مالك الخولي – حرية برس
أعرب رئيس هيئة التفاوض المعارضة نصر الحريري، اليوم الجمعة، عن أمله في أن يكون اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، “نقطة تحول” نحو الحل في سوريا.
ولا يعلم أحد ماهيّة الأسباب التي دفعت الحريري إلى اعتقاده هذا، في وقت تضع روسيا كامل ثقلها السياسي لإعادة تأهيل نظام الأسد وتعويمه.
ورغم إقراره بـ”عدم رؤية نور في نهاية النفق” فيما يتعلق بتشكيل اللجنة الدستورية والعراقيل التي يضعها النظام، إلا أن الحريري يبدو لاهثاً وراء حلول موسكو التي لا تصب إلا في مصلحتها ببقاء نظام الأسد دون تغيير.
الحريري أكد في مؤتمره الصحفي أن هناك أكثر من 120 منطقة في سوريا تخضع لسيطرة المليشيات الإيرانية، وأنه تم إقامة قواعد عسكرية فيها، متناسياً ربما أن تلك المليشيات ما كانت لتتقدم شبراً واحداً دون الدعم الجوي الروسي.
أما المفاجأة التي فجرها رئيس هيئة التفاوض كانت قوله إن “المشروع الروسي في المنطقة يختلف عن المشروع الإيراني”، في وقت تشير الوقائع والتحليلات إلى أن الخلافات بين الحليفين الداعمين للأسد لا تعدو كونها ظاهرية وتكتيكية هدفها سد الذرائع أمام محاولات تعويم النظام وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
ويرى كثير من المراقبين أن موسكو حسمت رهانها على الأسد منذ تدخلها العسكري لصالحه أواخر سبتمبر 2015، ومنذ ذلك الحين ساهمت روسيا في إعادة سيطرة نظام الأسد على معظم المناطق المحررة عبر القوة أو ما يسمى “المصالحات”، إلى جانب مسؤوليتها عن قتل عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين وتدمير مئات المراكز المدنية الحيوية كالمشافي ومراكز الدفاع المدني ودور العبادة بشكل ممنهج، أما على الصعيد السياسي فقد أنقذت النظام من قرارات مجلس الأمن مستخدمة “الفيتو” 12 مرة، كما تمكنت من إيجاد وخلق مسارات سياسية بديلة التفت بها على مسار جنيف، تمثلت بمساري “أستانا” و”سوتشي”.
فهل يرى الحريري ما لا يراه السوريون؟
عذراً التعليقات مغلقة