استعداداً لمعركة إدلب.. الأكواب الورقية أقنعة للوقاية من الكيماوي

سكان إدلب يخزنون الغذاء ويجهزون الكهوف استعدادا لهجوم مرتقب

فريق التحرير7 سبتمبر 2018Last Update :
طفل يرتدي قناعاً مرتجلاً للوقاية من الغاز في إدلب بسوريا – 3 سبتمبر أيلول 2018 – رويترز

ثبت حذيفة الشحاد كوبا ورقيا زاهي الألوان يمتلئ بالقطن والفحم على وجه طفل وأحكم ربط كيس بلاستيكي حول رأسه فكان قناعا مرتجلا للوقاية من الغاز في حالة استخدام الكيماويات مرة أخرى في إدلب السورية.

ويستعد المدنيون في آخر معاقل المعارضة لنظام بشار الأسد بتخزين الغذاء وحفر المخابئ قبل هجوم عسكري متوقع على المدينة.

وتضع المعارضة أيضا ثقتها في الدبلوماسية التركية لتجنيبها العمل العسكري الذي قد يسفر عن كارثة إنسانية.

قال الشحاد البالغ من العمر 20 عاما لرويترز من قريته الواقعة جنوبي مدينة إدلب حيث يعيش في بيت مع زوجته الحامل وأبنائه الثلاثة ونحو 15 شخصا آخرين ”نحن اليوم نقوم بتجهيز أقل ما نستطيع وهو تجهيز أقنعة بدائية صغيرة يمكن أن نضعها على فم أطفالنا في حال قصفنا بالكيماوي“.

ويتباهى شقيقه أحمد عبد الكريم الشحاد عامل البناء (35 عاما) بالمخبأ الذي تحفره الأسرة في كهف تحت فناء ذي هواء منعش تغطيه الكروم للاختباء به من القصف منذ 2012.

وقال وهو يعرض قوارير تمتلئ بالخضروات المخللة على جدران الكهف الرطبة إن الاستعدادات العسكرية تجري على قدم وساق وإن المدنيين يعملون على تجهيز المخابئ.

ويعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص في معقل المعارضة في شمال غرب سوريا والذي يضم معظم محافظة إدلب ومناطق صغيرة مجاورة لها في محافظات اللاذقية وحماة وحلب.

جاء نصف هذا العدد هرباً من الاشتباكات أو هجرهم نظام الأسد إلى المنطقة بموجب اتفاقات استسلام في مناطق أخرى من سوريا مع استعادة الأسد للأراضي التي كانت تحت سيطرة المعارضة.

وقالت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن طائرة حربية تابعة لنظام الأسد أسقطت في أبريل نيسان من العام الماضي غاز السارين على خان شيخون وإدلب الأمر الذي أدى لسقوط أكثر من 80 مدنيا قتلى.

وقالت اللجنة أيضا إن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية بما في ذلك غاز الكلور أكثر من 24 مرة خلال الحرب.

وينفي نظام الأسد وحليفته روسيا هذه الاتهامات ويقولان إنهما لا يستخدمان الأسلحة الكيماوية. وانتشر الخوف بين سكان إدلب وحذرت واشنطن سوريا من استخدام السلاح الكيماوي في أي هجوم وتوعدت بالرد إذا حدث ذلك.

سكان إدلب يخزنون الغذاء استعدادا لهجوم مرتقب لقوات نظام الأسد – رويترز

واستأنفت روسيا حليفة الأسد الغارات الجوية على المعارضة في إدلب يوم الثلاثاء في أعقاب قصف على مدار أسبوعين من جانب القوات المناصرة لنظام الأسد فيما يبدو أنه تمهيد لهجوم شامل على آخر المعاقل الرئيسية للمعارضة.

غير أن تركيا قالت إنها تأمل أن تؤدي قمة تعقد مع إيران وروسيا في طهران يوم الجمعة إلى تفادي الهجوم.

وقال عدة أشخاص حاورتهم رويترز في إدلب إنهم يعتقدون أن من الممكن تجنب الهجوم.

وقال عامل البناء السابق جعفر أبو أحمد البالغ من العمر 50 عاما من منطقة ريفية بالقرب من معرة النعمان ”لا أعتقد أن هجوما سيحدث على إدلب. هذه كلها حرب إعلامية“.

وأضاف قائلا ”القوى العالمية الكبرى اتفقت مسبقاً علينا وقسمت الأرض“.

ومع ذلك فقد تعلم أبو أحمد من سنوات الحرب الطاحنة السبع أن يظل مستعداً. وتعمل أسرته الآن على توسيع مخبأ رطب حفرته وكانت تختبئ به من القصف على مدار السنوات الخمس الماضية وتخزين الطعام فيه.

وأضاف ”نحفر في الأرض منذ شهرين بلا توقف أنا وزوجتي وأولادي. هذه المغارة هي ملاذنا الآن. نظفناها مؤخرا بعد أن أهملت لفترة طويلة“.

ومع تزايد القصف والغارات الجوية والتصريحات عن هجوم وشيك تضافرت جهود عدد من المجالس المحلية في إدلب وطلبت من تركيا توفير الحماية لها.

وقال أحمد سطام الرشو (48 عاما) وهو مدير المجلس المحلي لبلدة معرة شورين بريف إدلب ”الضامن الوحيد لنا في المناطق المحررة بكل المفاوضات هم الإخوة الأتراك“.

وكانت تركيا أقامت مواقع للمراقبة على امتداد الخطوط الأمامية بين قوات المعارضة وقوات نظام الأسد وقال الرشو إن تركيا أبلغته بأن ذلك يمثل علامة على التزامها بحماية سكان إدلب. وكثيرا ما توصف إدلب بأنها ”الملاذ الأخير“ للمعارضة وللمدنيين الذين هجروا من بيوتهم. وينذر أي هجوم بمزيد من النزوح ومزيد من البؤس.

وقال أحمد الشحاد ”بالنسبة للهرب باتجاه الحدود (التركية) لا أعتقد أننا سنبرح بيوتنا. القصف سيطولنا. لم يتبق مكان بعد إدلب. سنحارب حتى آخر رجل. لم يعد لدينا أي خيار“.

Source رويترز
Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل