أمجد الساري – حرية برس:
انسحبت المليشيات الإيرانية المساندة لنظام الأسد من مدينة الميادين وبلدة محكان بشكل مفاجئ أمس السبت، نحو مدينة البوكمال، لتحل محلها قوات روسية انتشرت في المدينة وعلى أطرافها.
وذكرت شبكة فرات بوست المحلية أن المليشيات الإيرانية سحبت العشرات من عناصرها، من مدينة الميادين وبلدة محكان باتجاه مدينة البوكمال، لتحل مكانها قوات تابعة لقوات العدوان الروسي، حيث وصلت تعزيزات عسكرية روسية إلى مدينة الميادين ظهر يوم الأحد.
وفي حديث خاص لحرية برس قال “صهيب الجابر” الصحفي في شبكة فرات بوست إن “مليشيا الحرس الثوري والقوات الإيرانية كانت منتشرة قبل أربعة أيام على ضفاف نهر الفرات مثل نقاط المعابر التي كانت تسيطر عليها بشكل كامل على سرير نهر الفرات من الضفة الغربية حيث مدن (الميادين والعشارة والبوكمال) حيث كانت منتشرة بهذا الخط بشكل كامل”.
وأوضح “الجابر” أن “انتشار تلك القوات يرجح لسببين الأول هو موضوع استعادة المعابر النهرية التي انتزعتها روسيا من المليشيات الإيرانية بعد الاقتتال الذي حصل بينها وبين مليشيا الدفاع الوطني التابعة لقوات الأسد، والسبب الثاني هو تحضير إيران لشن هجمات باتجاه مناطق شرق الفرات، الأمر الذي أدى لاعتراض روسيا”.
انتشار روسي لأول مرة في مدينة البوكمال
يقول “الجابر” إن “القوات الروسية أرسلت ولأول مرة منذ بسط قوات الأسد بمساندة الروس والإيرانين سيطرتهم على المدينة في أواخر العام 2017، عشرات العناصر والمدرعات الروسية إلى ريف البوكمال، انتشرت بالقرب من مواقع للمليشيات الإيرانية”، مشيراً إلى أن “تلك القوات أتت لردع أي محاولة من قبل الإيرانيين من شأنها أن تتجاوز التوافقات الروسية الأمريكية بخصوص مناطق شرق وغرب الفرات”.
وأضاف “الجابر” أن “القوات الروسية لديها عدة نقاط في محافظة ديرالزور وريفها، ومنها منطقة (مراط) الواقعة بين الريفين الشرقي والغربي، والمطار العسكري، وطريق ديرالزور – دمشق، ومشفى الأسد، والآن الروس يعيدون انتشارهم في مدينة البوكمال، بهدف إعادة التموضع من مدينة الميادين مروراً بالعشارة وحتى مدينة البوكمال وصولاً إلى الحدود العراقية”.
إقصاء روسي للمليشيات الإيرانية من مناطق شرق ديرالزور
ويرى الجابر أن “روسيا فرضت على الإيرانيين الانسحاب من تلك المناطق، وبالمقابل تعزيز الوجود الروسي فيها، مشيراً إلى أن إيران لا تستطيع مواجهة روسيا وتخشى الصدام معها، لذلك حصلت اتفاقيات من خلف الكواليس في غرفة العمليات المشتركة التي تضم قوات العدوان الروسي والمليشيات الإيرانية وقوات الأسد، تقضي بانسحاب الإيرانيين وتعزيز وجود القوات الروسية”، مضيفاً بأن “إيران تنازع في تلك المناطق، فهي أصبحت عرضة للقصف من كل الجهات وبرضى من الروس، والهدف هو إقصاء إيران وإبعادها”.
الجدير بالذكر أنَّ روسيا نشرت عشرات المدرعات والعناصر في مدينة البوكمال شرق ديرالزور، قبالة مواقع سيطرة مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي، كما قامت قوات الأسد أيضا باستقدام تعزيزات عسكرية إلى بلدة”السيال” بريف مدينة البوكمال.
Sorry Comments are closed