معتقلون سابقون يسردون تجاربهم ويحاولون إنقاذ البقية

فريق التحرير17 سبتمبر 2018آخر تحديث :

غازي عنتاب – عمار حسين الحاج – حرية برس

تماهياً مع الحراك الثوري عموماً، ودعماً للحراك الشعبي الحالي في مدينة إدلب السورية، واستمراراً لفعالية يوم معتقلي الثورة السورية، التي كانت في الثامن من الشهر الحالي في العمل لأجل قضية المعتقلين السوريين والمختفين قسرياً، والشهداء تحت التعذيب، أقامت فعالياتٌ سورية، في مدينة غازي عينتاب التركية، يوم الأحد 16/9/2018 ندوة تفاعلية، تحت العنوان الذي كان تسمية ليوم الجمعة الماضي، (لا بديل عن إسقاط النظام).

بدأ برنامج الندوة في الساعة السادسة مساء، بالتعريف بالفعاليات التي أقامت ورعت الندوة عبر ممثلين عنهم، وهم: “فريق لن نستسلم”، و”رابطة معتقلي صيدنايا”، و”مجموعة شهداء تحت التعذيب”.

وفي الفقرة الثانية كان هناك سرد لتجارب ناجين وناجيات من الاعتقال ضمن سنوات ثورتنا العظيمة، قدمها أصحاب التجربة أنفسهم، وبطريقةٍ مختلفةٍ عن سرد التجربة كمظلومية، وإنما كقضية نبيلة، تُعتبر مركزية الثورة السورية، مع وضع النتائج المُستخلصة من كل تجربة، بما يساعد في دعم قضية المعتقلين بشكل خاص، ويرفد الحراك الثوري عموماً.

أما الفقرة الثالثة، فقد كانت عن تجربة استعصاء سجن حماه المركزي في عام 2016، وما هي أسباب وأحداث ونتائج هذا الاستعصاء، رواها ناجٍ من الاعتقال، وممن شاركوا في أحداث الاستعصاء، ويُلِم بتفاصيل التجربة من كل الجوانب، وانطلاقاً من نتائج الاستعصاء الإيجابية المتضمنة، الإفراج عن 365 معتقل من السجن، كنتيجةٍ لإصرار المعتقلين على قضيتهم رغم همجية النظام، وإلزامه بالاتفاق، حيث قدَّمَ التجربة كنموذج للتكافل والتضامن بين السوريين ولو كان في أسوء ظروف الحياة التي مارسها ويمارسها نظام الأسد حتى اللحظة على الشعب السوري، بأننا قادرين على فعل الكثير من أجل إنقاذ ما يُمكنُ إنقاذه من أبنائنا المعتقلين والمختفين قسرياً، مع الربط الطبيعي بين قضية المعتقلين والحامل السياسي للحراك العام الذي يهدف إلى إسقاط نظام الأسد، كمنظومة كاملة، لأنه السبب الرئيسي في كل ما حدث من ويلاتٍ في بلدنا.

وفي الفقرة الرابعة، قدَّم معتقلون في مرحلة ما قبل الثورة، في زمن الأسد الأب والابن، قراءة لتداعيات الاعتقال على المجتمع وعلى الحراك السياسي والفكري، في زمن الأسد الأب، وكيف ساهمت القبضة الأمنية والتمسك بالسلطة واحتكارها، في تلك المرحلة، على نضوج الوعي لدى الجمهور السوري، بماهية حرب النظام على العمق الفكري والسياسي لدى الشعب السوري، وتفريغه من مضمونه، ومحاولة تطويع العقول وتدجينها، بالترهيب الذي كان يُمارس من قبل الأجهزة الأمنية، بالاعتقال والتعذيب، وتسليط الضوء على منهجية السجون في محاربة الفكر المُضاد، كما حدث في سجن تدمر وسجن صيدنايا.

وفي الفقرة الخامسة، قدَّمت محامية تعمل في مجال توثيق المعتقلين والمختفين قسرياً، إيضاحاتٍ عن الخطوات القانونية التي يمكن اتخاذها من قبل الناجين من الاعتقال، أو من قبل ذويهم ومن أهالي المختفين قسرياً والشهداء تحت التعذيب، وعن أهمية التوثيق الاحترافي للانتهاكات التي تعرض لها المعتقلين، وفق أدواتٍ ومقاييسٍ طبيةٍ وقانونية بالتوازي مع بعضهما، مما يُعطي للتوثيق قوةً قضائيةً في محاكم دولية حالياً، أو حتى في محاكم وطنية عادلة في مرحلة ما بعد نظام الأسد، وتحدثت عن أدوات البحث عن مصير المختفين قسرياً عند النظام، عن طريق منظمات طويلة يمكنها مخاطبة النظام والسؤال عن مصير المعتقلين وفق خطابات رسمية، مستفيدين من إحراج النظام بتوقيعه على معاهدة (مناهضة التعذيب) الدولية. هذا وقدمت الإجابة عن أسئلةٍ في الجانب القانوني، قد طرحها الحضور بشكلٍ تفاعلي.

وفي الفقرة الختامية تم فتح باب الحوار بين الحضور وضيوف فقرات الندوة، في أسئلةٍ تحمل هاجس البحث عن أدوات لدفع وتطوير العمل على قضية المعتقلين بشكل مدروس وناجح أكثر من الفترة الماضية، مع الاستفادة من تجربة السنوات السابقة وتلافي أخطائها، مع ذكر الدور الهزيل للمعارضة السياسية في قضية المعتقلين، وأخطائها التراكمية التي أدت إلى إضعاف القضية والحراك الثوري وتفاعل المجتمع الدولي معي إعلامياً وسياسياً، بعد محاولات كثيرة في تجييره لأجندات ضيقة وخارجية.

وفي الختام أكد الحضور على أنَّ قضية المعتقلين ليست مظلومية، وإنما هي محرك الثورة، وهي السبب الرئيسي في استنهاض الحراك الثوري عموماً، وهي التي تمنع تلميع نظام الأسد وإعادة إنتاجه للمشاركة في أي حل سياسي قادم، مع التأكيد أيضاً على الدفع باتجاه القنوات القانونية الدولية، التي يمكن لآهالي المعتقلين سلوكها في سبيل إدانة نظام الأسد ومحاسبة كل المجرمين والقتلة بحق أبنائنا، لنستطيع البناء لسوريا المستقبل، الحُرَّة، وفق عدالةٍ انتقاليةٍ، تحاسب الجناة وتجبر الضرر، بمستوى عظمة الثورة، وعظمة ألم فقد خيرة أبناء سوريا .

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل