ياسر محمد – حرية برس
تتوجه الأنظار إلى طهران التي ستشهد غداً الجمعة قمة ثلاثية لزعماء “ضامني مسار أستانا” (تركيا وروسيا وإيران)، مخصصة للبت في مصير محافظة إدلب وجوارها، آخر قلاع المعارضة، حيث أبدت دول العالم اهتماماً غير مسبوق بالقضية، وتواصلت التحذيرات والتهديدات للنظام وحلفائه من شن عملية عسكرية واسعة على المحافظة أو استخدام سلاح كيماوي فيها.
ويجتمع في طهران، غداً الجمعة، رؤساء تركيا وروسيا وإيران، للتباحث والبت في تفاهمات ومقترحات بشأن إدلب قدمتها لجان عمل تركية روسية صاغتها عبر اجتماعات مكثفة طيلة الأسبوع الماضي، بغياب الأطراف السورية جميعاً، وسربها لوسائل الإعلام مصدر من المعارضة اجتمع مع الطرف التركي واطلع على فحوى التفاهمات، وفق ما قال ناشطون وصحف عربية، منها صحيفة “الحياة”.
ووفق التسريبات فإن روسيا ستبسط سيطرتها على ريف إدلب الغربي (جسر الشغور وسهل الغاب) كما كان متوقعاً، مقابل ترك باقي المناطق تحت إدارة تركية وبشروط معينة.
ووفق التسريبات فإن خارطة الحل في إدلب التي سيتم مناقشتها غداً في قمة طهران، تتضمن النقاط الآتية:
-إخلاء إدلب من التنظيمات المصنّفة إرهابية، على أن تتولى تركيا العملية، ومنحها الوقت الكافي لذلك.
– انتشار مجموعات من الشرطة العسكرية الروسية في جسر الشغور ومناطق في حماة وسهل الغاب، على ألا تدخل قوات النظام السوري هذه المناطق.
– يتولى الأتراك السيطرة على سلاح الفصائل الثقيل، وأن تُعهد إليها مسؤولية الأمن داخل تلك المناطق، وتتعهد منع أي هجوم على القاعدة الروسية في “حميميم” وقوات النظام.
– تشرف روسيا وإيران على فتح المعابر من جهة مناطق النظام، في مقابل إشراف تركي على الجهة المقابلة، كما تتولى روسيا وتركيا فتح الطريق الدولي من مورك شمال حماة، ومعبر باب السلامة وحمايتهما.
الصحفي التركي حمزة تكين، ألمح إلى صحة السيناريو السابق في تغريدة له على “تويتر” أمس، قال فيها: “يمكن القول إن جهود تركيا قد نجحت حتى الآن بإيقاف أي عمل عسكري ضد إدلب السورية.. نجحت ولكن ليس مجاناً فتركيا ستدفع ثمناً لقاء ذلك وتبقى الكلمة الفصل بعد غد الجمعة خلال قمة إيران التي تجمع الطيب أردوغان وبوتين وروحاني.. وعلى المتغطين براية الإسلام في إدلب أن يفهموا ويبتعدوا عن الحماقة”، وتحمل جملته الأخيرة تحذيراً مبطناً لهيئة تحرير الشام والجماعات المتشددة التي سيكون من مهمة تركيا تنحيتها أو حلها في المستقبل، وفق السيناريو المسرب.
كما أن الخطة تحظى بقبول روسي، وفق مصدر دبلوماسي روسي رجح لصحيفة الحياة “قبول موسكو هذه الخطة لأنها تضمن إنهاء جبهة النصرة، ووقف الهجمات على قاعدة حميميم، ولا تعرضها إلى ضغوط دولية بسبب موجات اللاجئين والخسائر البشرية في حال حصلت معركة”. وأكد المصدر أن “الأهم بالنسبة إلى روسيا هو الانتقال بمسار آستانة إلى الحل السياسي وتكثيف جهود الإعمار وعودة اللاجئين”.
وتبدو الضربات الجوية التي وجهتها روسيا لريف إدلب الغربي أول أمس، وأودت بحياة عشرات المدنيين، وكأنها ترسم خارطة السيطرة الجديدة وتوجه إنذاراً للمدنيين بإخلاء المنطقة، فقد اقتصرت الضربات على جسر الشغور وريفها ومنطقة سهل الغاب، وهي المستهدف وضعها تحت السيطرة الروسية في خارطة إدلب الجديدة.
وفي المقابل، تستمر فصائل معارضة بتدمير الجسور على نهر العاصي وتدعيم الجبهات في جسر الشغور وريفها، معلنة نيتها وجاهزيتها للتصدي لأي عدوان بري، مع تشكيك شعبي بتعهدات روسيا التي تقول بأن قوات النظام لن تدخل مدينة جسر الشغور بعد الاتفاق، وهو ما تم نقضه في جميع اتفاقات “المصالحة” السابقة التي أبرمت في الغوطة ودرعا وريف حمص الشمالي، ليكون البديل الذي ستدعو له مظاهرات يوم غد الجمعة في عموم الشمال المحرر، هو “المقاومة خيارنا”.
عذراً التعليقات مغلقة