حرية برس:
انطلقت فى الرياض أعمال منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذى أطلق عليه اسم ’’دافوس فى الصحراء‘‘، أمس الثلاثاء، فى خضم تداعيات قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي فى قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، والتى تسببت فى انسحاب مسؤولين ورؤساء شركات من المنتدى.
وبدأت السعودية توقيع اتفاقات بأكثر من 50 مليار دولار فى قطاعات النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية خلال المؤتمر، فيما ذكر التليفزيون الرسمي السعودي أن الصفقات تشمل شركات ’’ترافيجورا وتوتال وهيونداي ونورينكو وشلومبرجر وهاليبرتون وبيكر هيوز‘‘.
وتشمل الصفقات إنشاء مصهر للنحاس والزنك والرصاص مع مجموعة ترافيجورا، واتفاق مشترك لتشييد مجمع بتروكيماويات متكامل ومنطقة لأنشطة المصب ضمن المرحلة الثانية من مصفاة ساتورب المملوكة ملكية مشتركة بين أرامكو السعودية وتوتال، واستثمارات فى محطات الوقود بين أرامكو وتوتال.
ووقع وزير النقل السعودي اتفاقاً للمرحلة الثانية من خط قطارات الحرمين عالى السرعة مع كونسورتيوم إسباني،حيث قال ’’ياسر الرميان‘‘ رئيس صندوق الاستثمارات العامة السعودي فى المؤتمر، إن حوالى 10% من أصول الصندوق السيادى للمملكة هى أصول دولية وإن الصندوق يستهدف زيادتها إلى 50% بحلول 2030، موضحاً ’’فى 2030 نود أن نكون 50% أصولا دولية و50% أصولاً محلية‘‘.
بينما قال المدير التنفيذى لصندوق الاستثمار المباشر الروسي إن خطة تحويل الاقتصاد السعودي مهمة للعالم، معتبراً خلال مشاركته في المؤتمر أن السعودية شريك مهم وأن الشراكات بين صناديق الثروة السيادية هى ’’فرصة عظيمة‘‘.
انسحاب الشركات بالجملة
افتتح المؤتمر الذى يهدف إلى استقطاب الاستثمارات للمملكة الغنية بالنفط والساعية إلى تنويع اقتصادها، وسط إجراءات أمنية مشددّة فى فندق ’’ريتز كارلتون‘‘ فى العاصمة السعودية، فيما يستمر حتى يوم الخميس المقبل، وينظمه صندوق الاستثمارات العامة الذى يترأسه ولى العهد السعودي.
وقاطع عشرات من السياسيين الغربيين وكبار المصرفيين العالميين والمديرين التنفيذيين مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، حيث قاطع المؤتمر ممثلين عن الحكومتين الاسترالية والنيوزلندية، ورئيس مجموعة البنك الدولي جون يونغ كيم، ورئيس مجموعة “فرجين غروب” ريتشارد برنسون، والرئيس التنفيذي لشركة “جي بي مورغان تشيس” جيمي ديمون، ورئيس شركة “فورد موتير” بيل فورد.
كذلك رفض الحضور كل من شركة “بلاك روك” وهي من أكبر شركات الاستثمار في القطاع التكنولوجي حول العالم، وشركة بلاكستون، وستقاطع شركة “ايرباص”، ومؤسسة “فياكوم” الأميركية، وشركة “نيكي” اليابانية للإعلانات الذكية، وسأل البعض على صفحات التواصل الاجتماعي حول موقف “فيسبوك”، والذي لم يعلق رئيسه مارك زوكرربورغ إلى الآن على قضية اغتيال الخاشقجي أو ما يتعلق بمشاركة مبعوثين للشركة في “دافوس في الصحراء”.
ورغم مقاطعة عدد من كبار الشخصيات والشركات لمؤتمر الاستثمار، بما في ذلك وول ستريت، حضر بعض كبار المصرفيين الدوليين بمن فيهم مصرفيون من إتش.إس.بي.سي ومتسوبيشي يو.إف.جيه أكبر بنك في اليابان، في علامة على أن هناك بنوكا عالمية لا تريد التخلي عن الصفقات السعودية المربحة.
وحضر بيتر راولنسون مدير التكنولوجيا في لوسيد موتورز المؤتمر أيضاً، وكان في سبتمبر/أيلول، قد اتفق صندوق الاستثمارات العامة السعودي على استثمار أكثر من مليار دولار في لوسيد، في إطار جهود المملكة الرامية لتنويع اقتصادها وتقليص اعتماده على النفط.
وأرسلت روسيا وفداً كبيراً للمؤتمر يرأسه كيريل ديمترييف رئيس صندوق الاستثمار المباشر الذي قال يوم الثلاثاء، إنه يجب التحقيق في مقتل خاشقجي ومحاسبة الجناة إلا أنه لا يمكن تجاهل مساعي السعودية لتحقيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية.
اضطراب بسوق الأسهم
تراجعت سوق الأسهم السعودية في معاملات هادئة اليوم الأربعاء، رغم التقلبات الناتجة عن بيع المستثمرين الأجانب والأفراد بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال محافظ البنك المركزي السعودي إن المملكة لن تعاقب البنوك الأجنبية التي قاطعت مؤتمر الاستثمار، وبوسعها التقدم بطلبات للحصول على تراخيص للعمل في المملكة، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.
فيما قال أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في البنك المركزي لتلفزيون العربية ”نحن، في مؤسسة النقد، نتعامل بكل حرفية ومهنية سواء مع بنوك أجنبية أو غيرها“.
وفقد المؤشر السعودي 0.5 بالمئة لكن أسهما كثيرة تفوق أداؤها على المؤشر بفضل نتائج شركاتها.
من جهته، ذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم الأربعاء، أن المملكة ستواصل الإصلاحات والإنفاق على البنية التحتية، متوقعا أن ينمو اقتصاد بلاده بنسبة 2.5 بالمئة هذا العام.
وفي حديث له خلال مؤتمر الاستثمار المنعقد في الرياض، قال بن سلمان إنه يتوقع أيضا أن يكون النمو الاقتصادي أعلى العام المقبل، حسب وضفه.
وبدأ محمد بن سلمان كلمته في مؤتمر دافوس الصحراء المنعقد في الرياض حديثه قائلاً: “الكثير يحاول استغلال حادث خاشقجي لإحداث شرخ في علاقات السعودية مع تركيا”، حسب قوله، مضيفاً “لن يستطيعوا إحداث شرخ بيننا وتركيا طالما موجود ملك اسمه سلمان وولي عهد اسمه محمد بن سلمان ورئيس لتركيا اسمه أردوغان”.
ولم يلق ولي العهد كلمة أمام المؤتمر يوم الثلاثاء، حيث وصل إلى المؤتمر بعد حضور لقاء استقبل فيه والده وأقوى داعميه الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية فردين من عائلة خاشقجي، أحدهما ابنه صلاح، ونشرت وكالة الأنباء السعودية صوراً للقاء منها صورة لولي العهد وهو يصافح صلاح الذي بدا في حالة من عدم الارتياح.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال يوم الثلاثاء إن السلطات السعودية نفذت ”أسوأ تستر على الإطلاق“ في مقتل خاشقجي مع تعهد الولايات المتحدة بإلغاء تأشيرات الدخول لبعض من يعتقد ضلوعهم.
ويعد مؤتمر “مؤتمر دافوس في الصحراء” هو مؤتمر عالمي تسعى السعودية إلى إنجازه، ويطلق عليه إسم “مستقبل الاستثمار”، وهو ضمن برنامج “رؤية 2030” التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان، وكانت قد بدأت السعودية الإعداد له منذ منتصف عام 2017.
وكانت السعودية تعول على أن ينجم عن هذا المؤتمر توقيع شراكات علمية ومالية بين المملكة السعودية ودول عربية مع شركات من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، ونقل السعودية من دولة تعتمد في اقتصادها على النفط إلى دولة منتجة للتكنولوجيا.
- المصدر: وكالات
عذراً التعليقات مغلقة