ياسر محمد – حرية برس
بعد أقل من أسبوع على زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق، ولقائه رأس النظام بشار الأسد ووزير دفاعه وتوقيع اتفاقيات عسكرية تعزز الهيمنة الإيرانية في سوريا، وجهت دولة الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت/الأحد، ضربة جوية كبيرة لمطار المزة العسكري، أحد أهم وأكبر المواقع العسكرية الاستراتيجية لقوات الأسد، كما استهدفت الضربات الإسرائيلية مواقع أخرى في محيط العاصمة تتخذ منها إيران قواعد عسكرية، وسط تخبط في التصريحات من إعلام النظام الذي قدم روايات متناقضة للحادثة، وصمت روسي عسكري وإعلامي مريب.
وفي التفاصيل، هزت سلسلة انفجارات متتالية فجر اليوم الأحد، مطار المزة العسكري اهتزت لها أرجاء العاصمة دمشق، جراء انفجار مستودع للذخيرة قرب المطار.
وأفاد شهود عيان لـ”حرية برس” إن “انفجارات ضخمة هزت أرجاء العاصمة دمشق، صادرة من داخل أسوار مطار المزة العسكري الذي اعتلته سحابة دخانية كبيرة”.
وقال سكان في حي المزة غرب العاصمة دمشق والمجاور لمطار المزة لوكالة الأنباء الألمانية، إن “عشرات الانفجارات هزت دمشق مصدرها مطار المزة العسكري وأن ألسنة النيران تتصاعد من المطار وأن سيارات الإسعاف والإطفاء اتجهت إلى المطار”. وفيما أكد شهود ومصادر عسكرية أن الانفجارات ناجمة عن ضربات جوية إسرائيلية وأنها أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، نقلت وكالة أنباء النظام السوري عن مصدر عسكري نفيه تعرض مطار المزة لأي هجوم إسرائيلي، مؤكداً أن أصوات الانفجارات تعود لانفجار مستودع ذخيرة قرب المطار بسبب ماس كهربائي.
وقال ناشطون إن الضربات استهدفت أيضاً الفرقة الرابعة، واللواء 66، ومركز البحوث العلمية في جمرايا، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى إيرانيين، بينهم قائد كبير، وآخرين من قوات النظام، وهو ما لم يمكن التأكد منه من مصادر متقاطعة.
ورجح محللون عسكريون فرضية الضربات العسكرية الإسرائيلية، قائلين إنها تأتي رداً على تحدي إيران وتعزيز وجودها العسكري في سوريا بدل تقليصه، وهو ما تجسد بزيارة وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، الأحد الماضي، إلى دمشق وتوقيع اتفاقيات عسكرية تعزز الوجود الإيراني على الأراضي السورية وتعيد هيكلة قوات الأسد وتسليحها.
وفي هذا الصدد قالت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أمس السبت، إن إيران ستمد قوات الأسد بطائرات من نوع “كوثر” التي تزعم أنها تصنيع محلي، ومنظومة الدفاع الجوية “بافار-373” وهي نظيرة منظومة الدفاع الروسية “إس-300″، ولم تعرف بعد بالضبط تواريخ التسليم وعدد الأسلحة التي ستحصل عليها قوات الأسد، وفق سبوتنيك.
وعرقلت “إسرائيل” لأسابيع اتفاق تسليم الجنوب السوري لنظام الأسد مؤخراً، مشترطة إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودها لمسافة 80كم على الأقل، وهو ما ضمنته لها روسيا، قبل أن تعود “إسرائيل” وتشترط خروج إيران نهائياً من كامل الأراضي السورية، وفي سبيل ذلك وجهت بشكل متكرر ضربات جوية وصاروخية لأهداف إيرانية في طول سوريا وعرضها وصولاً إلى الحدود السورية العراقية.
واللافت أن روسيا واجهت كل الهجمات “الإسرائيلية” على أهداف إيرانية أو تابعة لقوات الأسد في سوريا، بالصمت العسكري والسياسي، حيث اشترطت الولايات المتحدة على روسيا المساهمة في طرد إيران وميليشياتها من سوريا مقابل تمرير اتفاق سياسي نهائي في سوريا والمساهمة في خطط روسيا لإعادة الإعمار وإعادة اللاجئين.
عذراً التعليقات مغلقة