فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
اعتصم الآلاف من الموظفين العاملين بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ’’الأونروا‘‘ واللجان الشعبية وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية وعدد من رجال الإصلاح أمام مقر الوكالة بمدينة غزة، احتجاجاً على القرارات والتقليصات الأخيرة التي اتخذتها بحق المئات من موظفيها.
ورفع المشاركون في الاعتصام الذي دعت له اتحاد موظفي ’’الأونروا‘‘، صباح اليوم الأربعاء وسط مدينة غزة، لافتات كتب عليها، ’’كرامة المرشد لا تقدر بثمن‘‘ و’’لا للقيود الجزئية والتقليص بحقنا‘‘ و’’إنهاء برنامج الخدمات هو الخطوة الأولى لإنهاء عمل الأونروا‘‘ و’’الكرامة لا تقدر بثمن‘‘.
وأعلن رئيس الإتحاد العام لوكالة الغوث وتشغيل للإجئين ’’الأونروا‘‘ أمير المسحال، عن الإضراب الشامل في جميع مقرات ومؤسسات الأونروا العاملة في قطاع غزة يوم الاثنين المقبل، خلال كلمة في المسيرة الحاشدة التي انطلقت اليوم الأربعاء وسط مدينة غزة.
وبيّن المسحال أن ’’الإتحاد العام للوكالة قدم العديد من الوساطات لحل الأزمة وعدم المساس بأي حق من حقوق، ووافقنا على ذلك من أجل إخراج الموظفين المعتصمين داخل مقر الأونروا (موظفي الطوارئ) ضمن جهود الوساطة لإحتواء الأزمة‘‘.
وأوضح المسحال أن الاتحاد أبلغ إدارة ’’الأونروا‘‘ بأنهم جاهزون لتقديم تبرعات لتجاوز الأزمة حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل، إلا أن الإدارة أخلت بالإتفاق لترحيلها إلى يناير العام المقبل، موضحاً ’’قمنا كإتحاد بتعليق حوارينا معهم‘‘.
وطالب الإتحاد العام للوكالة، الرئيس الفلسطيني ’’محمود عباس‘‘ بالتدخل الفوري والعاجل لحل الأزمة الخانقة التي تتعرض لها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، داعياً الحكومة بغزة أن تأخذ دورها لإحقاق الحق لإصحابه، مشدداً على استمرار الإعتصامات لوقوف أمام الموظفين العاملين بالوكالة.
من جانبه، قال ’’طلال أبو ظريفة‘‘ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية في حديثه لحرية برس، ’’لن نسمح بقيام إدارة الوكالة وتشغيل اللاجئين، من أجل الإستمرار في هذه السياسة التي تهدد الموظفين العاملين بوكالة الغوث، والذي طال 900 مئة موظف حتى الآن منة الفصل التعسفي لهم، إلى جانب عدم تعاطيها لأي حوارات لحل الأزمة بين إدارة الوكالة والإتحاد العام لموظفين الأونروا بغزة‘‘.
وشدد أبو ظريفة على وقوف الفصائل الفلسطينية بجانب أبناء شعبنا الفلسطيني من اللاجئين، ضد هذه السياسة الشرسة التي تتعرض لها “الأونروا” من أجل تهميش دورها الفعال داخل قطاع غزة، إلى جانب تصفية القضية الفلسطينية من قبل الإدارة الأمريكية.
وأشار أبو ظريفة إلى أن ’’قرار 194 يكفل الحق الكامل للاجئ الفلسطيني بعدم المساس بأي حق من حقوقه، إلا بعودته إلى أرضه التي سلبت منه، لكن السياسية الأمريكية السيئة تتجاهل كل هذه القرارات من أجل خدمة الاحتلال الإسرائيلي‘‘.
وطالب أبو ظريفة الجهات المانحة العربية والدولية بالضرورة القصوى لتوفير الدعم المالي وإنقاذ وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” وسد العجز المالي، لافتاً إلى أن هناك مؤامرة سياسية من أجل تحويل وكالة الغوث الدولية إلى وكالة عربية، ويجب على الدول العربية أن تقوم بالضغط على الدول المانحة لحل هذه الأزمة والتصدي لذلك القرار وليس أن تقوم بالإنابة عنها بتقديم الدعم المالي.
من جانبه، قال أحد العاملين بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المفصول عن العمل من قبل الإدارة ’’أنس دخان‘‘ لحرية برس، إن عمله بوكالة الغوث منذ عام 1995م، أي نحو 23 عاماً كموظف في قطاع الخدمات داخل الوكالة، ورغم ذلك إلا أن إدارة الوكالة أبلغته برسالة لها بالتوقف التعسفي المفاجئ عن العمل دون توضيح الأسباب.
وأرسل الموظف المفصول رسالة إلى إدارة الوكالة قائلاً فيها: ’’من يقطع أرزقنا بالتوقف عن العمل، سيتحمل العواقب جراء ذلك‘‘، مطالباً الإدارة بإيجاد الحل الفوري لهم كموظفين مفصولين عن العمل.
وهتف العشرات من الموظفين والعاملين داخل الإعتصام التي نظمه اتحاد الموظفين وسط مدينة غزة، مطالبين برحيل المفوض العام للوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين بقطاع غزة “ماتياس شمالي” مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين بقطاع غزة.
يشار إلى أن وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” تأسست عام 1949م بقرار من الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي تقدم المساعدات لقسم كبير من الخمسة ملايين فلسطيني المسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.
وكانت واشنطن قد أعلنت تجميداً حتى إشعار آخر لدفع 65 مليون دولار للأونروا من أصل 125 مليون دولار تشكل الدفعة الأولى لمساهمة في الدعم المالي لها، أدى إلى قيام الوكالة بتقليصات بحق المئات من موظفيها والتوقف عن العمل.
Sorry Comments are closed