ياسر محمد – حرية برس
يتمادى نظام بشار الأسد في التغول فكرياً ودينياً وثقافياً، مأخوذاً بنشوة ما يعتقد أنها “انتصارات عسكرية” ستقوده لحكم أبدي في سوريا، ومدفوعاً بزخم إيراني- روسي لتغيير نمط المجتمع السوري دينياً وفكرياً، بعد التغيير الديمغرافي الذي أحدثه برعاية الدولتين المحتلتين.
وتتبنى “وزارة أوقاف” نظام الأسد، التي يقوم على رأسها شيخ مصطنع هو “محمد عبد الستار السيد”، نهجاً يتعمد حرف الدين إلى درجة جعله أشبه بمنهج “التربية القومية”، بالإضافة إلى إطلاق يد إيران في تشييع المجتمع السوري.
ولعل أغرب ما توصل إليه دين نظام الأسد الجديد، هو دعوة وزير أوقافه علناً وبشكل رسمي إلى تفسير القرآن الكريم تفسيراً جديداً يقوم على “المرتكزات الفكرية” لبشار الأسد!.
حيث تناقل ناشطون صورة منشور من موقع وزارة أوقاف النظام بتاريخ 31 تموز الماضي، جاء فيه: “ألقى فضيلة الشيخ الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف مساء الأمس، محاضرة في حشد كبير من السادة العلماء بعنوان: ضوابط وقواعد تفسير القرآن الكريم تفسيراً معاصراً (التفسير الجامع نموذجاً) وفق المرتكزات الفكرية للسيد الرئيس بشار الأسد في الإصلاح الديني. وتأتي هذه المحاضرة ضمن فعاليات الدورة السادسة والعشرين لجائزة الشيخ أحمد كفتارو لحفظ القرآن الكريم وتفسيره”.
وعلق ناشطون سوريون على الخبر بأنه من “المضحك المبكي” أن تصل سوريا إلى هذا الدرك من الانحطاط، فيما قال الكاتب المعارض “ماهر شرف الدين” ساخراً: “يعني بعد نجاح إصلاحه السياسي بدأ إصلاحه الديني؟”.
وفي نفس اليوم، 31 تموز، أعلنت وزارة أوقاف النظام، أن غوطة دمشق أصبحت خالية من كتب “الوهابية والتكفيريين”، موضحة أن قوات الأسد شنت حملات دهم وتفتيش في كافة مساجد الغوطة لإتلاف مؤلفات “ابن تيمية وابن قيم الجوزية وسيد قطب..” وغيرهم ممن سمتهم دعاة “الوهابية”.
وقال نبيل سليمان، مدير مكتب وزير أوقاف النظام، إنه تم العثور في مناطق الغوطة الشرقية منذ أشهر على العديد من المكاتب والمكتبات والمساجد التي تحوي عدداً كبيراً من كتب ابن تيمية، حيث قامت وزارة الأوقاف بمصادرتها وحرقها، خوفاً من تسرب هذه الكتب وما تحمله من فكر تكفيري وظلامي، إلى المناطق الآمنة في دمشق وغيرها، مؤكدا بأنه منذ عام 2012 تمت مصادرة كافة الكتب التكفيرية لابن تيمية وكتب ابن القيم الجوزية، وكتب (سيد) قطب، ومنع تداولها في كافة الأراضي السورية.
في الوقت نفسه، فإن وزارة أوقاف النظام، ومفتيه “أحمد حسون”، يقدمون كافة التسهيلات للجماعات التبشيرية الشيعية التي تنشط في طول سوريا وعرضها، وتفتتح “الحسينيات” ومعاهد التعليم الشرعي في دير الزور والرقة وحلب وحمص ودمشق وريفها ودرعا والسويداء، حيث بدأت ظاهرة التشيع تنتشر في المجتمع السوري، وكذلك تم رصد انتشار مفرزاتها وعلى رأسها “زواج المتعة” الذي نشرت حرية برس تقريراً عنه مع صورة عقد، حظي بمتابعة واهتمام الصحافة العالمية.
عذراً التعليقات مغلقة