محمد هنداوي – حرية برس
مساء الرابع من آب 2018 في مصياف ريف حماة، سبع دقائق مرت على خروجه من المنزل، صوت انفجار هزّ المكان، جثمانان في طريقهما إلى المشفى ومصاب واحد، سريعاً جاء الخبر، قتل كاتم أسرار بشار الأسد.
تولى عزيز اسبر إدارة المعهد “4000” الذي أنشأه النظام أواخر 2016 في منطقة اصطلح على تسميتها “وادي جهنم”، حيث يختصّ المعهد بصناعة الصواريخ المتوسطة (220 مم، 302 مم)، إضافة إلى عمل المعهد على تطوير الصواريخ طويلة المدى.
يتمتع مدير مركز البحوث العلمية “الدكتور المهندس” كما يصفه موالو النظام، ومهندس البراميل والسلاح الكيميائي كما يراه جمهور الثورة، بعلاقات متشعّبة مع كوريا الشمالية وإيران، فضلاً عن قيامه بتجهيز مخازن سلاح خاصة لحزب الله، الأمر الذي يعكس ثقة “الحزب” به، إضافة إلى كونه الأب الروحي لصاروخ “فاتح 313” العامل بالوقود الجامد ضمن مدى يبلغ 500 كيلو متر.
من يقف وراء عملية الاغتيال؟
يذهب النظام وحلفاؤه لاتهام “الموساد” الإسرائيلي بالعملية، لما يشكّله اسبر من “خطر على ميزان الرعب بين دولة الاحتلال الصهيوني ومحور المقاومة، والتي تعمل على هدمه”، كان آخر تلك العمليات قصف في 22 تموز الماضي لمركز البحوث العلمية في مصياف.
إلا أن لجمهور الثورة ومعارضي النظام رأي آخر، إذ قال العميد الدكتور عبد الناصر فرزات لحريّة برس بأنه (من المرجّح أن يكون النظام السوري وراء هذه العملية، لتغطية جرائمه الكيميائية في سوريا، وهذا ليس بجديد على النظام، الذي مارس الاغتيال خارج وداخل القطر، لعدد من الشخصيات التي قد تكشف سره، مهما كانت مقربة من النظام أو ذات سلطة داخله).
من جهته قال الكاتب الصحفي جمال مامو لحرية برس بأن (هناك أصابع كثيرة يمكن توجيهها إلى عدة أطراف لاعبة في سوريا، أولها هو النظام للتخلص من كل الأشخاص الذين تورطوا بالهجمات الكيميائية، كي يخفي الشهود عن ملفه الكيميائي، ثانيهما إيران التي قتلت علماء عراقيين في وقت سابق ثالثهما إسرائيل)، مضيفاً بأن سوريا ساحة مفتوحة للاغتيالات، ضمن ساحتي المناطق المحررة، أو التابعة للنظام لكنها تنفّذ عن طريق وكلاء محليّين، وأن (شخص بمكانة أسبر وموقعه، لا يمكن أن يكون هدفا سهلا، لذلك من استهدفه يعرف أماكن تواجده وتحركاته).
بدوره قال عضو المكتب الصحي لمجلس محافظة ادلب الدكتور “محمد براء الزير” لحرية برس بأنه (ومن خلال متابعته لوسائل الإعلام الروسية، يعتقد بأن من يقف خلف اغتيال أسبر هم المخابرات الروسية بهدف إضعاف البنية المحيطة برأس النظام بشار الأسد).
بعيداً عن تلك التحليلات خرجت سرية “أبو عمارة للمهام الخاصة”، لتتبنى العملية في بيان لها، تداوله عدد من رواد المواقع الاجتماعية بعضهم من استغرب الأمر، والبعض الآخر أكد ذلك.
وفي ذات السياق قال الناشط “مجد الأمين” لحرية برس (بالتأكيد ليست كتائب أبو عمارة من نفذت الاغتيال، ولا أهمية لمن كان الأداة التي نفذت، لكن تكمن الأهمية بمن أعطى الأمر أو سهّله).
ختاماً.. ما هي مصلحة “الثوار” من قتل عزيز أسبر بعد انتهاء مهمة البراميل في سوريا في ظل سيطرة النظام على معظم معاقل الثورة؟، وما مصلحتهم في إخفاء أحد أهم ركائز الملف الكيميائي ضد نظام الأسد المليء بالتواريخ والمواقع والأرواح؟، من هذه الزاوية قد تكون “اسرائيل” هي المستفيدة الأولى من بقاء بشار الأسد، مع توجيه رسائل متتالية له، بأنك إن أردت البقاء ابتعد عن ايران، وإن لم تكن تمتلك الجرأة، فنحن من سنبعد رجالها عنك، وننهي مخاوفك من مستقبل جنائي يجب كتمه.
Sorry Comments are closed