مصطفى أبو عرب – حرية برس
تنتشر نبتة زهرة النيل بشكل واسع على المسطحات المائية في مواقع عدة من سهل الغاب في ريف حماه الغربي، متسببة بمشكلات بيئية واقتصادية لما تشكله من خطر على الثروة المائية.
ويبلغ متوسط كمية الماء التي تستهلكها كل نبتة من 4 الى 5 لتر من الماء يومياً، ومع ارتفاع درجة الحرارة يزداد نمو النبتة بسرعة، حيث أنها باتت تشكل خطراً على القطاع الزراعي والثروة المائية في المنطقة بسبب شراهتها للماء وانتشارها السريع.
وأفاد المهندس الزراعي (أنس أبو طربوش) لحرية برس أن عشبة “ورد النيل” من الأعشاب المائية التي تطفو على سطح المياه، موضحاً أنها انتشرت في سوريا وتم إدخالها من خارج البلد عن طريق طالب ماجستير إلى سوريا، حيث تنتشر عشبة ورد النيل بشكل كبير وسريع مما يؤدي إلى إعاقة سريان المياه في أقنية الري وبالتالي استنزاف كمية كبيرة من المياه، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تؤدي إلى تدهور القطاع الزراعي في سوريا نتيجة استهلاك كميات كبيرة من المياه للنبتة الواحدة تقدر بحوالي 4 ليتر يومياً نتيجة عملية النتح، بالإضافة إلى أنها تستهلك كمية من أوكسجين المياه مما أدى إلى خلل في التوازن البيئي وموت كثير من الأسماك، كما تسهم في تحوبل المياه من مياه عذبة إلى مياه ذات رائحة ولون سيء، وتعتبر بيئة مناسبة لانتشار قواقع البلهارسيا القاتلة.
وحول أسباب انتشارها قال أبو طربوش إن أبرزها توفر مياه الري العذبة من الينابيع حيث تعتبر بيئة مناسبة للانتشار، وعدم تكاتف الجهود المبذولة إلى عملية المكافحة للتخلص منها، وفي ما يخص عملية التخلص من عشبة ورد النيل قال إنها تحتاج إلى نفس عمل طويل لأنها سريعة الانتشار ويجب التخلص منها بشكل نهائي حيث أن وجود بقايا من النباتات سيؤدي إلى ظهور جيل جديد وبالتالي عودته الى المكان لأنها تعطي جيلاً بعد 18 يوماً، موضحاً أن طريقة التخلص الأفضل هي الاستئصال اليدوي أو المكافحة اليدوية باستخدام قوارب الصيد وإخراج النباتات من القنوات المائية، وفيما يخص التكلفة المالية تختلف حسب المسافة وآلية العمل إذا ما كان يدوياً يعتمد على الأيدي البشرية أو باستخدام “الباكر” الآلي.
المزارع (محمد صطوف) قال لحرية برس إن النبتة أثّرت سلباً على الوضع المعيشي والمحصول السنوي نتيجة انتشارها الكثيف في قنوات الري مما أدى الى صعوبة ري المحاصيل الزراعية، وقال: كنا في فصل الصيف نعتمد على زراعة الخضراوات لكن الآن لم نعد نستطع الزراعة بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرضنا لها نتيجة انخفاض منسوب المياه وانسداد قنوات الري وقسم كبير من الخضراوات أصيبت بالشلل نتيجة قلة المياه، وأتمنى أن يتم القضاء عليها بشكل نهائي قبل انتشارها في بقية المناطق.
المزارع (قاسم السلوم) أيضاً تحدث عن معاناته قائلاً: انتشرت في منطقتنا نبتة زهرة النيل، هذه النبتة سببت لنا الكثير من المشاكل، منها مشاكل في نقص المياه حيث أنها تمتص الكثير من المياه السطحية وتمتص يومياً كل نبتة 5 لتر من الماء تقريبا. وأيضاً سببت لنا مشاكل جلدية منها انتشار حبة اللاشمانيا لأن هذه النبتة تمتص الأوكسجين وتطرح ثاني أوكسيد الكربون، لقد عملنا على إزالة هذه النبتة واستئصالها في السنة الماضية، ولكن عادت للانتشار من جديد.
وحول الجهود المحلية بيّن ( سامر صطوف) مدير المجلس المحلي في قرية الحويز أنّهم يقومون يبذلون جهوداً لمكافحة وإزالة النبتة عن طريق البواكر والأيدي العاملة في ظروف صعبة وسط المياه العكرة والروائح الكريهة وتحت أشعة الشمس الحارة، كما تم وضع شبك معدني على نهاية المصارف لاصطياد الأجزاء النباتية وتعزيلها من أجل التخفيف من انتشارها والحد منها.
يُذكر أنه في صيف العام الماضي 2017 حيث عملت إحدى المنظمات على استئصال هذه النبتة عن طريق الأيدي العاملة والتجريف السطحي للقنوات عن طريق البواكر إلا أنها لم تكن مجدية حتى الآن، حيث عاودت الظهور مجدداً في مناطق عدة من سهل الغاب.
Sorry Comments are closed