حرية برس:
فيما يبدو أنه ضوء أخضر أمريكي لهجوم يستعد الأسد وحلفاؤه لشنه على إدلب، حذرت نيكي هيلي سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الأسد وحلفاءه الروس والإيرانيين من أن الموقف بخصوص إدلب مأساوي، وأضافت: “إذا أرادوا مواصلة الطريق للسيطرة على سوريا فيمكنهم أن يفعلوا ذلك… لكنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك بالأسلحة الكيماوية. لا يمكنهم أن يفعلوا ذلك بمهاجمة شعبهم ولن يتم خداعنا“.
وقالت هايلي في مؤتمر صحفي بمناسبة ترأس بلادها أعمال مجلس الأمن الدولي للشهر الجاري إن المجلس سيعقد يوم الجمعة اجتماعا بشأن الوضع في محافظة إدلب بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية، وحذرت هايلي من استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم، وأضافت: “إذا استُخدمت أسلحة كيماوية فإننا نعرف على وجه الدقة من الذي سيستخدمها“.
وأردفت هايلي قائلة إن “إدلب موضوع في غاية الخطورة.. نحن نقول أن الفيل صار في الغرفة حيث نرى الآن اتهامات يسوقها نظام الأسد وروسيا للخوذ البيضاء، نحن رأينا هذه اللعبة من قبل، إنهم يفعلون ذلك في كل مرة يستخدمون فيها الأسلحة الكيمائية في هجماتهم”.
وأكملت: “لذلك فقد رأينا أنه لا ينبغي على مجلس الأمن أن ينتظر حتي يقع الهجوم لكي يجتمع، بل يجب الاجتماع الآن لكي يقول إنه لا يجب مهاجمة المدنيين بالأسلحة الكيمائية”.
وفي سياق متصل عقد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً مع ممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، في العاصمة أنقرة، تبادلا خلاله وجهات النظر بشأن التطورات الأخيرة في سوريا.
وكانت السفارة الأمريكية في أنقرة أعلنت أن جيفري أكد للمسؤولين الأتراك أن الهجوم العسكري لنظام الأسد على إدلب سيفاقم الأزمة السورية.
جاء ذلك في بيان نشرته السفارة، اليوم، عبر حسابها بموقع “تويتر”، حول اللقاءات التي أجراها جيفري مع مسؤولين أتراك.
وقالت السفارة إن جيفري جدد موقفه بأن الهجوم على إدلب سيفاقم الأزمة، ويعرض حياة المدنيين وإمكانية الوصول إلى حل سياسي للخطر، ويزيد الدعم للإرهاب ويضر بالاستقرار الإقليمي.
وأشارت إلى أن جيفري التقى مسؤولين أتراك للتأكيد على أهمية التعاون بين واشنطن وأنقرة بخصوص التوصّل إلى تسوية سياسية، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر عام 2015 حول سوريا.
وبدورها جددت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، تحذيرها من التداعيات “الكارثية” لعملية عسكرية محتملة لنظام الأسد وحلفائه في محافظة إدلب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك.
وقال دوغريك إن “غارات جوية متعددة ضربت عدة مناطق في ريف إدلب الغربي وشمال ريف حماة في سوريا”.
وأضاف ان الغارات أسفرت عن “مقتل وإصابة العديد من الأشخاص، وإلحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك مدرسة وسوق”.
وفي التطورات الميدانية سقط عدة شهداء وجرحى في قصف شنته طائرات العدوان الروسي اليوم عشرات الغارات الجوية بالصواريخ شديدة الانفجار على مدينة جسر الشغور والقرى المحيطة غربي إدلب، إضافة لغارات أخرى على قرى سهل الغاب بريف حماة الغربي.
وأفاد مراسلو “حرية برس” بأن القصف الروسي استهدف كلاً من قرى “الشغر، حوش بسنقول، أنب، الجانودية، السرمانية، جدرايا، الصحن، المشيك، بشلامون، جفتلك، بيت قطرون، جفتلك، ومحيط جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، فضلاً عن غارات مماثلة على قرى القرقور والزيارة في ريف حماة الغربي، وشهدت منطقة جسر الشغور وريفها نزوحاً كبيراً خلال الأيام الماضية لاسيما مع نية النظام بدء عملية عسكرية في المنطقة خلال الأيام المقبلة”.
هذا وتستمر قوات الأسد إرسال التعزيزات العسكرية إلى محيط مدينة إدلب، بالتزامن مع مواصلة الجيش التركي، عمليات تحصين نقاط المراقبة التركية الاثني عشر المنتشرة في المنطقة من خلال إرسال تعزيزات عسكرية بشكل شبه يومي.
ويأتي القصف الجوي الروسي اليوم مع اقتراب اجتماع “روسي تركي إيراني” في السابع من الشهر الجاري، والذي سيبحث خلالها الأطراف الثلاثة المصير النهائي لمحافظة إدلب.
Sorry Comments are closed