ياسر محمد – حرية برس
في اليوم نفسه التي أعلنت فيه الأردن إعادة فتح معبر جابر – نصيب بين المملكة والنظام السوري، بدءاً من اليوم الاثنين، تدارس وزيرا خارجية النظامين السوري والعراقي، الأحد، فتح المعابر بين البلدين، ومع اشتمال اتفاق سوتشي بخصوص إدلب على بند يفضي إلى فتح الطرق الدولية (حلب -حماة، حلب اللاذقية)، تكون “القثطرة” الاقتصادية قد نجحت في فتح شرايين النظام، ما يُسرّع في إنهاء عزلته الاقتصادية وصولاً إلى إنهاء عزلته السياسية، إن سارت الأمور بلا مفاجآت، وهي كثيرة ومتوقعة.
وفي التفاصيل، وبعد تردد وترتيبات لم تطل، أعلنت الأردن عن فتح معبر جابر – نصيب، وقالت جمانة غنيمات المتحدثة باسم الحكومة الأردنية، أمس الأحد: “اللجان الفنية الأردنية السورية اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة لإعادة فتح المعبر الحدودي بين البلدين وذلك خلال الاجتماع الذي عقد اليوم الأحد في مركز حدود جابر(نصيب)… الاجتماعات أفضت إلى الاتفاق على فتح المعبر اعتباراً من يوم غد الاثنين الموافق الخامس عشر من تشرين أول”.
وتسبب إغلاق معبر جابر-نصيب عام 2015 في قطع ممر نقل مهم لمئات الشاحنات يومياً والتي كانت تنقل البضائع بين تركيا والخليج وبين لبنان والخليج، في تجارة تصل قيمتها لعدة مليارات من الدولارات سنوياً.
وضمن سعي نظام الأسد المحموم لفتح المعابر واستعادة تدفق التجارة، دعا وزير خارجية نظام الأسد، وليد المعلم، نظيره العراقي إبراهيم الجعفري الذي يزور دمشق حالياً، إلى ضرورة الإسراع في إعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على حركة تبادل البضائع وانتقال الأشخاص، كما يحقق مكاسب سياسية لكلا الطرفين، وفق وكالة أنباء النظام “سانا”، إلا أن المعابر هنا تختلف عن موضوع المعابر مع الأردن، فوجود القوات الأمريكية في المنطقة والتي تعرف أن المعابر ستخدم مصالح إيران في الدرجة الأولى، لن يكون بالسهولة التي يرجوها أو يتوقعها المعلم والجعفري، فالقوات الأمريكية تسيطر على معبر الوليد في منطقة التنف، وتغلق طريق دمشق بغداد السريع الرئيسي، لكن يوجد معبر آخر أصغر في البوكمال الواقعة إلى الشرق، وهو مفتوح في الوقت الحالي لأغراض عسكرية فحسب، لكن القوات الأمريكية تستطيع – إن أرادت- قطع هذا الطريق أيضاً حيث سيمر من مناطق سيطرة حلفائها “قوات سوريا الديمقراطية”، أو بالقرب من مناطق سيطرتها وسيطرة قوات المعارضة الموالية لها.
وبعيداً من الشرايين الرئيسة المتمثلة بالمعابر الدولية، وضعت روسيا ثقلها لفتح الشرايين الثانوية التي لا غنى عنها لتمرير البضائع والوصل بين الطرق الدولية، فاشترطت في اتفاق سوتشي حول إدلب فتح طريق (حلب -حماة) ومنه إلى دمشق فمعبر نصيب، وطريق (حلب – اللاذقية) ومنه إلى البحر المتوسط، ما يجعل تجارة النظام تعود إلى سابق عهدها قبل الثورة بشكل تام، وهو سيناريو يصطدم جزء كبير منه بإرادات إقليمية ودولية، ويمكن لتركيا وأمريكا على وجه التحديد تعطيل أو تأخير إنجازه، على الأقل حتى تبلور ملامح حل سياسي يحقق بعض المصالح لهما أولاً، وللمعارضة السورية -حليفتهما- ثانياً، ولن يكون لافتتاح معبر جابر-نصيب كبير أثر في حال تعثر افتتاح المعابر الداخلية المارة بإدلب، كما أن النظام ومن ورائه حليفاه إيران و”حزب الله” لن يحققوا المكاسب العسكرية المرجوة في حال تعطيل فتح المعابر مع العراق، والتي ستكون صلة وصل بين إيران وذراعها المطل على البحر المتوسط من جهة بيروت.
Sorry Comments are closed