سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على مأساة آلاف السوريين الذين باتوا محاصرين بين صواريخ نظام الأسد وحقول الألغام على حدود “إسرائيل”.
وقالت الصحيفة إن مرتفعات الجولان التي احتلها الجيش الإسرائيلي عام1967 وأخضعها لسيطرتها، تُعرف على أنها منطقة لقضاء أوقات العطلات، غير أنها ما زالت منطقة مليئة بالألغام.
وعلى الجانب الآخر منها حيث السياج المحصّن، يتجمع آلاف السوريين قرب الحدود قدر المستطاع، “فهم يعتقدون أن النظام لن يجرؤ على الاقتراب”.
لكن الصحيفة تقول: “لا يبدو أن رهان السوريين مؤكد؛ فالجهة الأخرى من الحدود تتأهب لأي خطر، وكثيراً ما تُسمع صفارات الإنذار تدوي بين وقت وآخر؛ تحسباً لدخول جسم طائر من سوريا باتجاه الجولان”.
ولم يجد اللاجئون السوريون من بد سوى الإقامة في خيام على طول الحدود مع “إسرائيل”، في حين اختار العشرات منهم المخاطرة ومحاولة تخطي حقول الألغام، حاملين أعلاماً بيضاء في محاولة للعبور باءت بالفشل.
وتنقل الصحيفة عن أحد عمال الإغاثة وصفه الوضع في تلك المخيمات بأنه “صعب جداً. لا وجود لدورات المياه، لا إمدادات الطبية. الناس تقترب من الحدود وتخاطر بنفسها كلما اقترب القصف منهم”.
ويضيف: “هؤلاء لجؤوا إلى هنا لحماية أنفسهم من عنف النظام. الناس متوترة للغاية، وأغلب الذين نزحوا إلى هنا كانوا من المعارضين للنظام، إنهم يعيشون وضعاً مأساوياً”.
ويشير عامل إغاثة آخر إلى أنه “في اليوم الذي فرّ فيه المدنيون نحو مرتفعات الجولان كان هناك قصف مكثف في المنطقة، وكان هجوماً كبيراً شنته الطائرات الحربية”.
ويقول: “كانت الأعداد في القنيطرة كبيرة جداً، والحالة الإنسانية صعبة للغاية ولا توجد منازل أو خيام للإقامة فيها. محظوظ من وجد خيمة”.
وتعتبر منطقة جنوب غربي سوريا ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنظام الأسد؛ فدرعا هي مهد الثورة السورية التي انطلقت منها عام 2011، وكانت ذات رمزية ودلالة لثورة السوريين ضد النظام.
ودخول قوات الأسد وبدعم روسي إلى هذه المنطقة الاستراتيجية والرمزية لأول مرة منذ سبع سنوات، اعتبره النظام انتصاراً كبيراً، وفق الصحيفة.
Sorry Comments are closed