ياسر محمد – حرية برس
يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سائراً على خطى سلفة أوباما فيما يخص التعاطي مع القضية السورية، وذلك بعد تخليه عن الخط الأحمر في الجنوب السوري، وإبرام صفقة مع روسيا وفق مصادر صحفية غربية.
فبعد تحذير إدارة الرئيس الأمريكي نظام الأسد وحلفاءه من ارتكاب أي حماقة في الجنوب السوري، والتهديد برد حازم، اكتفى ترامب بالتعبير عن قلقه إزاء الحملة العسكرية التي يشنها نظام الأسد على مناطق “خفض التصعيد” في الجنوب.
ونقل البيت الأبيض في بيان صحفي عن الرئيس ترامب قوله بعد محادثات أجراها مع الملك الأردني عبد الله الثاني، الاثنين: “شدّد الرئيس ترامب على أن هدفه يكمن في التصدي لتأثير إيران الخبيث في سوريا وعبر الشرق الأوسط بأسره، كما أعرب عن قلقه حيال الهجمات التي تشنها قوات موالية للنظام في جنوب غربي سوريا”.
وفي تراجع آخر، قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أول أمس الثلاثاء “إن الوضع في سوريا هو الأكثر تعقيداً ويشكل تحدياً أمنياً كبيراً في هذه المرحلة”.
وتأتي تصريحات ترامب ووزير دفاعه فيما تشن قوات الأسد وسلاح الجو الروسي حملة إبادة على مناطق درعا والجنوب، ارتكبت خلالها مجازر بحق المدنيين، وتمكنت من إحراز بعض التقدم، فيما يبدو أن وجهتها هي معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
تلفزيون سوريا نقل عن صحيفة “نيزافيسمايا غازيتا” الروسية قولها إن واشنطن دعمت هجوم قوات الأسد والقوات الروسية على الجنوب، وذلك في إطار صفقة تنازلات متبادلة بين الطرفين، قبيل لقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والروسي.
واعتبرت الصحيفة الروسية أن سحب روسيا مؤخراً 11 طائرة حربية ومروحية مع طواقمها من قاعدة “حميميم” إلى قواعدها في روسيا، يأتي ضمن صفقة التنازلات المتبادلة.
سياسيون وناشطون سوريون حملوا على الولايات المتحدة ورئيسها واعتبروه المسؤول الأول عما يجري في الجنوب، كما اعتبروا أمريكا العدو الأول للثورة السورية، وفي هذا الصدد كتب الصحفي السوري محمد منصور: “ما يجري في درعا هو ضوء أخضر أمريكي بنسبة 100% والمجرم بوتين أجبن من أن يخرق منطقة خفض التصعيد في الجنوب بلا هذه الموافقة الأمريكيةْ؛ أما الأسد فلا حساب له في سلم الموافقات هذه.. لأن الأمريكان يعطونها لأسياده… كي لا يلوثوا ألسنتهم بمخاطبة نظامه مباشرة”، وأردف منصور في منشور آخر: “أمريكا هي العدو الأول للثورة السورية بلا منازع”.
أما الصحفي ياسر أبو هلالة، فقال إن ترامب باع الأردن لإسرائيل أيضاً في قضية الجنوب السوري، إضافة إلى ترك درعا لإيران والميليشيات، فكتب: “أتمنى ألا يحتل نظام بشار والمليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية درعا مجدداً، لكن واقعياً أميركا باعت الأردن لصالح إسرائيل وإيران وروسيا وسيجد نفسه مضطراً للتعامل مع خطر المليشيات الإيرانية وتدفق اللاجئين”.
وفي ظل عدم تغير المعادلات الدولية أو الإقليمية، يبقى الحسم معلقاً ببنادق ثوار درعا الذين تمكنوا من إسقاط طائرتين للنظام في يومين وتكبيده خسائر موجعة، في ظل إصرارهم على مواصلة القتال والدفاع عن ثورتهم والأرض التي منها انطلقت صرخة الحرية الأولى.
عذراً التعليقات مغلقة