واشنطن تحذر: استمرار الهجوم على إدلب ستكون له عواقب وخيمة

فريق التحرير11 سبتمبر 2018آخر تحديث :
مجلس الأمن – REUTERS

عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات طارئة لمناقشة النتائج التي تم التوصل إليها في قمة طهران الثلاثية التي عقدت الجمعة الماضية بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا الضامنين لمسار أستانة حول إدلب، وشهد الاجتماع تحذيراً تركيا من أن أي هجوم محتمل من قوات الأسد ومليشياته على إدلب سيعطل نهائيا العملية السياسية، فيما حذرت الولايات المتحدة من الهجوم المرتقب التي تستعد له قوات الأسد ومليشياته بدعم من إيران وروسيا، في محاولة للسيطرة على محافظة إدلب، التي يعيش فيها 3 ملايين مدني، وسط مخاوف دولية من وقوع كارثة إنسانية كبرى.

وقالت المندوبة الأميركية نيكي هيلي “دعونا لا نضيع الوقت بالمعلومات المضللة وصرف الأنظار والأكاذيب الفاضحة التي يستخدمها نظام الأسد، وشركاؤه الروس والإيرانيون، باستمرار لتشويه هذا النقاش”، مضيفةً “لم نرَ أي إجراءات تشير إلى أن روسيا وإيران والأسد مهتمون بحل سياسي”، وإنما “تصرفات جبناء مهتمين بغزو عسكري دموي لإدلب”.

ورأت “هيلي” أن “تركيا تعلمت الدرس الأسبوع الماضي عندما اجتمعت مع روسيا وإيران، حيث أرادت تركيا أن توافق على وقف النار في إدلب، لكن روسيا وإيران رفضتا طلب تركيا”، وأكدت أنه “بصرف النظر عن نوع الأسلحة أو الأساليب المستخدمة، تعارض الولايات المتحدة بشدة أي تصعيد للعنف في إدلب”.

وأكملت “هيلي” إن “آستانة فشلت، لقد فشلت في وقف العنف أو الترويج لحل سياسي”، مؤكدةً أن الولايات المتحدة “لن تسمح لإيران، من خلال واجهة عملية آستانة، بخطف مستقبل الشعب السوري، ولن تتجاهل الولايات المتحدة، وبقية المجتمع الدولي، دور إيران في هجمات الأسد القاتلة على المدنيين”.

وكررت مندوبة واشنطن لدى مجلس الأمن تحذيرها “لنظام الأسد، إن كان يفكر في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا” بأن “الولايات المتحدة سترد” على استخدام هذه الأسلحة المحرمة دولياً، واعتبرت أن “أي اعتداء على إدلب يشكل تصعيداً متهوراً للنزاع” محذرة من أنه “إذا واصل الأسد وروسيا وإيران مسارهم، فإن العواقب ستكون وخيمة”.

ووصفت “هيلي” في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن التصعيد العسكري والغارات الجوية التي تشنها مروحيات الأسد وطائرات العدوان الروسي على منازل المدنيين في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي “أنه تصرف مقزز يجرى فقط على يد إرهابيين، لا جنود محترفين”.

من جهته قال مندوب تركيا بمجلس الأمن الدولي إن “أي عملية عسكرية تشنها قوات الأسد ومليشياته على إدلب ستشكل تهديداً لأمن تركيا ولأمن أوروبا”.

بينما أكد المبعوث الروسي “فاسيلي نيبنزيا” اعتقاده بأن روسيا وإيران وتركيا ستتفق على “برنامج وآلية” العملية العسكرية في إدلب، وأضاف المبعوث الروسي أن أفضل شيء سيكون استسلام (من وصفهم بالمتشددين) في إدلب ومن الأفضل تسوية الوضع بطريقة سلمية دون استخدام القوة”.

وعبر المندوب الهولندي “كاريل فان أوستروم” عن “خيبة أمله من نتائج اجتماع طهران لأسباب عدة، منها أن دولتين هما روسيا وإيران، قررتا القيام بحملة عسكرية واسعة، بخلاف رأي الدولة الثالثة في المجموعة وهي تركيا”، وحض موسكو على “تجنب كارثة إنسانية كبرى وشيكة في إدلب”.

وحذر المندوب الفرنسي “فرنسوا دولاتر” من أن الهجوم على إدلب “سيكون الأكثر دموية في السجل الطويل للحرب الدامية في سوريا”، مضيفاً أنه “ليس صحيحاً أن الأسوأ في سوريا صار وراءنا؛ الأسوأ لا يزال ماثلاً أمامنا في إدلب”.

وحض “دولاتر” روسيا على إعطاء وقت كاف للسير بعملية سياسية تبدأ بوقف فوري للنار، محذراً من أن “مقاربة روسيا بأن العملية العسكرية في إدلب تهدف إلى القضاء على (الجماعات الإرهابية بحسب وصفها) من أجل البدء بعملية سياسية تتسم بالخطورة الشديدة، فضلاً عن أنها خاطئة تماماً”.

وأكدت نظيرته البريطانية “كارين بيرس” أن “الرعب في سوريا ينكشف اليوم أمامنا أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات السبع من الحرب في سوريا”.

وذكر المندوب الكويتي “منصور العتيبي” بمناشدة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة “مارك لوكوك” الذي ناشد المجتمع الدولي “التعامل مع هذه الأزمة بطريقة تحول دون أن تتحول إدلب خلال الأشهر المقبلة إلى أسوأ كارثة إنسانية، مع أكبر خسائر للأرواح في القرن الحادي والعشرين” مكرراً “التحذير في حال تمت عملية عسكرية شاملة في إدلب”.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل