للمزراعين في ريف حماة الشمالي والغربي ومنطقة سهل الروج وسهل الغاب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل