أمجد الساري – حرية برس:
أطلق ناشطون سوريون اليوم الأحد، حملة “مخيم الركبان مخيم الموت”، بهدف تسليط الضوء على معاناة عشرات الآلاف من المدنيين داخل مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية الذي تحاصره قوات الأسد، وإيصال أصواتهم إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة.
وأصدر القائمون على الحملة بياناً نشروه بثلاث لغات العربية والإنكليزية والتركية، ناشدوا فيه كل من الأمم المتحدة والحكومة الأردنية ومنظمة اليونيسيف بالتدخل العاجل لإنقاذ أرواح عشرات الآلاف من المدنيين داخل مخيم الركبان المحاصر.
وقال الصحفي “عبدالعزيز الخليفة” أحد القائمين على الحملة لـ”حرية برس” إن “الحملة هدفها تسليط الضوء على المدنيين الموجودين في مخيم الركبان، حيث يتواجد داخل المخيم حوالي 70 ألف مدني، نزحوا من مناطق تقع أغلبها تحت سيطرة نظام الأسد، وهي (تدمر، والقريتين، ومهين) بالإضافة إلى نازحين أتوا من مناطق أرياف ديرالزور الواقعة جنوبي نهر الفرات”.
وأضاف “الخليفة” أن “هدف الحملة إيصال أصوات هؤلاء المدنيين إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالنازحين، باعتبار أن الوضع الإنساني داخل المخيم أصبح مزري للغاية بالفترة الاخيرة بعد قطع قوات الأسد لطرق الإغاثة من أجل دفع الناس لعقد مصالحات معه، ولفرض حلول على الأطراف الدولية الأخرى لكي يسيطر على منطقة التنف الحدودية مع العراق ومن ضمنها مخيم الركبان”.
وأشار “الخليفة” إلى أن “سياسة التجويع التي تتبعها قوات النظام ضد أهالي مخيم الركبان، تتم أمام أعين الأمم المتحدة، وهي تقف متفرجة دون أن تفعل شيء لهؤلاء المدنيين، وكذلك منظمة اليونيسيف قامت بإغلاق النقاط الطبية، وحكومة الأردن لا تسمح لأحد بالعلاج على أراضيها، علماً أن هناك الكثير من الحالات الطبية المستعصية داخل المخيم”.
وختم “الخليفة” نحاول أن “نوصل أصوات هؤلاء بشكل أساسي إلى الامم المتحدة والمنظمات المعنية، من أجل الضغط على نظام الأسد وحكومة الاردن للسماح بإدخال قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المخيم، ووضع المخيم تحت إشراف الأمم المتحدة، و وضع مراكز طبية تابعة لليونسيف لكي تتم معالجة المرضى داخل المخيم”.
بدوره قال الناشط “عماد غالي” أحد سكان مخيم الركبان لـ”حرية برس” إن “المعاناة الأكبر لسكان المخيم تفاقمت بعد تقدم قوات الأسد في البادية السورية وإغلاقها لطريق دمشق – بغداد الذي يعتبر الشريان الرئيسي لمخيم الركبان، والطريق الوحيد الذي كانت تدخل المواد الغذائية منه، ليصبح المخيم محاصر بشكل كامل”.
وأضاف “غالي” أن “الوضع الصحي داخل المخيم سيئ للغاية بسبب عدم استجابة اليونسيف لأي حالة طبية في مخيم الركبان، مشيراً لوجود أكثر من مئتي حالة حرجة تستدعي الدخول الى المستشفيات، منها لنساء حوامل يحتجن لعمليات قيصرية للولادة وأطفال مصابون بالتهاب الكبد الوبائي وهو مرض متفشي بين الأطفال داخل مخيم الركبان، وتم تسجيل حالاة وفاة داخل سكان المخيم بينهم طفلين وامرأة دخلوا النقاط الطبية التابعة لليونسيف ولم يسمح لهم بدخول المشافي الأردنية”.
وأشار “غالي” إلى أن “نظام الأسد يحاول عبر حصاره لمخيم الركبان، فرض مصالحات على سكان المخيم، الأمر الذي رفضه الأهالي رفضاً قاطعاً، بسبب وجود المئات من المطلوبين لنظام الأسد، والذين قد تكون حياتهم معرضة للخطر في حال عودتهم إلى مناطق سيطرة النظام”.
ويعاني مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية والذي يقطنه حوالي 70 ألف مدني، ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، بسبب إغلاق نظام الأسد لكافة الطرق المؤدية إلى المخيم، تزامناً مع إغلاق منظمة اليونسيف لكافة نقاطها الطبية داخل المخيم، وقيام حكومة الأردن بإغلاق الحدود الأردنية بوجه الحالات الطبية الحرجة التي تستدعي الدخول للمستشفيات الأردنية.
عذراً التعليقات مغلقة