حنين السيد – إدلب – حرية برس:
افتتح متحف مدينة إدلب أمس الاثنين، وعرض جزء صغير من مقتنياته بعد خمس سنوات من إقفاله، حيث عملت جهات مدنية طوال الفترة السابقة على ترميمه وتأهيله ليعود ويفتح أبوابه أمام الزوار مرة أخرى.
وقال مدير مركز آثار إدلب “أيمن النابو” لحرية برس: “لقد تبنينا افتتاح المتحف بعد ترميمه وصيانته بهدف افتتاح مديرية للآثار بمحافظة إدلب ككل، وأن يكون هذا المتحف مركزاً يمكن للجيل الحديث العودة إليه ومعرفة تاريخ سوريا بعد أن غيبت الحرب معظم معالمها الأثرية”.
وأضاف “النابو” أن افتتاح المتحف رسالة للعالم ،وخصوصاً الجهات المعنية مثل منظمة اليونسكو من أجل أن تساهم بدورها حيال المواقع الأثرية في إدلب، والتي تعد من الأشياء المستقلة تماماً عن كافة الاتجاهات السياسية أو الحزبية والعسكرية.
أشرفت على الافتتاح إدارة محلية مدنية تضم أكاديميين وعلماء آثار من محافظة إدلب، وذلك ضمن قاعتين تم عرض الآثار بهما وكان من ضمن المعروضات أوان فخارية، بالإضافة إلى جرار و رقم و عدد من التماثيل ولوحات من الفسيفساء.
بدوره قال خبير الآثار “فايز قوصرة”: إن “المتحف ضمّ قطع ذات أهمية عالمية مثل رقم إبلا ونصب وتماثيل بازلتية تشير إلى طقوس دينية قديمة”، موضحاً أن “متحف إدلب تأسس عام 1989 وقد شارك حينها في لجنة المؤتمر الدولي للآثار، حيث مرت فترة طويلة وصعبة منذ ذلك الحين، واليوم يعاد فتح المتحف مرة ثانية بما بقي فيه من نصب وتماثيل و وثائق أثرية”.
وتعرف محافظة إدلب بكثرة متاحفها ومواقعها الأثرية التي تعود لحقب تاريخية قديمة، ومن أبرزها متحف معرة النعمان جنوب إدلب، ويعد أكبر متحف للفسيفساء بالشرق الأوسط، حيث لم يسلم من بطش الأسد و تعرض لخطر التدمير نتيجة القصف المستمر الذي يطال المدينة، بالإضافة إلى قيام قوات الأسد الأسد بتحويله لثكنة عسكرية عام 2012 كما تعرض لعمليات سرقة ونهب من قبل مليشياتها الموالية.
الجدير بالذكر أن من أهم ما تميز به متحف إدلب قبل اندلاع النزاع في عام 2011، احتوائه على مجموعة قيمة من الرقم المسمارية، التي تروي عبر نصوص سياسية وأدبية تاريخ مملكة “أبلا” التي ازدهرت شمال سوريا في القرن الثالث قبل الميلاد، وقد أغلق المتحف أبوابه عام 2013 مع ازدياد وتيرة الحرب واحتدام المعارك.
Sorry Comments are closed