شركاء في سفك الدماء

وليد أبو همام17 أغسطس 2018آخر تحديث :
وليد أبو همام

من طبيعة الوحوش البرية أنها تقتل حتى تأكل، وليس في الحيوانات صنف يقتل آخر لمجرد القتل، وحده الإنسان قد يلجأ للقتل لعدة أسباب أبسطها للتسلية.

معظم الحروب التي حصلت في التاريخ كانت تعتمد على نوع واحد أو أكثر من أنواع الحروب كالحرب النظامية أو الحرب الباردة أو حرب العصابات أو حتى الحرب الإقتصادية وتمتلك الدولة القوية صلاحية اختيار نوعية الحرب التي تريد ممارستها على الطرف الآخر معتمدة على إمكانياتها المتنوعة في شتى المجالات.

اعتمدت الثورة السورية في بداياتها على الكلمة كوسيلة لإسقاط حكم الأسد الموروث وقد كانت عبارة عن تظاهرات شعبية عفوية حاشدة ورغم بساطتها وفقدانها للتنظيم في أغلب الأحيان إلا أنها استطاعت أن تزعزع هذا النظام وبدأ يرى فيها خطراً كبيراً على ملكه وسلطانه، فما كان منه إلا أن أطلق زبانيته بصلاحيات كاملة أولها القتل ثم بدأ بجمع معارضيه في الأفرع و المعتقلات والتي كانت منذ حكم الأسد الأب تسبب الرعب في قلوب الناس، فكان أن أيقن الكثير من أهالي المعتقلين أن فرص عودة أبنائهم للحياة الطبيعية ضئيلة جداً إذا لم تكن معدومة.

لم يتخيل السوريون أن يمتلك أتباع الأسد هذه الوحشية حتى شاهدوا بأم أعينهم ما يفعلونه بمن يقع تحت أيديهم من المعارضين، وحتى بعد كل ما شاهدوه وسمعوه من قصص عن المعتقلين مازال العقل البشري لا يصدق أن تصدر هذه الأفعال عن الإنسان، ولكن مهما ظهر للعلن من أساليب مبتكرة للتعذيب بحق المعتقلين يبقى ما خفي أعظم ووحدهم هؤلاء الشهداء الأحياء من يحس بألم صوت الجلاد عندما يدخل باب الزنزانة وينادي بأحد الأرقام التي أصبحت جزءاً من حياة هذا الإنسان المجرد من كل شيء حتى من أحلامه.

أمام كل آلام الدنيا وصمت العالم المدافع عن حقوق الحيوان بالدرجة الأولى تطالب منظمة حقوق الإنسان غير خجولة بضرورة كشف عصابة الأسد عن مصير آلاف المعتقلين لديها غير أن هذه العصابة لم تنتظر أن يقدم لها طلب رسمي موقع من آلاف رواد التواصل الإجتماعي عن طريق منظمة لا تعرف من حقوق الإنسان سوى حقه في الموت.

أن يرتبط مصير الإنسان بورقة تحدد حياته أو موته ليس أمراً جديداً ولكن ما يدعونا للتساؤل ما هي المعايير التي يريدها العالم حتى يتمكن من الاعتراف بأحقية الشعب السوري بالحياة؟ وهل يكفي أن يشارك الإنسان في الجريمة حتى يعتبر مجرماً أم أن مجرد صمته عن الجريمة مع علمه بفاعلها يعتبر جرما؟
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل