متلازمة القلب المكسور، هي حالة حقيقية تنتج عن تعرض الإنسان لألم نفسي غير محتمل. تم تشخيص هذه الحالة أول مرة في عام 1990 بواسطة باحثين يابانيين.
تحدث متلازمة القلب المكسور بسبب إفراز الجسم لكمية ضخمة من الأدرينالين والكاتيكولامين وبعض المركبات الكيميائية الأخرى بعد تعرض الإنسان لصدمة نفسية عنيفة. عند حد معين يكون تركيز هذه المركبات في الدم ساماً للجسم، حيث تسبب فشلاً في وظائف القلب بعد تورم البطين الأيسر المسؤول عن ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم. هنا يصبح سريان الدم في الجسم بطيء ما ينتج عنه تكون جلطات قد تسبب سكته قلبية.
متلازمة القلب المكسور هي حالة مماثلة لإحتشاء عضلة القلب ولها نفس الأعراض المعروفة بالشعور بالتعب والإجهاد وألم في منطقة الصدر واستسقاء رئوي وقصر في النفَس.
تسبب متلازمة القلب المكسور تفاقم لبعض الحالات المرضية التي يعاني منها الجسم وخاصة لهؤلاء الذين يعانون من أمراض قلبية حيث يكونون عرضة للموت بسبب أي صدمة نفسية لا يحتملها قلبهم.
موت أحد الزوجين بعد وفاة الآخر
إن وفاة أحد الزوجين بعد وفاة الآخر بفترة قصيرة أمر معروف ومتكرر وربما سمعتم عن حالات مشابهة، حيث لا يتحمل الزوج أو الزوجة فراق الطرف الآخر بعد عقود من الزواج فتصيبه متلازمة القلب المكسور ويموت أو تموت خلال فترة قصيرة.
بحسب الدراسات فإن المرأة أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور بعشرة مرات أكثر من الرجال، كما أن حوادث الفقد الفجائية هي المسبب الأكبر لظهور هذه المتلازمة. يكون الناس أقل تأثراً بمتلازمة القلب المكسور إذا وجدوا الدعم والمساندة من الأشخاص المحيطين بهم من الأسرة والأصدقاء، كذلك إذا ما كان لديهم إيمان عميق بالقدر وقبول ما يحمله إليهم من خير أو شر. كذلك يكون تأثير الفقد أقل إذا ما أتيحت للشخص المتوفي الفرصة لتوديع أحبائه وقضاء وقت كافي معهم وإعدادهم نفسياً لفراقه.
حقائق حول متلازمة القلب المكسور
إن الحزن لا يؤثر فقط على الحالة العقلية والنفسية، لكن يؤثر على وظائف الجسد أيضاً. إن الحزن العميق يقلل من مناعة الجسم ويرفع من ضغط الدم ويزيد من ضربات القلب ويسبب شعور بالضعف العضلي، هذه بعض التأثيرات الجسدية للحزن. كما يسبب الحزن العميق انطلاق كميات ضخمة من المركبات في الجسم وخاصة الكورتيزول الذي يسبب هذا الإحساس بوجود حكة داخل منطقة الصدر.
إن الشخص الأكثر ميلاً للإكتئاب يكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القلب المكسور عندما يفقد من يحب وهو عرضة للوفاة بسبب هذه المتلازمة بخمسة أضعاف احتمالية موت الأشخاص العاديين بسبب الإكتئاب الشديد أو بسبب ما يتعرض له القلب من تأثيرات خطيرة.
لمتلازمة القلب المكسور تعاريف أخرى من ضمنها “اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد” و “اعتلال عضلة القلب من نوع ناكوتسوبو”.
كيف تحمين نفسكِ من الإصابة بمتلازمة القلب المكسور؟
تجنبي التعرض للأخبار السيئة؛ إذا كنتِ ممن يتأثرون بما يشاهدونه على شبكات الأخبار والمواقع الإلكترونية من أخبار مؤسفة فعليكِ التقليل من مشاهدة مثل هذه الأخبار. ضعي في اعتبارك أن شعوركِ بالوحدة يشارككِ فيه العديد من الناس حول العالم وأن هناك من لديه نفس مشاعر الحزن والألم والحياة تأتي بالحزن والفرح.
عبري عن حزنكِ بكل الوسائل المتاحة. بحسب الدراسات، يمكن للتعبير عن الحزن أن يقلل من الضغط النفسي الذي تقعين ضحيته ويحميكِ من الإصابة بمتلازمة القلب المكسور. خذي وقتكِ في التعبير عن حزنكِ والتعافي من الصدمات ولا تسمحي لأحد بتحديد الوقت اللازم لكِ للتعافي. لا تهملي الجوانب الروحية، تأملي وصلي وافعلي كل ما يحقق لكِ الراحة النفسية.
استمعي للموسيقى وانشري العطر المحبب لكِ في غرفتك وضعي الزهور الجميلة في منزلك فكلها أشياء قد تسعدكِ على تجاوز الفترة العصيبة. لا تتجاهلي أي ألم تشعرين به واستشيري طبيبكِ على الفور وخاصة إذا كان الألم في منطقة الصدر وتناولي الأغذية الصحية.
عذراً التعليقات مغلقة