أحمد زكريا – حرية برس
تُدير مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري عدداً من السجون والمعتقلات في مناطق سيطرتها، والتي تضم عدداً من الأسرى والمعتقلين من أبناء تلك المناطق بحجج وذرائع مختلفة من أبرزها: التجنيد الإجباري، أو الإرهاب والانتماء لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وتحدثت مصادر أهلية من أبناء المنطقة الشرقية لحرية برس، عن أهم السجون ومراكز الاعتقال التابعة للوحدات الكردية، بالإضافة إلى أماكن توزعها في محافظات “الرقة، والحسكة، وريف حلب الشرقي”.
سجون “قسد” في مدينة الرقة
وأفاد “أبو مايا” العضو في “شبكة إعلاميون بلا حدود” في الرقة، بأن ظاهرة تعدد السجون التابعة لقوات سوريا الديمقراطية باتت واضحة في محافظة الرقة في الآونة الأخيرة، تماماً كما كان يحدث عندما كان تنظيم “داعش” يسيطر على المنطقة، حتى أصبح في كل قرية “سجن” خاص ببعض الجرائم الخفيفة مثل “المشاجرات”.
وتحدث ” أبو مايا” لحرية برس، عن وجود سجون كبيرة وعديدة في مدينة “الرقة”، مثل سجن “الشرطة العسكرية” أو ما يطلق عليه “سجن الإرهاب” وهو يقع في مقر بناء المرور سابقاً.
وأضاف، أن قوات “قسد” تقوم بتجميع عدد من الذين ينسب إليهم تهم “الإرهاب”، وبعد المحاكمة وصدور حكم يتم إرسالهم إلى سجن “عين العرب” وهو سجن الاستخبارات الرئيسي لقسد على مستوى سورية.
كما أشار المصدر ذاته، إلى وجود سجن يطلق عليه اسم “سجن الجرائم” والذي يقع بالقرب من مديرية الكهرباء سابقاً، مبيناً أن قوات “قسد” تزجّ في هذا السجن من هم على “ذمة التحقيق”، لافتاً إلى أن غالبية المعتقلين في تلك السجون، إن كان سجن “الجرائم، أو المخالفات”، فإن فترة اعتقالهم لا تدوم لأكثر من يوم أو يومين ومن ثم يتم ترحيلهم إلى السجون الرئيسية في “عين العرب”، مؤكداً أن أغلب من يقبع في سجون تلك القوات هم أشخاص “غير محكومين” أي لم يصدر بحقهم أحكام قضائية.
ويوجد في محافظة الرقة عدد من السجون الأخرى من بينها: سجن يقع عند منطقة مفرق الجزرة غرب مركز مدينة الرقة، وسجن عند حي الرميلة في الشمال الشرقي من مدينة الرقة، وسجن عند منطقة الصناعة الواقعة على مشارف وسط مدينة الرقة مكان الثروة الحيوانية سابقاً بحسب “أبو مايا”.
وكشف “أبو مايا” عن تجهيز تلك القوات لإنشاء سجن كبير يقع في منطقة “عين عيسى” والتي تبعد نحو (55 كم) عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي منها، مضيفاً أن هذا السجن تم بناؤه بتمويل أمريكي وسيكون على شكل طوابق تحت الأرض وأنه سيكون جامعاً لكل السجون حسب ما وصل إليه من معلومات لم يكشف عن مصدرها.
بدوره أشار الناشط الإعلامي “صهيب اليعربي” إلى وجود سجن مركزه وسط مدينة “عين عيسى” بريف الرقة الشمالي، إضافة لسجن آخر في داخل “اللواء 93 “شماليّ الرقة، مبيناً أن كلاهما يقعان تحت الحماية الأمريكية ويقبع بهما سجناء من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى عدد من أبناء المنطقة الذين تم تسليمهم للتحالف الدولي من قبل وحدات الحماية الكردية، كما تحدث عن وجود سجن آخر يقع في مدينة “تل أبيض” شمال الرقة ويطلق عليه اسم “سجن البريد”.
وفي ذات السياق، تحدث الناشط الإعلامي “أحمد الشبلي” لحرية برس، عن وجود بعض السجون التابعة لقوات “قسد” ومنها: “السجن المركزي” الذي يقع في قرية “عايد” بريف مدينة “الطبقة” غرب محافظة الرقة، بالإضافة لوجود “سجن الرعاية” الذي يقع داخل مدينة الطبقة بالقرب من “كراج الطبقة”.
سجن “علايا” من أهم مراكز الاعتقال في محافظة الحسكة
ولا يختلف الحال بالنسبة لمحافظة الحسكة عن غيرها من المناطق التي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، خاصة فيما يخص انتشار السجون ومراكز الاعتقال التابعة لها.
يقول الناشط الإعلامي “صهيب اليعربي”: إن ميليشيا وحدات الحماية الكردية ماتزال تعتقل المئات من أبناء الشمال السوري في عدد من المعتقلات التي وزعتها على الأقاليم التي أعلنت عنها مع بداية سيطرتها على المنطقة.
وأضاف: إن أهم هذه السجون هو “سجن علايا” الذي يقع في مدينة القامشلي، بالإضافة إلى “سجن هيمو” مشيراً إلى أن سجن “علايا” يعتبر من أكبر السجون كما أنه يضم المئات من المعتقلين الذين تتراوح أحكام سجنهم من سنة الى 15 سنة.
وفي مدينة ” المالكية” التي تبعد مسافة 190 كم عن مدينة الحسكة، هناك سجن “كراتشوك” والذي ويضم عدد من المعتقلين بما فيهم عناصر من تنظيم “داعش”، حيث يتم مقايضة ذوي العناصر بالمال ويطلق سراحهم بالخفاء وهو معتقل يمارس به أشد أنواع التعذيب ويحرسه مقاتلون من “جبال قنديل”.
وأشار “اليعربي” إلى وجود سجون تتبع لتلك الوحدات الكردية في كل من: رأس العين “سجن الصناعة”، وسجن “المباقر” في تل تمر بريف الحسكة.
كما يتواجد في مدينة “عين العرب/كوباني” السجن المركزي أو “سجن المدرسة”، والذي يضم عشرات المعتقلين من العرب الذين تم تهجيرهم أو من الشبان الذين لهم نشاطات ثورية، بحسب “اليعربي” الذي أشار إلى أن هذا السجن شهد مؤخراً حالة “اضراب” للمعتقلين بداخله، حيث قام أكثر من 30 سجين بالإضراب عن الطعام احتجاجاً على المعاملة السيئة داخل السجن المركزي.
وفيما يتعلق بسجن “علايا” قال “مضر حماد الأسعد” المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية لحرية برس: إن هذا السجن المتواجد في القامشلي، بعيد كل البعد عن أدنى حقوق الإنسان وحالياً هو تحت سيطرة ميليشيا ال Pyd وPkk ويعتبر من أسوأ سجون العالم.
أما بالنسبة لمعتقل “هيمو” قال “الأسعد”: معتقل هيمو والذي أنشأتها ميليشيا ال Pyd، فيه المئات من المعتقلين العرب الذين هم ضد سياسة نظام الأسد والPyd الوحدات الكردية، وهو معتقل سيء الصيت وقد جرت فيه الكثر من حالات الإعدام.
وفيما يتعلق بسجن “المالكية” أوضح “الأسعد” بأن هذا السجن يقع تحت سيطرة ميليشيا الPyd ، ويعتبر هذا السجن من أسوأ المعتقلات في العالم، في حين أن الذين يشرفون على التحقيق والتعذيب فيه من جبال قنديل وتركيا وإيران.
كما تحدث المصدر ذاته عن سجن ومعتقل “عين العرب” واصفاً إياه بأنه “سجن أقذر من سجون النازية كما قال الذين كانوا فيه سجناء، وهو يتسع إلى حوالي 1000 سجين و90 % من هؤلاء السجناء هم من العرب وهو تابع لميليشيا ال Pyd.
كذلك توجد سجون لميليشيا الPyd في “راس العين، وتل بيدر، والحسكة، ومحطة صباح الخير، والشدادي، والقحطانية والدرباسية، وعامودا” بحسب “الأسعد”.
سجون في “منبج” ومخافر في ريفها تتبع لقسد
وفيما يخص السجون ومراكز الاعتقال الموجودة في مدينة “منبج” وما حولها شرقيّ حلب، أفادت مصادر محلية لحرية برس عن وجود سجن خاص بمخالفات المرور داخل المدينة، يضاف إلى ذلك “السجن المركزي القديم” وهو خاص بأصحاب التهم العادية، أما من يتم القبض عليه بتهم الانتماء لداعش يتم سوقه للسجون في “عين العرب أو القامشلي”، وغالباً ما يكون مصيرهم مجهول.
وتحدثت ذات المصادر عن وجود “مخافر شرطة” عادية تتبع لتلك الوحدات الكردية منتشرة في عدد من القرى بريف مدينة منبج.
عذراً التعليقات مغلقة