روسيا تقترح تشكيل مجموعة مشتركة لإعادة إعمار سوريا

فريق التحرير120 يوليو 2018آخر تحديث :
الدمار في حي جوبر جنوبي العاصمة دمشق – عدسة فادي صيرفي – أرشيف حرية برس©

حرية برس:

قال رئيس المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع الروسية ’’ميخائيل ميزينتسيف‘‘، اليوم الجمعة، إن موسكو اقترحت تشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.

وذكر ’’ميزينتسيف‘‘ خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الجمعة 20 يوليو/تموز، أنه ’’اقترحنا تشكيل لجنة مشتركة لتمويل إعادة بناء البنى التحتية في سوريا‘‘.

وأشار ’’ميزينتسيف‘‘ إلى أن ’’الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال قمة الرئيسين الروسي والأمريكي في هلسنكي تساهم بشكل فعال في تحقيق تقدم على هذا الصعيد، وبعد أخذها بعين الاعتبار تم إرسال مقترحات محددة للجانب الأمريكي لتنظيم العمل على إعادة اللاجئين الى أماكن معيشتهم‘‘.

وأضاف رئيس المركز الوطني قائلاً: ’’حزمة المقترحات تنص على وضع خطة مشتركة لإعادة اللاجئين إلى أماكن معيشتهم السابقة، وفي المقام الأول عودة اللاجئين السوريين من لبنان والأردن، وتشكيل مركز روسي – أمريكي – أردني مشترك، على أساس مركز المراقبة بعمان، وتشكيل مجموعات مماثلة على أراضي لبنان‘‘.

ولفت رئيس المركز الوطني الروسي إلى أن المقترحات التي تقدمت بها روسيا في الوقت الحالي تدرس من قبل الجانب الأمريكي.

يأتي ذلك في أعقاب لقاء القمة الأمريكية الروسية التي حصلت في ’’هلسنكي‘‘ قبل أيام بين الرئيسين ’’دونالد ترامب‘‘ و’’فلاديمير بوتين‘‘.

حيث أرجح بوتين أنه ’’إذا تمكنا من مساعدة اللاجئين السوريين فإن موجة اللجوء إلى أوروبا ستتراجع‘‘، مشدداً على أنه يجب إعادة الوضع في الجولان المحتل وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والاحتلال الإسرائيلي لعام 1974.

وألمح بوتين إلى وجود محادثات ’’أوروبية، روسية، أمريكية‘‘ بشأن الملف السوري، قائلاً: “ناقشت مع ماكرون الوضع في سوريا، ووصلنا إلى اتفاق مع الأوربيين لنرتقي بجهودنا لتوفير المساعدات الإنسانية إلى السوريين‘‘، منوهاً إلى أنَّ “هناك أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن، علينا تقديم المساعدة لهم لمنع تدفقهم إلى أوروبا ولتخفيف الضغط عليها”.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن الملف السوري معقد للغاية، مبيّناً أن الولايات المتحدة على وشك دحر تنظيم الدولة الإسلامية ’’داعش‘‘.

وأكد الرئيسين بتعاون البلدين سويةً لحل الأزمة الإنسانية في سوريا، فيما اتفقا على أن كلاً من الولايات المتحدة وروسيا تعمل من أجل أمن الاحتلال الإسرائيلي.

وسبق أن صرّح رأس النظام السوري بشار الأسد، بأن الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سوريا، لأنهم “لا يعطون ويأخذون فقط”، حسب قوله.

وأضاف الأسد خلال مقابلة مع قناة “أن تي في” الروسية تعليقاً على تصريح للسياسيين الغربيين بأنهم ’’لن يعطوا سنتاً لإعادة بناء سوريا طالما الأسد في السلطة”، قال: “بصراحة، هذا هو أفضل بيان للغرب طوال فترة الحرب في سوريا”، حسب وصفه.

وبيّن بقوله: إن “الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سوريا‘‘، زاعماً أنه ’’نحن لن نسمح لهم بذلك، ولدى سوريا ما يكفي من القوة لإعادة إعمار البلاد‘‘.

وكانت قد أعلنت المستشارة الألمانية ’’أنجيلا ميركل‘‘، في وقت سابق، أن بلادها لن تشارك في عملية إعادة الإعمار في سوريا والعراق، ما لم يتحقق حل سياسي للأزمات السياسية والأمنية في البلدين، وعودة الاستقرار إليهما.

وعقب سيطرة نظام الأسد مؤخراً على معظم المناطق المحررة التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر، والتي أدت إلى تهجير أهلها الرافضين للتسوية، تحاول روسيا أن تلعب دوراً بارزاً في إعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، رغم قتلها وتشريد عشرات الآلاف من المدنيين خلال مساعدتها للنظام.

وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الأربعاء، عن تأسيس مركزاً لاستقبال وإيواء وتوزيع اللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، ’’في إطار الجهود الدولية لتقديم المساعدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة قامت روسيا بالاتفاق مع رأس النظام السوري بشار الأسد بإنشاء مركز استقبال وإيواء اللاجئين‘‘.

وأضاف البيان الوزارة، ’’لتنسيق عمل المركز وتنفيذ الفعاليات المخططة، تأسس في موسكو وبدأ عمله مقر وزاري مشترك لوزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الروسية على قاعدة المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الاتحادية‘‘.

وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء نظام الأسد وتقدم له منذ اندلاع النزاع في العام 2011 دعماً سياسياً ودبلوماسياً في مجلس الأمن، كما توفر الغطاء الجوي لعملياته منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر 2015.

وبدأت الطائرات الروسية بتوجيه ضربات جوية على الأراضي المحررة الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الحر في سوريا، بتاريخ 30 سبتمبر 2015، وهذا بعد أن طلب رأس النظام بشار الأسد دعماً عسكرياً من موسكو من أجل كبح الثورة السورية.

وتسبب التدخل العسكري الروسي لدعم الأسد باستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين وتهجير أعداد كبيرة منهم، فضلاً عن تدمير معظم البنى التحتية للمناطق التي خاضت روسيا مع قوات الأسد هجوماً ضدها.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل