وليد أبو همام – حرية برس:
يعتبر التعليم العدو الأول للأنظمة الديكتاتورية كوّنه ينشئ جيلاً لا يقبل بالعبودية والتسلط والاستبداد، حيث عمل نظام الأسد الديكتاتوري مع انطلاقة الثورة السورية، على قمعها بشتى الوسائل، معتبراً أن المدارس هي المورد الأساسي للفكر الثوري، حيث كانت أول الأهداف التي قصفتها مدافعه وطائراته، حتى أفرغ معظم المناطق المحررة من أي منشأة تعليمية وجعل الأطفال بين الشتات والجهل.
ولاقت مدن وقرى ريف حماة الشمالي كماً كبيراً من الدمار الذي لم يوفر أي شيء، كما نالت المدارس الحصة الأكبر من هذا الدمار حتى أصبح من النادر أن تجد مدرسة لم تتعرض لقصف من قوات الأسد، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأماكن من متابعة العملية التعليمية وبجهود خاصة وإمكانيات بسيطة كما هو حال مدينة كفرزيتا التي لم تنعم بالأمن منذ سبع أعوام.
ومع بداية العام الدراسي الجديد كان من حق أطفال مدينة كفرزيتا أن يكونوا خلف مقاعدهم الدراسية، إلا أن الهجمة الأخيرة منذ بضعة أسابيع التي قامت بها قوات الأسد والمليشيات الموالية لها، جعلت معظم سكانها يفرون من الموت إلى أماكن آمنة نسبياً.
وقال ’’فيصل‘‘ أحد أهالي مدينة كفرزيتا، ’’إن عدد المدارس في المدينة كان عشرون مدرسة إلا أن الدمار طال معظمها بشكل كامل ولم تعد صالحة للإستخدام، حيث قمنا وبمساعدة من أبناء المدينة بترميم ثلاثة مدارس بشكل يسمح باستخدامها‘‘.
وأوضح ’’فيصل‘‘ في حديثه، أنه ’’هذا العام ما يزال الإقبال على المدارس ضعيفاً لسببين: الأول هو حملة القصف الأخيرة على المدينة مما سبب نزوح عدد كبير من العائلات ولم يعد منهم حتى الآن سوى عدد قليل، والثاني هو عدم توفر الدعم من قبل المنظمات مقارنةً بالعام الماضي والتي كانت تقدم القرطاسية للطلاب وبعض المستلزمات المدرسية كالألبسة والحقائب وغيرها‘‘.
بدوره، أفاد مدير المكتب التعليمي في كفرزيتا الأستاذ ’’مروان‘‘ لحرية برس، بأن ’’الإقبال على المدارس مازال قليلاً ولكنه في تزايد بعد عودة بعض الأهالي إلا أن المشكلة الكبيرة تكمن في انعدام المساعدة من قبل المنظمات التي مازالت تقدم الوعود فقط والمدارس المتاحة تحتاج إلى الكثير من الصيانة والترميم و خاصةً ما يتعلق بالنوافذ والأبواب ومع اقتراب فصل الشتاء تصبح الحاجة لها ضرورية‘‘.
وفيما يتعلق بالكتب الدراسية أشار ’’مراون‘‘ إلى أنه ’’توجد بعض النسخ القديمة من أعوام سابقة وهي غير كافية لجميع الطلاب الذين قد يصل عددهم لألف طالب، وفي حال عدم تقديم المساعدة لن نتمكن من تقديم الكتب مما يجعل الكثير من الطلاب بدون كتب دراسية‘‘، منوهاً إلى أن الكادر التدريسي جاهز وقادر على المباشرة بعمله فور تجهيز المدارس رغم أن عملهم تطوعي ولا يحصلون على أي مقابل.
كما لم يكن حال مدينة اللطامنة أفضل من كفرزيتا، فأنه منذ عدة سنوات لم تستأنف فيها المدارس عملها و لايوجد فيها أي مظهر من مظاهر التعليم.
ويقول ’’محمد‘‘ أحد أبناء مدينة اللطامنة، إنه ’’منذ أربعة سنوات توقفت المدارس عن عملها بسبب القصف اليومي على المدينة مما تسبب في دمار المدارس بنسبة 80%، ولم يعد بالإمكان ترميمها نظراً لاستمرار القصف من قبل قوات الأسد من جهة والخوف من قبل الأهالي والطلاب من جهة آخرى‘‘.
وأفاد ’’فياض‘‘ أحد أبناء اللطامنة بأن تسعة مدارس تم تدميرها بشكل كامل ولم يعد بمقدور الأهالي إرسال أبنائهم للتعلم بسبب استهداف المدارس بشكل مباشر، موضحاً أنه من أراد متابعة تعليم أولاده أضطر للنزوح عن المدينة إلى مكان أكثر أمناً، ومن بقي منهم يعاني من انعدام التعليم منذ أربع سنوات مما يخلق أجيال كاملة لا تعرف القراءة والكتابة والتي تعتبر من أخطر الآفات الإجتماعية.
Sorry Comments are closed