نازحون في جنوب إدلب يفترشون الأراضي ويعانون من الإهمال

فريق التحرير12 أكتوبر 2018آخر تحديث :
مازالت العائلتين تقطنان في المنطقة رغم النداءات المستمرة، لم تلق صدى حقيقي في التعامل معها – عدسة: حنين السيد – حرية برس©

حنين السيد – إدلب – حرية برس:

قد تبدو الصورة مؤلمة جداً إلا أنها الحقيقة، نازحون يفترشون العراء مضجعاً ووحدها السماء غطاء لهم، لا حول لهم ولا قوة، أمام وضع مأساوي لا يقوى عليه أحد في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

تتواصل معاناة النازحين من منطقة “عقيربات” بريف حماة الشرقي المتواجدين بريف إدلب الجنوبي وسط نداءات مستمرة لم تلق صدى حقيقي في التعامل معها، يموتون في العراء تاركين خلفهم عالم يغرق في عراء إنسانيته بعد أن سيطرت قوات نظام الأسد على مناطقهم وتركتهم منسيين في تلال النزوح.

كما لم تصل المنظمات الإنسانية لهذه العائلات إلا من أجل الحصول على أسمائهم وبياناتهم العائلية متوعدين بتقديم المساعدات لهم دون أي تنفيذ، فيما يعيش غالبيتهم في خيام لا تصلح للعيش أبداً، فلا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، فضلاً عن نقص التغذية والأدوية والأمتعة.

’’أبو مازن‘‘ وهو معيل لعائلته وعائلة آخرى تجمعه بهم رفقة نزوح وشقاء إضافة إلى أنهم بدون أب ما دفعه للاعتناء بهم رغم سوء حاله وقلة حيلته تتكون الأسرتين من عشرة أفراد، منهم مازن وخضر وآية ورقية ودعاء، إنهم نازحوا الحرب الفارون من الموت إلى الجوع، المنتشون بعذاب النزوح، الفاقدون للذة الطفولة، أسرتين كاملتين في تلة ببلدة ’’معرة حرمة” ومع اقترابي نحوهم نظرتُ إليهم كان “خضر” يؤدي دور الطفل العليل والذي اتضح لي مؤخراً أنه لا يعاني من أي شيء سوى ألم الشقاء.

يقول ’’مازن‘‘ الشقيق الأكبر بالنسبة لأخوته في حديثه لحرية برس، “أنا وأخوتي الأربعة في سن التعليم نحن نرغب أن نتعلم ونرغب أن نعيش أيضاً، لكن الأمر صعب جداً، فإن بحثت عن أحدهم ستخسر الآخر حتماً”.

أما رقية الأخت الصغيرة في العائلة تتحدث بصوت طفولي محزن، لتخبرنا أنها عانت من مرض “الثعلبة” في رأسها وفقدت جزءاً كبيراً من شعرها، الأمر الذي جعلها محرجةً من الخروج من خيمتهم الصغيرة إلا أن قدرة آلهية أعادت لها شعرها ذو اللون الذهبي مرةً أخرى وهي تستدعي نفس القوة في كل يوم لتعيدها إلى بلدها غير شاعرة بالكلل أو الملل.

من جهتها، تضيف ’’أم مازن‘‘ في حديثها، ’’نحن لا نتلقى أي مساعدات إنسانية تذكر، نعيش في تلة مكتظة بالمهمشين الذين فرّ كلٌ منهم إلى جهة وبقينا وحدنا لا ملجأ لنا غير هذا المكان‘‘.

وبالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وبرده القارس، ما على العائلتين إلا الصمود أمام البرد وقلة الخيام والأمتعة والأغذية والرعاية الصحية ليس وحدهم فحسب إنما 6،2 مليون نازح حسب إحصائيات الأمم المتحدة، كل منهم يعاني من مشكلة سببتها له الحرب وحكاية النزوح المستمرة.

لا تتلقى العائلتين أي مساعدات وتقطن في تلة مكتظة بالمهمشين دون السؤال عنهم- عدسة: حنين السيد – حرية برس©
جانب من معاناة العائلتين بانعدام مقومات الحياة – عدسة: حنين السيد – حرية برس©
أطفال العائلتين أمام الخيم التي يقطنون بها – عدسة: حنين السيد – حرية برس©
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل