محمود أبو المجد – حرية برس:
تعد الثروة الحيوانية في أرياف حلب الشرقية، المصدر الرئيسي للمعيشة والرزق، ويعتمد الأهالي عليها بشكل كبير، عبر تربية المواشي والأبقار وصيد الاسماك من نهر الفرات.
ومع بدايات الثورة السورية واندلاع الحرب في مساحات واسعة، كان الأثر سلبياً وواضحاً بشكل كبير على الثروة الحيوانية بكافة أنواعها.
وقال ’’باسل المصيطف‘‘ أحد مربي المواشي لحرية برس، إنه كان لديه في وقت سابق ما يقارب من 250 رأس من الأغنام، ولكن لعدة أسباب اضطر لبيعها والأبقاء على ما يقارب 25 منها فقط.
وأوضح ’’المصيطف‘‘ أهم الأسباب التي تحدث عنها، وهي: ’’ارتفاع أسعار الأعلاف لتصل لأرقام خيالية، بات من الصعب شرائها لمن لا يملك دخلاً آخر، حيث وصل سعر كيلو الشعير 150 ليرة سورية‘‘، مضيفاً بأن ارتفاع الأسعار أدى لارتفاع سعر الأجبان والألبان ومشتقات الحليب.
وأضاف ’’المصيطف‘‘ أن من الأسباب أيضاً، ’’عدم وجود أراضي رعوية في ظل اعتماد الأهالي على زراعة أشجار الزيتون والفستق الحلبي، كما شهدت المنطقة سابقاً هجرة رعاة المواشي هرباً من ويلات الحرب‘‘.
من جهته، قال المواطن ’’مجد الحوسي‘‘، إن أسعار مشتقات الحليب ارتفعت بشكل واضح بسبب قلة الثروة الحيوانية حيث يصل سعر كيلو اللبن إلى مايقارب 500 ليرة سورية، كما ارتفعت أسعار الزبدة والجبنة‘‘، مطالباً المنظمات المعنية والمسؤولين بدعم رعاة المواشي والأبقار بمادة العلف ليتم بذلك المساعدة في تخفيض سعر مشتقات الحليب.
من جانبه، تحدث ’’محمد رمضان‘‘ مدير المكتب الزراعي في المجلس المحلي لمدينة جرابلس قائلاً: ’’لوحظ وبشكل كبير مؤخراً انخفاض الثروة الحيوانية، وذلك بسبب ارتفاع اسعار الأعلاف و عدم توفرها، ونتيجة الجفاف الذي ساد في المنطقة خصوصاً العام الماضي، كما أن عدم توفر مصدر لتصدير منتجات الثروة الحيوانية الأمر الذي أدى لكساد الثروة الحيوانية وعدم الاهتمام بها، فيما اختار الغالبية من مربي الثروة الحيوانية مهن أخرى‘‘.
وبيّن ’’رمضان‘‘ في حديثه، أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعية من الاسباب الرئيسية، مؤكداً أن نسبة انخفاض الثروة الحيوانية كبيرة تصل لـ75% على الرغم من وجود أصناف معروفة من المواشي و الأبقار كالعواس.
وذكر ’’رمضان‘‘ حول الحلول قائلاً: ’’إنه لو تم دعم القطاع الحيواني من قبل المنظمات المعنية سيؤدي لعودة الاهتمام بهذه الثروة، كما أنه حالياً يوجد تجربة جديدة في قرية يوسف بيك وهي العلف الأخضر والذي قد يؤدي لنجاح عملية تأهيل الثروة الحيوانية في مدينة جرابلس وريفها‘‘.
يشار إلى أن المساحات الرعوية بدأت تنحسر بشكل كبير ليزداد الاهتمام بزراعة الأشجار كالفستق والزيتون، والسؤال هنا هل سيصبح راعي الأغنام تراثاً في هذه المنطقة؟.
عذراً التعليقات مغلقة