استضافت مدينة اسطنبول التركية اليوم الجمعة، اجتماعاً رباعياً حول سوريا وقضايا المنطقة، شارك فيه ممثلون عن تركيا وفرنسا وألمانيا وروسيا، من أجل التحضير لقمة زعماء الدول الأربع في فترة لاحقة لم تحدد بعد.
وتصدرت محافظة إدلب التي تشهد تهديدات من قبل قوات الأسد ومليشياته وحلفائه روسيا وإيران، بشن هجوم واسع على المحافظة التي تضم أكثر من أربعة ملايين مدني بينهم مئات الآلاف من المهجرين قسرياً من بقية المحافظات السورية، وسط معارضة تركية وعربية ودولية لعملية سيدفع ثمنها المدنيون.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم قالن” إن “مسؤولين من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا اتفقوا في محادثات في اسطنبول الجمعة، على أن أي هجوم على محافظة إدلب ستكون له عواقب خطيرة، وأنه يجب التوصل إلى حل سياسي.
وأضاف “قالن” أن “النزوح الجماعي للاجئين من سوريا سيكون مشكلة ليس لبلاده فحسب، وإنما للاتحاد الأوروبي أيضاً، مشدداً على أنه من السابق لأونه الحديث عن ممرات آمنة في المحافظة، كما تحدثت روسيا عن ذلك”. بحسب وكالة رويترز.
وأشار “قالن” إلى أن “المبادرات التي ستحدث بعد زيارة الرئيس التركي إلى مدينة سوتشي الروسية الإثنين المقبل، ستكون مهمة جداً”، مضيفاً “نتطلع إلى حماية الوضع الراهن لإدلب، وحماية المدنيين والحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية”.
وأضاف قالن “نتطلع إلى إبداء دعم واضح وصريح لتركيا، من المجتمع الدولي والقادة، بشكل أكبر في ما يخص معالجة مسألة إدلب”، مشيراً “بالطبع ستقوم تركيا بما يقع على عاتقها في مسألة القضاء على المخاطر الأمنية المحتملة التي قد تنجم عن إدلب، غير أن قصف المدينة واستهداف المدنيين والمعارضة بذريعة ذلك أمر غير مقبول، وكلنا ندرك عواقب ذلك”.
ووفقاً لوكالة الاناضول، فإن الاجتماع استمر نحو 3 ساعات، تناول الملف السوري، وخصوصاً التطورات بشأن محافظة إدلب، إضافة إلى مكافحة الإرهاب، وملفات إقليمية أخرى، وضمت الوفود فرق فنية من أجل الترتيب للقمة الرباعية، التي دعا الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” في تموز الماضي، إلى عقدها في أيلول الجاري، ولم يتم تحديد تاريخ عقد القمة.
وفي السياق ذاته قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا تواصلت أيضا مع وزراء خارجية عدة دول، وتتواصل مع “كل الأطراف في سوريا”، وأضاف خلال زيارة لباكستان: “نبذل جهوداً للتوصل لوقف لإطلاق النار في إدلب”.
وكانت الأمم المتحدة ودول أوروبية وعربية وعلى رأسها تركيا قد أعلنت رفضها للعملية العسكرية المرتقبة التي ستشنها قوات الأسد ومليشياته وحلفائه روسيا وإيران، كما حذرت من أن شن هجوم على إدلب قد يتسبب في كارثة إنسانية لامثيل لها، في المنطقة التي يقطنها نحو أربعة ملايين نسمة، في حين تواصل القوات التركية تعزيز وجودها العسكري في نقاط المراقبة المنتششرة على حدود المحافظة الجنوبية والشرقية بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة بشكل شبه يومي إلى هناك.
وشهدت المدن والبلدات المحررة في الشمال السوري اليوم الجمعة خروج مئات الآلاف من المتظاهرين من مختلف المحافظات السورية بمظاهرات حاشدة عمت المنطقة تحت شعار ’’لابديل عن اسقاط النظام‘‘، تأكيداً على اسقاط نظام الأسد بكافة رموزه، وتنديداً بجرائم العدوان الروسي في المناطق المحررة.
Sorry Comments are closed