عائشة صبري – حرية برس:
أصدرت “هيئة القانونيين السوريين” اليوم الإثنين، مذكرة قانونية بخصوص انتهاكات روسيا لحقوق الطفل والإنسان وإلحاق الأطفال السوريين بمؤسساتها العسكرية، تمهيداً لترسيخ الاحتلال الروسي لسوريا، وارتكاب نظام بشار الأسد ومليشيا وحدات حماية الشعب الكردي ومليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd – ypg) “جريمة حرب” بتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة.
وقالت هيئة القانونيين إن “النظام الروسي أقدم على تجنيد الأطفال السوريين ضمن مؤسساته العسكرية لإعدادهم فكرياً وجسدياً لخدمة احتلاله للجمهورية العربية السورية وإلحاقها كمقاطعة بجمهورية روسيا الاتحادية، وذلك أمام كل النصوص القانونية التي تجرم تجنيد الأطفال في المؤسسات العسكرية والنزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية بل وتجرم تشغيلهم قبل إتمامهم سناً معينة.
وأرفقت في المذكرة صورة للدفعة الأولى المكونة من 8 أطفال سوريين، في سنتهم الدراسية الجديدة بمعهد تابع للأكاديمية العسكرية في سان بطرسبرغ، بالإضافة إلى رابط للفيديو الذي يوضح الانتهاكات التي ارتكبتها روسيا بحق أطفال سوريا.
وأكدت “هيئة القانونيين” أن روسيا ترتكب بذلك “انتهاكا صارخا لاتفاقيات حقوق الطفل وبروتوكولاتها وحقوق الإنسان”، مشيرة إلى أن الأشخاص المسؤولين عن جريمة تجنيد الأطفال السوريين وتدريبهم في المعاهد العسكرية الروسية هم “بشار الأسد، ووزير الدفاع في حكومة الأسد، ورئيس هيئة أركان جيش الأسد، ووزير الدفاع الروسي سيرغو شويغو، رئيس هيئة أركان الجيش الروسي، قائد القوّات الروسيّة في سوريا، مدير الأكاديمية العسكرية الروسية”.
كذلك نوّهت المذكرة إلى ثبوت ارتكاب نظام بشار الأسد ومليشيا وحدات حماية الشعب الكردية ومليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (pyd – ypg) “جريمة حرب” موصوفة مكتملة الأركان وانتهاكاً موثقاً لاتفاقية حقوق الطفل وبروتوكولاتها يتمثل بتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة بين صفوف مقاتليهم.
وفي حديثها لـ”حرية برس” أوضحت “هيئة القانونيين السوريين” أنها واستناداً لاتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري لها ولنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية وللقانون المدني السوري الذي حدّد سن الرشد بثمانية عشرة سنة ميلادية كاملة، ترى الهيئة أن تجنيد الأطفال في صفوف الجيش والقوّات المسلحة أثناء النزاعات المسلحة “جريمة حرب” وانتهاك صارخ لحقوق الطفل والإنسان سيما أن الاتفاقيات الدولية منعت تشغيل الطفل قبل بلوغه سن معينة للعمل بأمور خطيرة كالمعامل التي تستخدم الات تتسم بالخطورة؛ فكيف والحال هنا إلحاق أطفال سوريا بمؤسسات روسيا العسكرية وعمرهم لا يتجاوز الثالثة عشرة بل أقل من ذلك.
وتابعت: كما هو واضح من الصور والفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية عن الأطفال السوريين الثمانية، وهم حليقي الرأس وبالزي العسكري الكامل إنها تخرب عقول الأطفال وتستغل عدم اكتمال عقولهم وإدراكهم ليختاروا طريقهم في الحياة وتريد أن تجعل منهم عملاء وجواسيس على وطنهم لصالحها وتؤكد بذلك نيتها المبيتة للبقاء في سوريا لأجل بعيد كمحتل للجمهورية العربية السورية.
وأضافت الهيئة أن اتفاقية حماية الأطفال نصت على تحريم الزج بهم أو تجنيدهم قبل بلوغهم سن الثمانية عشرة من العمر لكن روسيا كعادتها تضرب كافة الاتفاقيات وحقوق الإنسان والقوانين الدولية بعرض الحائط إن هذا المعهد الذي قال عنه نائب وزير الدفاع الروسي بأنه “يخرّج الأطفال كضباط المستقبل” يُخالف اتفاقية حقوق الطفل والإنسان وهو استثناء على الأعراف حول الطفولة وما يناسبها إنهم يخربون عقول الأطفال ويوجهونهم للعنف.
وحول إصدار المذكرات القانونية، أفادت هيئة القانونيين، بأنها راسلت ما يقارب الثلاثين جهة دولية معنية بحقوق الانسان وبالملف السوري تحديداً، قائلة “هدفنا دائماً وضع هكذا مواضيع حساسة على الطاولة ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ونأمل منهم التحرّك لوقف هذه الجرائم كما تحركوا بخصوص القانون رقم 10 لعام 2018، وسنستمر بتذكيرهم بمسؤولياتهم على الدوام، ولن نكل أو نهمل الملف القانوني السوري حتّى نصل للانتقال الحقيقي للسلطة من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديمقراطي مدني عادل من خلال تطبيق مبادئ العدالة الانتقالية”.
وفي نهاية المذكرة القانونية، طالب القانونيون الأحرار بــ “اعتبار ما تقوم به روسيا من تجنيد الأطفال السوريين وإعدادهم عسكرياً في المعاهد الروسية العسكرية انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل والإنسان ووقف تلك الأفعال فوراً، وإلزام روسيا بالكفّ عن الاستمرار في هذا الانتهاك الخطير، واعتبار ما يقوم به نظام بشار الأسد ومليشيا الوحدات الكردية (pyd – ypg) من تجنيدهم للأطفال في مؤسساتهم الحربية والعسكرية جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل والإنسان وإلزامهم بالتوقف عن الاستمرار في هذه الجريمة، بالإضافة إلى السعي لمحاكمة كل من تورط وجند الأطفال السوريين في العمل العسكري والمؤسسات العسكرية من الروس والأسد ووحدات الـ (pyd – ypg) لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وخرق حقوق الطفل والإنسان”.
رابط المذكرة القانونية حول انتهاك روسيا لحقوق الطفل والإنسان بإلحاق الأطفال السوريين في مؤسساتها العسكرية:
https://drive.google.com/file/d/1HGzJjFAc_Rw4tqgFIeMUi25X33QbEOLN/view?usp=sharing
عذراً التعليقات مغلقة