تواطؤ دولي – روسي: إعادة اللاجئين إلى حظيرة “الأسد”

فريق التحرير19 يوليو 2018Last Update :
اشتباكات مع الشرطة في مركز احتجاز مهاجرين ولاجئين في اليونان 12 أغسطس 2017 – متداول

ياسر محمد – حرية برس

زادت مؤخراً نسبة التذمر من اللاجئين في المجتمعات المضيفة، ما أدى إلى صعود نجم أحزاب اليمين المتطرف والحركات المعادية للهجرة واللاجئين في أوروبا وأميركا وكندا، وقبلها في الدول العربية التي تضم ملايين اللاجئين السوريين.

الحكومات الأوربية، وتحت ضغط اليمين ومناهضي الهجرة، عقّدت ظروف اللجوء ولم الشمل، إلى حد أن سيجت دول أوربية حدودها لمنع تدفق أو حتى عبور اللاجئين، إلا أن ذلك لم يشفع للاجئين الذين حظوا بفرصة النجاة والوصول إلى بر الأمان، فالعنصرية وصعود اليمين يهدد مستقبلهم، كما حدث في إيطاليا، وحتى في ألمانيا أكثر الدول الأوربية استقبالاً للاجئين السوريين، وأخيراً في الدنمارك، التي هاجت صحافتها وسياسيوها ضد اللاجئين السوريين مؤخراً، بسبب تسريب أنباء عن قيام بعضهم بزيارة سوريا، وهو ما يتناقض مع قوانين اللجوء التي تحظر على اللاجئ زيارة بلده الذي يزعم أنه فرّ منه خوفاً على حياته.

أما في لبنان والأردن، فالدعوات لا تكاد تهدأ مطالبة بترحيل نحو 3 مليون لاجئ سوري يقيمون في البلدين المنهكين اقتصادياً وسياسياً، بينما تبدو الأوضاع أفضل بكثير في تركيا التي تحتضن قرابة 4 ملايين سوري.

روسيا، وبعد أن دمرت البنية التحتية وأحرقت مدن سوريا وبلداتها، وقتلت عشرات الآلاف من السوريين، وأعادت معظم (سوريا المفيدة) إلى سلطتها عملياً وإلى سلطة نظام الأسد نظرياً، تفرغت بعد احتلال الجنوب، لملف اللاجئين، وذلك لاستدرار معونات أوربية مأمولة بمليارات الدولارات لإعادة إعمار (سوريا الأسد)، أما المقابل الذي تعد به روسيا فهو إعادة اللاجئين وتخليص تلك الدول من كارثة محدقة تهدد أمنها وأمن الفضاء الأوروبي برمته، وفق ساسة وصحفيين أوربيين.

وفي هذا الصدد، دعت موسكو أمس المجتمع الدولي إلى “رفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على نظام الأسد، باعتبار أنها تضر بالشعب السوري وتعيق عملية إعادة إعمار سورية اقتصادياً واجتماعياً”، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن السلطات الروسية أقامت مركزاً في سورية لمساعدة اللاجئين على العودة من الخارج. وأوضحت في بيان أن المركز “سيشرف على عودة كل الأشخاص الذين نزحوا مؤقتاً، وكذلك اللاجئين السوريين، من الدول الأجنبية إلى أماكن إقامتهم الدائمة”. وأضافت: “لتنسيق عمل المركز وتنفيذ الفعاليات المخططة، تأسس في موسكو وبدأ عمله في مقر وزاري مشترك للدفاع والخارجية على قاعدة المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا”.

وجاءت الخطوة الروسية مباشرة بعد قمة هلسكني بين الرئيسين ترامب وبوتين، والتي أشار فيها الأخير إلى خطوة روسية لتطويق أزمة اللاجئين السوريين، فيما يعتبره تفضلاً روسياً على أمريكا وأوروبا اللتين تئنان تحت ضغط أزمة الهجرة.

وسيكون ملف اللاجئين حاضراً بقوة في اجتماع زعماء ضامني مسار “أستانة” (تركيا وروسيا وإيران) يومي 30 و31 من تموز الجاري، وفق ما ذكرت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حيث اعتبرت أن المساعدة في إعادة ملايين اللاجئين السوريين “يمكن أن تفتح صفحة جديدة في العمل على إيجاد تسوية سريعة ووطيدة للأزمة على أساس جماعي”. ولفتت إلى “اهتمام خاص بقضية اللاجئين أثناء إعداد الجولة العاشرة للمحادثات بصيغة آستانة المقرر عقدها في سوتشي في 30 و31 الشهر الجاري، ووجهنا الدعوة إلى مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي للمشاركة فيها”.

وتأتي الخطوات الروسية متناسقة مع رغبات الغرب غير المعلنة، لتؤدي إلى نتيجة واحدة مفادها: أن كل طرق السوريين تؤدي إلى حظيرة “الأسد” المسماة بـ”حضن الوطن”!..

لكن القوانين في كثير من البلدان الأوربية ستضر بمساعي بوتين، وفق ما أكده قانونيون ومختصون في مجال حقوق الإنسان، إذ إنّ حقوق اللاجئ مكفولة ومحمية بموجب القانون، ولا تستطيع أي سلطة الانتقاص منها إلا بموجبات قانونية.

Comments

Sorry Comments are closed

    عاجل