حنين السيد – إدلب – حرية برس:
أقيمت فعالية كرة الجرس للمكفوفين داخل صالة مركز “مكاني المجتمعي” في مدينة إدلب شمالي سوريا، أمس الأحد، تحت شعار “القلوب المبصرة” بهدف تمكينهم في المجتمع وتسليط الضوء عليهم في خطوة هي الأولى من نوعها في المناطق المحررة.
جاء ذلك بجهود مجموعة من الأشخاص المختصين التطوعيين بعد تقديم التدريبات اللازمة لمجموعة من المكفوفين وصل عددهم إلى تسعة أشخاص من كافة أنحاء محافظة إدلب، حيث استمر التدريب لمدة ثلاثة أشهر بشكل شبه يومي، تكلل بيوم اختتامي لعب فيه المتدربين مباراة كرة الجرس بحضور عدد تجاوز الـ500 شخص.
وأفاد ’’أبو توفيق‘‘ المدرب المختص بتدريب وتأهيل وتطوير ذوي الاحتياجات الخاصة لحرية برس، بأنه مهتم بهذه التدريبات منذ ثلاثين عام والهدف الرئيسي من هذه الفعالية هو تسليط الضوء على هذه الفئة وإخراجهم من جو الوحدة والعزلة والتهميش الذين تعرضوا له بسبب ظروف الحرب ومن ثم إعادة دمجهم في المجتمع.
وأشار المدرب إلى أن ’’هؤلاء المكفوفين جزء لا يتجزأ من حياتي فأنا مستعد لتقديم تدريبات أخرى تستهدف مصابي الحرب وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والمكفوفين بشكل خاص حيث تكمن سعادتي في رسم البسمة على وجوههم وإدخال حب الحياة إلى قلوبهم النقية‘‘.
بدوره، قال “إبراهيم الدبل” وهو أحد اللاعبين المشاركين في الفعالية، ’’كانت خطوة مميزة جداً بالنسبة لنا كمكفوفين، فهي انطلاقة جميلة وقوية في ظل الظروف الراهنة التي نعيش فيها من إهمال تعرضنا له من كافة الأطراف سواء منظمات أو غيرها، فمنذ بداية الأحداث حتى اليوم ونحن نعيش في حالة جمود رياضي ومهني وتعليمي ويعود السبب لتقصير الجهات المعنية والفاعلة على الأرض وتجاهلها لوجودنا تماماً‘‘.
وأوضح الدبل قائلاً: ’’أنا كلاعب في هذا الفريق تفاعلت بسرعة مع الفريق علماً إنني عند دخولي صالة التدريب لم أكن على دراية حول كرة الجرس أما اليوم فكلي ثقة بأننا سنغير نظرة العالم لنا بشكل جذري والمتمثلة بالشفقة علينا واعتقادهم بأننا غير قادرون على تحقيق أي شيء‘‘.
من جهته، ذكر “وسيم الأسعد” مدير مركز “مكاني المجتمعي” في محافظة إدلب لحرية برس، أنه ’’تخلل المباراة الأخيرة بين المكفوفين مشاركة لعدد من الأشخاص المبصرين من الجماهير حيث تم إغماض أعينهم بهدف جعل الجماهير يشعرون بما يشعر هؤلاء الأشخاص، كما تم توزيع الهدايا الرمزية وميداليات الفوز على اللاعبين وتكريم أفضل حارس وأفضل لاعب أتموا المباراة الختامية بهدايا رمزية، مع الإشارة إلى أن منظمة شفق هي الراعي لهذه المبادرة‘‘.
ويشهد الشمال السوري المحرر قلة اهتمام واضح بالأشخاص المكفوفين، فلا وجود لأي جهة تُعنى بهم وتنمي قدراتهم، كما لا توجد معلومات واضحة حول أعدادهم أو أماكن تواجدهم.
Sorry Comments are closed