روسيا تؤسس مركزاً لاستقبال السوريين كلاجئين في بلدهم!

فريق التحرير118 يوليو 2018آخر تحديث :
مخيم الإصلاحية للاجئين السوريين في تركيا – عدسة: محمد الحامد – حرية برس

حرية برس:

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، عن تأسيس مركزاً لاستقبال وإيواء وتوزيع اللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع الروسية، ’’في إطار الجهود الدولية لتقديم المساعدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة قامت روسيا بالاتفاق مع رأس النظام السوري بشار الأسد بإنشاء مركز استقبال وإيواء اللاجئين‘‘.

وأضاف البيان الوزارة، ’’لتنسيق عمل المركز وتنفيذ الفعاليات المخططة، تأسس في موسكو وبدأ عمله مقر وزاري مشترك لوزارة الدفاع الروسية ووزارة الخارجية الروسية على قاعدة المركز الوطني لإدارة الدفاع في روسيا الاتحادية‘‘.

وكانت وزارة الخارجية في حكومة نظام الأسد، قد دعت السوريين الذين غادروا الأراضي السورية نتيجة الحرب والاعتداءات الإرهابية، حسب مزاعمها، العودة إلى وطنهم الأم بعد سيطرة قوات الأسد على مناطق واسعة في الآونة الأخيرة.

وكان قد طالب عدة بطاركة من الشرق الأوسط من إيطاليا، في وقت سابق، بعودة اللاجئين السوريين إلى الأراضي السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد وحلفائه.

واعتبر حينها بطريرك الموارنة بشارة الراعي أنه على الدول الغربية تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، وأن ذلك حق للمواطنين يجب تمييزه عن الشق السياسي، حسب قوله.

وأشار الراعي في حديثه لوكالة فرانس برس، إلى أنه على الحكومات تقديم مساعدة مالية للأشخاص الذين طردوا من أراضيهم ليتمكنوا من ترميم منازلهم، بدلاً من تكرار الكلام بأنه ليس هناك سلام، في الوقت الذي باتت فيه عمليات القصف محددة جداً، في إشارة منه إلى تقدم قوات نظام الأسد بالأراضي السورية في الآونة الأخيرة.

وذكر الراعي بقوله، أن لبنان بات ضحية تضامنه وقيامه بفتح أبوابه أمام 1,750 مليون لاجئ سوري في حين أن عدد سكانه يبلغ 4 ملايين نسمة.

وشارك الراعي في موقفه رئيس اساقفة حلب للروم الكاثوليك جان كليمان جانبار الذي زعم قائلاً: إن ’’النظام شيء، والأرض شيء آخر‘‘.

وكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة اللاجئين السوريين من قبل دول عربية وغربية، عقب سيطرة نظام الأسد على عدة مناطق في سوريا بينها: الغوطة الشرقية وجنوب دمشق ومناطق القلمون وريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، منذ مطلع عام 2018، برعاية اتفاقيات روسية مع فصائل المعارضة أفضت بتهجيرهم إلى الشمال السوري.

وتطالب الدول بإعادة اللاجئين السوريين بمساعدة دولية، من بينها لبنان والأردن، بعد رؤيتها لبسط النظام سيطرته على تلك المناطق، معتبرةً أنها آمنة لعودتهم إلى الأراضي السورية، فيما تشكو تلك الدول دائماً من مشاكل في الوضع الاقتصادي محملةً السوريين نتائج لجوئهم إلى بلادهم.

فيما تتردد خطابات تفيد بأن الأراضي السورية أصبحت آمنة لأجل عودة اللاجئين في أعقاب تقدم نظام الأسد، حيث جاء في تقرير لستة منظمات إنسانية بهذا الخصوص، تحذير من المجلس النرويجي للاجئين، ومنظمات إنسانية مثل “أنقذوا الأطفال” والمجلس الدنماركي للاجئين، مفاده أن الوضع في سوريا ليس آمنا قط، وأن التشديد على عودة اللاجئين بترحيلهم من لبنان والأردن خاصة نحو سوريا، يقوض أمنهم وكرامتهم.

وتقول تلك المنظمات إن الحكومات الأوروبية والحكومة الأمريكية تضع حياة هؤلاء الناس في خطر، عندما تغلق أمامهم حدودها وترفض استقبالهم، لتجبرهم على العودة نحو الأراضي السورية، وجاء في التقرير أيضاً أن الولايات المتحدة والدول الأكثر ثراء في أوروبا لم تظهر تضامنها الكافي مع المنطقة، حيث استمر نظام الأسد بإجرامه ضد الشعب السوري المعارض له حيثما تواجد، في مناطقه أو المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.

كما أن الاعتقاد السائد بأن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم إذا حدثت، ستكون محدودة للغاية، وذلك لأن اللاجئ قد تكيف مع ظروفه الجديدة مهما كانت صعبة، وأصبح من الصعوبة أن يتخلى عن الانجازات التي حققها ليعود إلى مستقبل ومصير مجهول، فضلاً عن وجود نظام الأسد وقواته التي تهدد حياته.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل