قال الكاتب علي أنصاري، أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة سانت أندروز البريطانية، إن الهاجس الذي يقلق النظام الإيراني هو التهديدات الداخلية، المتمثلة بالعديد من الأزمات التي تعيشها إيران، أكثر من تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح أنصاري، في مقال له بصحيفة “الغارديان” البريطانية، أن التهديدات الأخيرة لترامب لم تحظَ بتأييد الكثيرين وجوبهت بانتقادات واسعة، ما عدا تأييد بعض مستشاري ترامب، ومنهم مستشار الأمن القومي، جون بولتون، المعروف بعدائه لإيران، ويمكن القول إن التهديد الأخير لترامب ينم عن كراهية.
الرد الإيراني على تهديدات ترامب جاء من “الحرس الثوري”، وربما يأتي عن طريق المرشد الأعلى والمسؤولين الخارجيين، وخاصة من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما قاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، في رد غير مباشر على تغريدة ترامب، عندما قال على حسابه الشخصي، إن إيران شهدت صعود واختفاء العديد من الإمبراطوريات عبر التاريخ.
ولا يرى أنصاري أن المواجهة الكلامية بين ترامب والإيرانيين ستؤدي إلى توسيع صلاحيات المحافظين في إيران، على اعتبار أن إيران تواجه خطراً خارجياً؛ بل العكس، فإن إيران تواجه سلسلة من الأزمات الداخلية المتفاقمة؛ بسبب مشاكل بنيوية في الاقتصاد الإيراني ونقص بالاستثمارات في قطاع البنية التحتية، وأيضاً أزمة مياه.
هذه المشاكل، بحسب أنصاري، ليست جديدة في إيران، فهي موجودة منذ عقود، ولا يمكن للنظام أن يلقي باللائمة فيها على الشيطان الأكبر “أمريكا”، ولكن يمكن القول إن العقوبات الأمريكية يمكن أن تضيف مزيداً من المِلح على جروح الإيرانيين، غير أن الشعب الإيراني يدرك أن هذه الأزمات تسبب فيها النظام وليس أمريكا.
ويضيف أنصاري: “لقد كان العديد من الإيرانيين متفائلين بوصول ترامب إلى البيت الأبيض، كانوا يرونه شخصية يمكن عقد صفقة ما معها، وهو أمر نابع -على ما يبدو- من قناعة إيرانية قديمة تفيد بأن التعامل مع الجمهوريين أسهل بكثير من الديمقراطيين، الذين يركزون كثيراً على قضايا حقوق الإنسان.
وما شجعهم على هذا الاعتقاد، يقول أنصاري، هو أن المرشحة المنافسة لترامب، هيلاري كلينتون، كانت تمثل للعديد من رؤوس النظام الإيراني تهديداً كبيراً، فهي بدت أكثر إلماماً بكيفية التعامل مع إيران.
ويعتقد أنصاري أن استمرار حالة الحنق بين الشعب الإيراني بسبب غياب الكثير من الخدمات، قد تترجَم إلى حركة احتجاج شارعية كبيرة، خاصةً أن العقوبات الأمريكية أضافت المزيد من المِلح على جراح الإيرانيين.
عذراً التعليقات مغلقة