علي عز الدين – حرية برس:
تعاني مناطق ريف حمص الشمالي من تردي الوضع الطبي بعد سيطرة قوات الأسد عليها نهاية شهر أيار الفائت، ما أدى إلى حدوث حالات وفاة بين السكان نتيجة الاهمال الطبي، حيث تعتبر الولادات القيصرية من أكثر المعضلات التي تعاني منها النساء في المنطقة.
وقال “أبو عبدالله” أحد سكان مدينة الرستن لحرية برس، ’’توفي الشاب الثلاثيني إثر تعرضه لإزمة قلبية، فقام أقربائه بإسعافه إلى مشفى الرستن، ولكن لم يكن على جاهزية من القيام بواجبه الطبي وإسعافه كالواجب لعدم وجود المعدات الطبية اللازمة، فتم تحويله على إثرها إلى مشفى حمص الذي يبعد عن مدينة الرستن 22 كم، وتوفي على الطريق، بسبب تأخرهم وكثرة الحواجز المنشترة مابين المحافظة وريفها‘‘.
وأضاف “أبو عبدالله” أن قوات نظام الأسد بعد أن هجرت الفصائل العسكرية والغير راغبين بالتسوية، قامت بإغلاق المشفى الميداني في الرستن الذي كان مجهز بمعدات وأجهزة قدمتها منظمات دولية طبية، والبعض الأخر تمت سرقته من قبل شبيحة النظام من متطوعي بالأمن العسكري مع باقي المعدات والأجهزة المنتشرة في باقي المشافي الميدانيه في القرى المجاورة للمدن.
من جانبه قالت إحدى نساء الرستن شمال حمص لحرية برس -رفضت الشكف عن إسمها- كانت إبنتي ذات الـ19 عام في حالة ولادة وهنا لا يمكنها أن تلد بسبب عدم توفر الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة مما اجبرنا على إسعافها إلى احد مشافي حمص والتي تعد من أبسط المشافي في المنطقة ولم تكن من المشافي الخاصة ذات الاجور عالية‘‘.
وأشارت إلى أن ’’تكلفة المشفى بلغت 55 ألف ليرة سورية وهذا الرقم يعتبر لنا رقم خيالي بسبب عدم توفر فرص العمل اللازمة أو المرتبات التي تكفي وضعنا المعيشي حتى نلتزم بهذه الأجور العالية‘‘.
يشار إلى أن الولادة “القيصرية” كانت تجري في المشافي الميدانية بأجور رمزية وغالباً ما تكون مجانية، ولكن نظام الأسد بعد أن خرجت الفصائل لم يقم بتأمين البديل الذي قام بإلغاءه او أغلاق أهم مشافي المنطقة.
الجدير بالذكر أن أهالي شمال حمص يتخوفون من الذهاب إلى المشافي في محافظة حمص، مما يتسبب أيضاً بتدهور الحالة الصحية التي قد تكون بحاجة ماسة للمشفى، وذلك خشيةً من الإعتقال أو السحب الإلزامي والاحتياطي في صفوف قوات نظام الأسد.
عذراً التعليقات مغلقة