درعا – حرية برس:
أصدرت غرف العمليات المركزية في الجنوب اليوم الجمعة، بياناً توضح فيه الأحداث الأخير على صعيد المنطقة التي شهدت حملة عسكرية شرسة شنتها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية مدعومة بغطاء جوي من طائرات العدوان الروسي، انتهت اليوم باتفاق مبدئي بين الفصائل ووفد التفاوض الروسي بعد عدة جولات وجلسات.
وجاء في البيان أن غرف عمليات “توحيد الصفوف، رص الصفوف، البنيان المرصوص، صد الغزاة” العاملة في درعا، قد بذلت جهدها حقناً للدماء وطلباً للحرية والكرامة.
وأضاف البيان “بعد ما يسمى بالمفاوضات، وعلى وقع لغة القتل وسفك الدماء، أمكن غرف العمليات الأربع الاتفاق على رؤية للحل في الجنوب السوري ضمن نطاق عملها، تقي البلاد القتل والتشريد بعد أن دمرت البيوت فوق رؤوس ساكنيها وعجن رغيف الخبز بالدماء الطاهرة، قدم فيها الثوار من دمائهم وأرواح أبنائهم ما عجز العالم كله عن رؤيته وسماعه بل وحتى القلق لأجله، شعوباً وحكومات”.
وعن بنود اتفاق الجنوب الذي تم اليوم، قال البيان “أمام ذلك كان لا بدّ من الاتفاق لوقف نزيف الجنوب المتدفق كرامة وحرية شموخاً وعزاً، بعد تعهد الجانب الروسي بضمان الاتفاق، مطالباً بالبدء بتسليم السلاح الثقيل والمتوسط بصورة تدريجية، على أن تعود قوات الأسد ومليشياته إلى مناطق ما قبل الهجمة على الجنوب، مع التأكيد الجازم بعدم دخول قوات الأسد والأمن والميلشيات الطائفية متعددة الجنسيات إلى القرى والبلدات، والبدء بعودة الأهالي المهجرين والمشردين إلى قراهم وبلداتهم، والإسراع بعودة المؤسسات المدنية للعمل، وفتح الطرق أمام الحركة الاقتصادية والتنقلات المدنية، مع الوعد بتطبيق اتفاق أستانا بما يتعلق بملف المعتقلين والمخطوفين والمسارعة لإطلاق سراحهم، ثم تسوية أوضاع المنشقين بما يضمن سلامة وعدم ملاحقة أي منهم مهما كانت صفته، مع فتح طريق الخروج لمن يرغب بالهجرة إلى إدلب.
واختتم البيان بأن الاتفاق كان الحل الوحيد والخيار الأفضل قائلاً “إن قوى الثورة إذ تعتبر هذه الخطوات بمثابة خارطة طريق وتسوية للوضع الراهن لحين إيجاد حل شامل على مستوى سوريا، فإنها تطالب برعاية أممية لتثبيت هذا الاتفاق ومتابعة تنفيذ بنوده بما يضمن سلامة أهلنا وصون حقوقهم في عالم يحق فيه لمن يمتلك السلاح القاتل أن يستخدمه لفرض ما يريد، ذاك عالم أديانه وأخلاقه ومعارفه وعلومه كلها عبث”.
وكانت قوات الأسد قد تمكنت من التقدم على عدة محاور في الريف الشرقي والغربي من مدينة درعا، إضافة إلى عملية عسكرية على الحدود السورية الأردنية بعرض ثلاثة كيلومترات باتجاه معبر نصيب الحدودي.
وتشهد محافظة درعا هجوماً وحشياً تشنه قوات الأسد بدعم روسي إيراني منذ نحو ثلاثة أسابيع، وتسبب الهجوم باستشهاد أكثر من 200 مدني وجرح العشرات، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 300 ألف نسمة بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتتفاقم أوضاع النازحين يوماً بعد يوم مع استمرار الجانب الأردني إغلاق حدوده، في ظل غياب كلي للمنظمات الإنسانية والدولية مع بعض المساعدات الخجولة الذي يجمعها الأهالي في الأردن وإرسالها عبر معابر محددة.
Sorry Comments are closed