“باسيل” أمل روسيا الأخير لمحاصرة اللاجئين السوريين

فريق التحرير21 أغسطس 2018آخر تحديث :
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يستقبل وزير الخارجية اللبناني حبران باسيل في موسكو 20 أغسطس 2018 – أ ف ب

ياسر محمد – حرية برس

بعد فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإدارة سياسته الخارجية في تسويق إعادة اللاجئين السوريين، عمد سيرغي لافروف وزير خارجية بوتين إلى طرق باب وزير خارجية لبنان في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، لإنقاذ الخطة، وهو المعروف بعدائه الشديد للاجئين السوريين في لبنان، ومن أشد دعاة عودتهم بحجة أن “الوضع قد تغير” في سوريا بما يضمن “عودة آمنة” لهم، وفق زعم صهر الجنرال عون وحليف نظام الأسد و”حزب الله”.

ولهذه الغاية، استقبل لافروف نظيره جبران باسيل في موسكو، أمس الاثنين، مؤكداً أن روسيا تسعى لإيجاد حل سريع لمشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.

وأضاف لافروف: “الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) أكد مراراً وخلال الأيام الأخيرة، سعينا لإيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين في أسرع وقت”.

وتابع: “قدمنا مبادرة لعودة اللاجئين ونتواصل بهذا الشأن مع (الحكومة السورية) والدول التي تؤوي اللاجئين”.

وفيما كال الوزير الروسي الاتهامات للولايات المتحدة بإعاقة مشاريع وخطط إعادة إعمار سوريا، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في مؤتمره الصحفي مع لافروف أمس، إن بلاده مهتمة بإنجاح المبادرة الروسية لعودة اللاجئين إلى الأراضي السورية، مضيفاً أن “لبنان طرح بعض المبادرات التي تشجع على عودة اللاجئين السوريين”.

وأشاد باسيل بخطة روسيا لإجبار اللاجئين على العودة إلى حكم نظام الأسد بالقول: “ما تفعله روسيا الآن يؤكد دورها التاريخي في المنطقة، وكذلك حقيقة أن روسيا تؤكد هذه المبادئ ليس بالقول بل بالفعل”.

وأوضح باسيل في تغريدة على تويتر: “لبنان ليس فقط مؤيدا للمبادرة الروسية بل بنجاحها عبر وضع كل إمكاناته لتصب في هذا الإطار فالظروف في سوريا تغيرت ولم يعد من مبرر لبقاء النازحين وهذا ما يسهل الحل السياسي وليس العكس”.

تصريحات الوزير اللبناني المقرب من ميليشيا “حزب الله”، أثارت عاصفة ردود من محللين وكتاب سوريين ولبنانيين، فكتب الصحفي المعروف “إياد أبو شقرا” معلقاً: “سمعت مثلما سمعتم أن لبنان يؤيد المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين!.. أولاً: التأييد أعلنه وزير الخارجية باسم لبنان من دون تفويض حكومي رسمي. ثانياً: روسيا ليست وسيطاً بل حليف عسكري لنظام دمشق وداعم فعلي لسياسة التهجير.. نأي بالنفس عجيب!”.

الخط الذي ينتهجه باسيل تدعمه سياسات محلية وحزبية في مناطق عدة من لبنان، فقد تزايدت في الآونة الأخيرة مضايقات اللاجئين السوريين في لبنان والمقدر عددهم بنحو مليون لاجئ، ولا يكاد يمر يوم من دون تسجيل عدة حالات اعتداءات على سوريين، كان أبرزها مؤخراً التضييق على الحجاج السوريين في مطار بيروت وإساءة معاملتهم من قبل عناصر “حزب الله”، وكذلك بعض الدعوات العنصرية التي تطلقها وتتبناها بلديات بعض المدن والقرى، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لأبسط حقوق الإنسان، ناهيك عن حقوق اللاجئين.

وفي هذا الصدد، نشر الفنان اللبناني يوري مرقدي عبر صفحته الخاصة فيسبوك شريط فيديو تحدث فيه عن قانون جديد أصدرته بلدية العقيبة (قضاء كسروان) وينص على منع الكلاب والمحجبات والسوريين من نزول الشاطئ العام!.

مرقدي الذي استنكر هذا القرار، سرد الحوار الذي دار بينه وبين شرطي البلدية يوم الأحد 19 آب، معلقاً على هذا الواقع المؤسف للإنسانية اللبنانية بالقول: “الهيئة الإنسانية صارت محصورة بس بالحيوان يا عيب الشوم علينا وين صرنا”، وفق ما نقله موقع “جنوبية” الإلكتروني.

يذكر أن الرئيس الروسي بوتين فشل في إقناع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بجدوى وقانونية خطته لإعادة اللاجئين السوريين، في الاجتماع الذي جمعهما السبت الفائت، ما يعني فشل الترويج لخطته في أوروبا، بعد فشلها أممياً وفي تركيا والأردن اللتان أعلنتا أن عودة اللاجئين السوريين لن تكون إلا طوعية وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختصة، بعد توفر ظروف آمنة بالكامل. وعن فشل بوتين مع ميركل، كتب السياسي السوري المعارض محي الدين لاذقاني “حين يعجز بوتن عن إقناع ميركل بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا دون انتقال سياسي، فهذا يعني أنه فشل بإقناع أوروبا كلها ناهيك عن الولايات المتحدة التي رفعت يدها موكلة الإحراج للحلفاء الإقليميين.. وباختصار فكلهم يقولون ضمناً: لا إعمار ولا استقرار قبل أن يرحل الحمار”.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل