مجلس الأمن يدعو إلى تجنيب إدلب أي عمل عسكري

فريق التحرير7 سبتمبر 2018آخر تحديث :
مجلس الأمن – رويترز

حرية برس:

حذر مجلس الأمن من “كوارث” في حال هجوم نظام الأسد وحلفائه على إدلب، في جلسته الطارئة التي عقدت اليوم الجمعة، والتي دعت إليها الولايات المتحدة قبل أيام لمناقشة الأوضاع في إدلب، داعياً إلى تجنيب المحافظة التي تحتضن أكثر من 4 ملايين مدني أي عمل عسكري، كما حذر من استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية التي قد تدفع دولاً غربية للتدخل والرد.

وفي كلمتها أمام مجلس الأمن قالت السفيرة الأميركية للأمم المتحدة “نيكي هيلي” إن “الجرائم التي ارتكبت على يد نظام الأسد ستكون وصمة عار في وجه مجلس الأمن الذي لم يتحرك مراراً وتكراراً بسبب الفيتو الروسي”.

وأضافت “إننا نعتبر أي هجوم على إدلب تصعيداً خطيراً، وأن على نظام الأسد أن يوقف هجمته على إدلب”، مضيفةً إن “الولايات المتحدة تشعر بالقلق الشديد لوجود الجماعات الإرهابية في إدلب، هناك طرق عديدة لمحاربتها وليس عن طريق هجمات عسكرية على إدلب، التي تستهدف الذين انتفضوا ضد الأسد، ولا يبرر لنظام الأسد وروسيا ذبح المدنيين الأبرياء وقصف المشافي والمدارس”.

ثم تحدثت “هيلي” عن المندوب الروسي وقالت إن “المندوب الروسي يريد منا أن نتبرع لصناديق إعادة إعمار سورية، بكلمات أخرى يريدون أن ندفع لإعمار الأماكن التي قام نظام الأسد وروسيا بتدميرها، ولن نفعل هذا، ونحثّ الدول الأخرى على عدم فعل ذلك أيضاً”.

بدروها، تحدّثت السفيرة البريطانية للأمم المتحدة “كارن بيرس” عن أهمية ما يحدث في إدلب وتأثيره على الأمن والسلم الدوليين، مضيفةً أن “مصير قرابة ثلاثة ملايين نسمة على المحك، وطالبت بالاستماع إلى إحاطة حول اجتماعات أستانة وعبرت عن قلق بلادها البالغ بخصوص الهجمات الجوية على إدلب، وقالت إن التقارير الوافدة من هناك تفيد بمقتل نحو 38 مدنياً”.

وأشارت السفيرة البريطانية إلى أن “نسبة المقاتلين المصنفين ضمن الجماعات الإرهابية على قوائم مجلس الأمن والأمم المتحدة وموجودون في محافظة إدلب لا يفوق الخمسين ألف مقاتل، أي أقل من 0.5 في المائة من مجموع السكان”.

من جانبه، أكد المندوب الفرنسي في مجلس الأمن “فرانسوا ديلاتر” أن “الوضع في إدلب على شفا كارثة، والهجوم على إدلب سيهدد الجميع، والحل الوحيد لتفادي الكارثة هو احترام وقف إطلاق النار، داعياً كلا من روسيا وإيران لحماية المدنيين في إدلب، فيمكنهما منع الهجوم عليهم، لأن نظام الأسد لا يستطيع التحرك بمفرده”، مضيفاً إن “بلاده ستتدخل عسكرياً في حال أقدم نظام الأسد على استخدام الأسلحة الكيميائية”.

من جهته، قال مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جون جان “نشعر بالقلق حول مصير جميع المدنيين في محافظة إدلب في حال بدأت العمليات العسكرية المتوقعة من قبل قوات الأسد وحلفائه”.

وأشار إلى وجود نقص حاد في الموارد المادية المتعلقة بالمساعدات الإنسانية في حال بدأت العملية العسكرية على إدلب، مطالباً بحماية المدنيين والفرق الطبية، والسماح للمدنيين بالمغادرة إن رغبوا، وحماية أولئك الذين يرغبون في البقاء بتلك المناطق.

المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي ميستورا” قال إن “معركة إدلب إذا وقعت، ستكون دموية، وستشهد مستويات جديدة من الرعب”، مضيفاً إن “المدنيين لن تكون لديهم إدلب أخرى ليفروا إليها، وحذر من كارثة إنسانية هي الأكبر منذ بداية الحرب”.

وشدد المبعوث الأممي في تحذيراته، على أن “أي استخدام للأسلحة الكيمائية في إدلب سيكون أمراً غير مقبول أبداً، ويجب ألا يحدث مرة أخرى في سوريا، وهذا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)”.

وتابع: “نحن قلقون للغاية بشأن المدنيين الذين يصل عددهم في إدلب إلى 2.9 مليون نسمة، منهم مليون طفل ونحو 1.4 مليوناً اضطروا للنزوح من قبل، مرة واحدة على الأقل”، وقال: “هؤلاء ليسوا إرهابيين، وليسوا طرفاً في الحسابات الجارية”.

أما نائب وزير الخارجية الكويتي “خالد الجار الله” فقال “إن الوضع بإدلب مختلف عما كان عليه في مناطق أخرى بسبب الكثافة السكانية، لأن حوالي نصف السكان، 2.9 مليون، هم من النازحين إلى تلك المناطق”.

وحث “الجار الله” جميع الأطراف على الالتزام باتفاق مناطق خفض التصعيد وقال “إن الهجمات العسكرية على الجماعات الإرهابية المصنفة من قبل هذا المجلس لها كذلك قواعدها، ولتتذكر أن المدنيين الأبرياء هم الذين يشكلون الغالبية الساحقة من السكان”.

المصدر وكالات
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل