أحمد زكريا – حرية برس
منذ شهر تموز/يوليو الماضي، وبعد أن توصلت فصائل تابعة للجيش السوري الحر، إلى اتفاقات مع الجانب الروسي يقضي بتسليم السلاح الثقيل، خلال 6 أشهر، وعدم ملاحقة المدنيين والعسكريين من الجيش الحر في محافظة درعا بضمانات روسية، إضافة إلى إجلاء من يرفض التسوية نحو الشمال السوري، بدأت الأنباء الواردة من تلك المنطقة تفيد بانتشار عدد من الميلشيات التابعة لإيران وحزب الله بشكل ملحوظ.
ولم يقتصر الأمر، بحسب مصادر مطلعة، على موضوع انتشار تلك الميليشيات التي بدأ الأهالي يلاحظون وجودها على شكل مجموعات، بل لجأت أيضًا لإغراء سكان مدن وبلدات المنطقة الجنوبية بالمزايا والرواتب الشهرية والحماية الأمنية مقابل تطويعهم بين صفوفها، بهدف الزج بهم في معارك ضد الثوار والمعارضة أو ابقائهم كذراع ميليشيا لها في عموم المنطقة الجنوبية.
ويقدر عدد الشباب المنتسبين لصفوف تلك الميليشيات بأكثر من 1000 شاب، في حين لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد الميليشيات المنتشرة في عموم المنطقة الجنوبية (درعا، والقنيطرة).
الانتساب للميلشيات هربًا من تجاوزات النظام
الصحفي “سمير السعدي” قال لحرية برس: إن العدد الكلي للمليشيات المتواجدة في الجنوب يقارب 8500 عنصر من جنسيات سورية وإيرانية وعراقية ولبنانية، موزعين على محافظات ريف دمشق والقنيطرة ودرعا، مضيفًا أن عدد الشبان المنتسبين لهذه المليشيات يزيد على 1600 شاب من محافظة درعا، تحديداً في الريف الشرقي منها.
وأشار، إلى أن رواتب تلك المليشيات تزيد عن 250 دولار وهو راتب مغرٍ مقارنة برواتب قوات النظام، بالإضافة لمنح المتطوعين في صفوفها صلاحيات واسعة تمكنهم من التنقل داخل سورية بمهمات خاصة، وكذلك الخروج من سورية إلى لبنان بناء على تلك المهمات.
وفيما يتعلق بمدى إقبال الشباب على الانضمام إلى تلك الميليشيات أوضح “السعدي” بأن الإقبال بدأ محدودًا، إلا أنه ونتيجة تجاوزات قوات النظام وخرقها للاتفاق الأخير لا سيما اعتقال المعارضين، دفع بالمزيد من أبناء المنطقة للانضمام لصفوف تلك الميليشيات لحماية أنفسهم.
وفي ردّ منه على سؤال حول دور النظام في مساندة تلك الميليشيات في المنطقة الجنوبية وموقف روسيا من تواجد تلك الميليشيات أجاب “السعدي” بأن لنظام يسهل عمل تلك المليشيات ولا تجرؤ قواته على اعتراضهم، في حين أن الروس همهم حفظ أمن إسرائيل وتحاول روسيا الحد من انتشار تلك المليشيات في الريف الغربي من درعا وريف القنيطرة، وهو ما يفسر إرسال الروس رتلًا تمركز في “تل الحارة” بعد دخول “لواء الإمام الحسين” إلى المدينة مطلع أيلول /سبتمبر الماضي.
قاعدة إيرانية في منطقة “اللجاة”
وتفيد الأنباء الواردة من منطقة “اللجاة” شرقيّ درعا، عن بدء القوات الإيرانية بناء قاعدة عسكرية لها، بعد أن تم تجريف عدد من القرى المحيطة بمنطقة اللجاة لتسهيل عمليات البناء.
وفي هذا الصدد قال “السعدي”: إن موضوع القاعدة الإيرانية في منطقة “اللجاة” شيء مثبت وهناك مقاطع فيديو سيتم نشرها لاحقًا، تبين وجود متدربين ومراكز تدريب في المنطقة لحزب الله اللبناني، معتبرًا الأمر بمثابة تمهيد لإنشاء قاعدة ربما يكون الهدف منها تدريب المليشيات المحلية ومستودعات للأسلحة، مستفيدين من الطبيعة الجغرافية الوعرة وانتشار المغاور والكهوف على امتداد اللجاة.
ولفت السعدي الانتباه، إلى أن خطورة انتشار المليشيات في الجنوب تكمن في أنها سعي إيراني حثيث لاستبدال المليشيات الأجنبية بأخرى محلية، كذلك تسعى من خلال تمددها لنشر المذهب الشيعي وإحداث تغيير على أساس مذهبي وتجنيد الشباب على أساس طائفي.
انتشار واسع لميلشيا “حزب الله”
من جهته، قال العميد طيار أركان حرب “عبد الهادي ساري الخزاعلة”: إن هناك انتشاراً واسع للميليشيات الشيعية في المنطقة الجنوبية داخل القرى والبلدات بشكل واضح من قبل أبناء المنطقة الجنوبية، وأهمها ميليشيا “حزب الله ” وهي متواجدة في المنطقة الشرقية من مدينة درعا، والتي تحاول السيطرة على المنطقة بدءًا من حدود السويداء شرقًا وصولًا إلى نصيب جنوبا، كما أنها متواجدة الآن في مدن وبلدات ” الكرك الشرقي والمسيفرة، وكحيل، والسهوة، والمليحات” وعدة مناطق أخرى، باستثناء مدينة “بصرى الشام” فلا تواجد لتلك الميليشيا هناك.
وأضاف في حديثه لحرية برس، أن الهدف من وجود ميليشيا “حزب الله” وفصائل مساندة له مثل “القوة الجعفرية” وهي شبه تابعة لحزب الله، السيطرة على المنطقة المحاذية للأردن والوصول إلى الحدود، لإبقاء تلك المنطقة تحت سيطرتها والتواجد بشكل دائم في المنطقة.
رفض الانضمام لتلك الميليشيات
وتشير مصادر أهلية، إلى رفض السكان لمحاولات الميليشيات الإيرانية تطويع أبنائهم منذ عشرة أيام حصل اجتماع بين الحرس الثوري الإيراني من جهة و”ميليشيا حزب الله، والقوة الجعفرية، والقوة 313، وفصيل الرضى” وغيرها من الفصائل، اجتمعوا في مدينة “طفس” مع وجهاء المدينة وعرضوا عليهم تجنيد أبنائهم مع تلك الميليشيات مقابل 300 دولار لكل شخص مقابل اغراءات أخرى مثل ترميم البنى التحتية لتلك المنطقة وإعطاء امتيازات للمنطقة من حيث التعرض لأبناء تلك المنطقة، إلا أن أبناء المنطقة رفضوا أن يسلموا أبناءهم لهذه الميليشيات.
ولفت “الخزاعلة”، إلى أنه تم تطويع جزء من الشبان بشكل فردي وليس جماعي، وهناك أكثر من 1700 شاب تطوعوا في صفوف تلك الميليشيات، وأضاف أن هناك نحو 700 شاب تم تطويعهم في صفوف ميليشيا “حزب الله” التي تحاول شرعنة وجودها في المنطقة الشرقية من درعا من خلال التواري خلف أبناء المنطقة الجنوبية، بنفس الاغراءات التي تمنحها لأبناء المناطق الأخرى التي تحاول ضمها لصفوفها.
وفيما يتعلق بالحديث عن بناء قاعدة إيرانية في منطقة “اللجاة” أكد العميد “الخزاعلة” أن هناك أكثر من 45 فصيلاً شيعياً موجودين في سوريا وأجزاء منها موجود في المنطقة الجنوبية، وبناء القواعد الإيرانية متوفر في كل منطقة مثل “مثلث الموت” وقاعدة في “القنيطرة”.
وتابع: إن هناك 7 قرى شمال شرق “اللجاة” تم تهجير بعض أبنائهم والقسم الآخر تم ابعادهم واعتقالهم، والآن هناك تجهيزات في المنطقة لبناء تلك القاعدة، تحت سمع ونظر إسرائيل وأمريكا عبر الأقمار الصناعية التابعة لها.
“اللواء 313” تشكيل إيراني جديد
وقالت مصادر محلية في مدينة “ازرع” لـ “تجمع أحرار حوران” إنّ “الحرس الثوري قدّم إغراءات كثيرة لدفع الشباب للتطوع في اللواء 313 كالرواتب العالية التي تتجاوز الـ 300 دولار أمريكي، ومنحهم بطاقات شخصية تحمل شعار الحرس الثوري، وتمنح حاملها ميزات تفوق عمّن هم ضمن قوات الأسد أو أي تشكيل آخر موالٍ للأسد.
وبحسب المصدر ذاته، فإن “الحرس الثوري الإيراني” أعلن عن تشكيل مليشيا جديدة تحمل اسم “اللواء 313” في محافظة درعا وتحديداً في مدينة “ازرع”، متخذاً من مبنى “الشبيبة” في المدينة مقراً له.
“أبو محمود الحوراني” الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” قال لحرية برس: إن ميليشيا “حزب الله، وفرقة الرضوان، وميليشيا أبو الفضل العباس، ولواء الإمام الحسن، وميليشيا اللواء 313” تعد من أهم الميليشيات في الجنوب، وأن عدد الشبان المنتسبين لصفوفهم وبحسب التسريبات التي تصلهم نحو 1000 شاب من درعا والقنيطرة، وذلك منذ انتهاء المعارك في تلك المناطق، مبينًا أنهم يقدمون رواتب شهري لكل شاب ينتمي لصفوفها، تتراوح بين 200 إلى 300 دولار، لافتًا الانتباه، إلى أن ميليشيا “حزب الله” تعمل بشكل سري ولها مكتب انتساب في بلدة “صيدا” بريف درعا.
وعن موقف النظام وروسيا من تلك الميليشيات، أوضح “الحوراني” أنه لا يوجد أي مساندة من النظام وروسيا للميليشيات الإيرانية، كما أن هناك تيارات من ضمن النظام ضد الميليشيات وضد “التشييع”، وقال: إن “فرع الأمن العسكري والفيلق الخامس” هما ضد التشييع وضد تواجد الميليشيات الإيرانية، بينما باقي الافرع مثل “الفرقة الرابعة، والمخابرات الجوية، وأمن الدولة والسياسية” هم مع حلف التشييع ومع تلك الميليشيات الإيرانية.
وعن صحة الأخبار التي تتحدث عن التجهيز لبنا قاعدة إيرانية في منطقة “اللجاة”، أكد “الحوراني” حصولهم على معلومات أنه وفي شمال شرق “اللجاة” تم جرف عدد من القرى مثل” الشومرة، والشياح، وحوش حماد” وغيرها من القرى الأخرى، من أجل بناء قاعدة إيرانية في مكان تلك القرى.
الجدير ذكره، أن منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية، والتي تعد من أقوى الحركات المُعارضة للنظام الإيراني، ذكرت في تقارير سابقة لها، عن أن الدور الفعلي في العمليات القتالية الدائرة في سوريا، مناط بالميليشيات الطائفية المدعومة من طهران والتي تأتمر بأوامر الحرس الثوري، بحسب ما نقلته “شبكة شام الإخبارية”.
وقدرت المنظمة، بحسب المصدر ذاته، أن مجمل قوات النظام الإيراني في سوريا يتخطى 70 ألف شخص، بينهم 20 ألفًا من الميليشيات “العراقية” ومثلهم من “الأفغان”، إلى جانب سبعة آلاف من “باكستان”، ونحو عشرة آلاف مسلح من “ميليشيات حزب الله”.
Sorry Comments are closed