حنين السيد – حرية برس:
ذاك البهاء المعتق بالحسن الكتدرائي الحضور، والوجيب المسافر في لفائف العطر الملائكي، وتيك الأرجوانة التي تسرّح ضفائر التوليب، وهذا الأقحوان الذي يغازل عيون المانوليا، وعندما أراد الكون أن يكون له رسولا عرفنا الياسمين.
قيمته المعنوية العالية في نفوس السوريين حولته إلى رمز من رموز وطنهم عبر العصور، غير أن الأساطير قالت إن التاريخ تزوج شجيرة ياسمين فأنجب منها دمشق أميرة سوريا، حتى صارت هذه الزهور علامة تميز الهوية السورية .
وكم من سوري خارج حدود الوطن أحن للوطن فأوصى على حفنة تراب وعرق ياسمين، لتكون هذه الزهور الأمل الذي لا يموت والحب المقرون بحب الوطن، فمن الشجيرات المنتشرة على أرصفة الشوارع يجمع العشاق باقات الياسمين و يتبادلونها كهدايا رمزية خاصة تزيد من الرومانسية على جلسات هؤلاء المحبين.
كثير من المارة يبادرون الى قطف زهر الياسمين و أخذها معهم الى بيوتهم وأماكن عملهم ويضعونها في أكواب الماء لتظل عطور تلك الزهرة صديقة يومهم وغذاء أرواحهم الممزوجة بعطر الياسمين ولونه الطاهر.
للياسمين حقوق في منازل السوريين، وله حكايات كثيرة في أزقتها وشوارعها، فلا يكاد يخلو شارع من حضوره، حتى صار جزء من الكل والكل جزء منه، ينشر العطور وينثر الورود في دروب المارة، معطاء بلا حدود، مساحة الحب لديه بلا قيود، بياضه الملائكي جعله ملك الزهور.
عذراً التعليقات مغلقة