حرية برس:
كشف وزير الدولة لشؤون النازحين اللبناني ’’معين المرعبي‘‘، اليوم الثلاثاء، أن نظام الأسد يرفض عودة عدد من اللاجئين السوريين في لبنان، على أسس طائفية وذلك في المناطق التي جرى تغييرها ديموغرافياً.
وقال الوزير اللبناني في تصريح له لجريدة ’’الحياة‘‘ اللبنانية، أن ’’الموافقة من الجانب السوري على اللوائح التي يقدمها لبنان بأسماء اللاجئين السوريين الراغبين في العودة إلى بلدهم تتم بشكل استنسابي وممنهج‘‘.
وأوضح المرعبي أن عائلات سنّية رفضت حكومة نظام الأسد عودتها إلا بأعداد قليلة جداً لأنها عملت على تغيير ديموغرافي جارٍ تنفيذه على الأرض من خلال تدمير بيوت اللاجئين وقلع أشجارهم المثمرة والإتيان بعائلات من أماكن أخرى وإحلالهم مكان الذين هجّروا، وهذا الأمر يتم في القلمون الغربي والقصير وريفها.
وأشار المرعبي إلى ’’أن عدد الذين عادوا حتى الآن الى سوريا من لبنان لم يتجاوز خمسة آلاف لاجئ سوري، ومن ضمن هؤلاء الدفعة الأخيرة التي عادت قبل أيام‘‘.
فيما أكد دعمه للأمن العام اللبناني بجهوده كدولة وجهة شرعية تتعاطى مع هذا الملف دون غيرها، معتبراً أن دخول مليشيا ’’حزب الله‘‘ على خط عودة اللاجئين يخيف اللاجئ ولا يشجعه على العودة.
ونوّه الوزير اللبناني إلى أنه نتيجة متابعته أوضاع العائدين مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ’’تبيّن لي أن ممثلي المفوضية في سوريا عندما يصلون الى اللاجئ السوري العائد من لبنان يعني أن هذا اللاجئ بأمان، لكننا لا نعرف شيئاً عن مصير العائدين ممن لم يزورهم ممثلو المفوضية العليا في سوريا ولا سيما الذين عادوا في الدفعات الأولى‘‘.
ولفت إلى أن ’’معظم الذين تلقوا موافقة على عودتهم من اللاجئين السوريين هم إما من كبار السن أو النساء والأطفال وقليل من الشباب وكل الموالين لنظام الأسد يعودون، لكن لا تسامح حتى الآن مع الآخرين‘‘، حسب وصفه، مؤكداً أن النظام ’’رفض عودة عائلات بكاملها رفضاً كلياً‘‘.
وسبق أن أبلغت مفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، السوريين بأنها ستوقف برنامجها الخاص بالمساعدات الغذائية المقدمة لـ8000 ملف ’’عائلة سورية‘‘ في بلدة عرسال اللبنانية ومناطق آخرى، حيث يأتي فصل ملفات السوريين من تلقي المساعدات، عقب محاولات روسيا في إعادة اللاجئين إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وذلك بعد احتلاله مناطق عدة كانت خاضعة تحت سيطرة المعارضة هذا العام.
ويرى اللاجئون السوريون في لبنان بأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقوم بممارسة الضغوط على الأهالي وإرغامهم على العودة الغير آمنة إلى سوريا في مناطق سيطرة نظام الأسد، معتبرين أن عودتهم ستودي بهم إما إلى الاعتقال أو بزج الشباب في صفوف جيش الأسد.
وطالب مسؤولين لبنانيين مراراً وتكراراً المساعدة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالقيام بدور أكبر في تسهيل “العودة الآمنة” للاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم، خصوصاً إلى المناطق السورية التي باتت “مستقرّة”، في إشارة إلى التي خضعت لسيطرة نظام الأسد هذا العام، فيما تحدث وزير الخارجية اللبناني ’’جبران باسيل‘‘ مؤخراً، عن نجاح الحكومة اللبنانية بإسقاط مشروع توطين السوريين في لبنان.
ويقدر لبنان عدد اللاجئين السوريين على أراضيه بقرابة مليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون لاجئ، فيما تشتكي الحكومة اللبنانية مما تسميه ’’أعباء‘‘ اقتصادية بسبب اللاجئين السوريين على أراضيها، والذين فاق عددهم ربع سكان لبنان.
Sorry Comments are closed