محمود أبو المجد – حرية برس:
يعتبر نهر الفرات أحد أهم الأنهار في سوريا وأطولها، حيث ينبع من تركيا ويدخل في سوريا عبر مدينة جرابلس، ليتابع مساره إلى العراق ويصب في الخليج العربي، ويتميز الفرات بتدفقه القوي والشديد على مدار السنة.
وشهدت مدينة جرابلس خلال الأشهر السابقة العديد من حالات الوفيات غرقاً في النهر، وذلك لشدة التيار و وجود حفر داخل النهر، وللتحذير من مخاطر نهر الفرات كان لابد من حملات توعية و نشر لافتات تحذيرية على طول النهر في الأماكن التي يرتادها المدنيين، حيث قام مركز الدفاع المدني في مدينة جرابلس بوضع اللافتات التحذيرية على النهر وذلك للحد من حالات الغرق المتكررة.
“نضال دبدوب” مدير مركز الدفاع المدني في مدينة جرابلس قال لحرية برس: إن “اللافتات التي تم وضعها من قبل الدفاع المدني جاءت بعد تكرار حالات الوفيات غرقاً في النهر، حيث انتشل فرق الدفاع المدني و بالتعاون مع المدنيين أكثر من عشرة جثث من النهر في هذا العام فقط، عدا عن الحالات التي تم إنقاذها”.
وأضاف “دبدوب”: أن “خطورة النهر تكمن بوجود تيارات قوية لا يمكن مقاومتها، وهذه التيارات تقوم بسحب الشخص إلى الأسفل ما يؤدي إلى غرقه، بالإضافة لوجود حفر داخل النهر تكون بعد سحب حجارة من النهر عن طريق الآليات لاستخراج الحصى، لذلك تم التنبيه لهذا الأمر عبر اللافتات”.
كما أشار إلى أن الدفاع المدني في جرابلس بصدد إطلاق حملة توعية للأطفال في المدارس للتنبيه على خطورة السباحة في نهر الفرات، و كيفية أخذ الاحتياطات اللازمة”.
بدوره، قال “علي” وهو أحد قاطني المدينة ويسبح باستمرار في نهر الفرات: “لقد أنقذت حياة الكثيرين كانوا على وشك الغرق، معظمهم من المهجرين حديثاً إلى المنطقة و لا علم لهم بخطورة السباحة في النهر”، وأوضح أن “برودة المياه تلعب دوراً مهما وخصوصاً عندما يكون الجسم ساخناً نتيجة تعرضه للشمس و النزول إلى الماء فوراً، ما يؤدي إلى تصلب الأعصاب وعدم قدرة الجسم على مقاومة التيارات القوية”.
وفي حديثنا مع الشاب “زياد” أحد مهجري ريف حمص الشمالي قال: “لم أكن أعلم أن السباحة في نهر الفرات خطيرة إلى هذه الدرجة، وعلى الرغم من أني أسبح بشكل جيد إلا أني كنت على وشك الغرق عندما سحبني التيار إلى الأسفل، ولولا مساعدة أحد الشباب في المنطقة لكنت الآن في عداد الموتى”.
ويعتبر نهر الفرات متنفساً للأهالي في المنطقة لما يوجد على جانبيه من مناظر جميلة، حيث تأتي إليه العائلات بشكل يومي هرباً من ضجة وصخب مدينة جرابلس التي تزايد عدد سكانها بشكل ملحوظ، لاسيما مع موجات التهجير الأخيرة.
عذراً التعليقات مغلقة