عمران الدوماني – حرية برس:
كثرت في الآونة الأخيرة عمليات التفجير والاغتيالات التي استهدفت أماكن مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ في مدينة منبج وريفها شرقي محافظة حلب، والتي كان يتبناها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” مرات عدة.
يأتي ذلك بعد الاتفاق المبرم بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، والذي يقضي بخروج مليشيا قوات سوريا الديمقراطية ’’قسد‘‘ من المنطقة، وتشكيل مجلس مدني متوافق عليه من قبل البلدين الراعيين للاتفاق.
وقال أحد ناشطي مدينة منبج “عبد الباسط الحسن” لحرية برس، إن “التفجيرات التي حصلت في المنطقة مؤخراً تقف ورائها ميلشيا (قسد) وذلك لإتهام تركيا وفصائل الجيش الحر بالقيام بهذه الأفعال، دون أي وجود لخلايا تنظيم (داعش) في المدينة‘‘.
وأشار ’’الحسن‘‘ إلى اغتيال قياديين عرب في مليشيا ’’قسد‘‘ والتي ورائها عناصر من المليشيا ذاتها، وذلك بعد تمرد القيادي العربي على المليشيات الكردية والتحالف الدولي، ليقوموا بتصفيته ووضع غيره شرط أن يكون ولائه للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، حسب وصفه.
وذكر ’’الحسن‘‘ بقوله: ’’إن مليشيا (قسد) مكونة من عدة فصائل عربية وآشورية وكردية، لا سيما أن الوحدات الكردية تشكل النسبة الأكبر في ’’قسد‘‘، وجميع هذه الفصائل تحت مظلة التحالف الدولي، حيث تقوم المليشيات الكردية بتصفية أي قيادي عربي ينسق مع التحالف الدولي دون الرجوع لهم‘‘.
بدوره، أفاد قائد غرفة عمليات منبج لدى فصائل درع الفرات ’’أبو الفاروق‘‘ لحرية برس، عن وجود معلومات مؤكدة والتي تفيد بأن ’’من يقوم بهذه التفجيرات هم العناصر الاستخباريين في مليشيا (قسد) وغايتهم من ذلك هو فرض حالة أمنية معينة أو زرع الخوف بين المدنيين وتوصيل صورة للمجتمع الدولي على أنهم هم من يحفظن الأمن في المنطقة‘‘، لافتاً إلى أن ’’ذلك أتى مباشرة بعد سحب كوادرهم أو ما يسمى المدربين من المنطقة، على أنه لا بديل لهم‘‘.
وأكد ’’أبو الفاروق‘‘ أنه من يقف وراء عمليات الاغتيال التي طالت قياديين عرب وعناصر في مليشيا “قسد” هم عناصر الاستخبارات، حيث يتم اغتيالهم بعد انتهاء مهمتهم كما يفعل نظام الأسد مع “رجال المصالحات”.
يُذكر أن مليشيا قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وبدعم من التحالف الدولي سيطرت على مدينة “منبج” وريفها شرق حلب، مطلع عام 2016 عقب طرد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منها، فيما شكلت بعدها ما يُعرف باسم “مجلس منبج العسكري” التابع للمليشيات الكردية والذي يتلقى دعمه من التحالف الدولي.
عذراً التعليقات مغلقة