أحمد زكريا – حرية برس
يشتكي النازحون القاطنون في مخيمات ريفي القنيطرة الشمالي والغربي، من تسلل “الأفاعي والعقارب والحشرات” إلى خيامهم بشكل ملحوظ، وسط غياب الجهات والمنظمات الداعمة عن تقديم الحلول اللازمة للحد من انتشارها، الأمر الذي بات يشكل خطراً حقيقياً على حياة هؤلاء النازحين وخاصةً الأطفال.
ويقطن النازحون الفارون من آلة القتل الأسدية، داخل أسوار مخيمات تفتقر لأدنى وأبسط مقومات الحياة الأساسية والخدمية والصحية، يضاف إلى ذلك انتشار الأمراض وغياب الرعاية الصحية.
وتأوي تلك المخيمات والبالغ عددها 12 مخيماً، نحو 2000 عائلة نازحة من مناطق ” درعا، ومثلث الموت، وريف دمشق الغربي”، ومن قرى “مسحرة، وأم باطنة، والحميدية، والصمدانية الغربية” بريف القنيطرة.
أساليب بدائية لطرد الأفاعي والعقارب
ويعود انتشار الزواحف والحشرات في مخيمات النازحين بريف القنيطرة، إلى عدة أسباب من أبرزها طبيعة الأرض التي أقيمت عليها كل تلك المخيمات كونها وعرة وقاحلة، يضاف إلى ذلك طبيعة المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
يقول “أبو أحمد” مدير مخيم “الخراب” لحرية برس: في الآونة الأخيرة لاحظنا انتشار الأفاعي والعقارب بكثرة بين المخيمات، ونظراً لغياب أي جهة داعمة لقاطني المخيمات بمادة “القطران” والمبيدات الحشرية، يتم اللجوء إلى أساليب بدائية وبسيطة كحرق المواد البلاستيكية لطردها من المكان الذي تشاهد فيه.
وأضاف: إن أسعار الأدوية وخاصة “الأمصال” إضافة للمبيدات اللازمة لطردها مرتفعة ولا قدرة للنازحين على شرائها، في حين يقتصر الأمر من قبل المنظمات الإنسانية على الوعود فقط رغم المناشدات لتأمينها.
وأشار، إلى أن المخيم سجل عدة حالات إصابة بلدغات العقارب بين الأطفال، إلا أنها كانت بسيطة ولم تصل لدرجة الخطورة.
“مكبّات قمامة” بين الخيام
وتتفاقم معاناة القاطنين في مخيمات النزوح بريف القنيطرة مع ازدياد تلك الظاهرة في مخيماتهم، خاصة مع تردي واقع النظافة والذي كان له الدور الأكبر في ظهور تلك الحشرات والزواحف.
يقول “أبو أكرم” مدير مخيم “العودة” لحرية برس: إن المخيمات تقع في أرض عشبية شوكية مهجورة، يضاف إلى ذلك وجود مكبات للقمامة بالقرب من المخيمات، الأمر الذي ساعد على انتشار الحشرات.
وأشار، إلى أنهم كمدراء مخيمات طالبوا المنظمات بتوفير مادة “القطران” الطاردة للأفاعي والحشرات لكافة المخيمات، إلا أن المنظمات أظهرت عجزها عن تأمين مبلغ 6000 دولار واللازم لمشروع تأمين المواد الطاردة لتلك الأنواع من الأفاعي والعقارب والحشرات، محذراً أنه وفي حال عدم تأمين “الأمصال” والأدوية اللازمة لطردها ستبقى تلك الظاهرة على ماهي عليه.
وضرب “أبو أكرم” بعض الأمثلة عن حالات تعرضت للإصابة بلدغات الأفاعي والعقارب وقال: أصيب طفل جراء لدغة من إحدى تلك الحشرات وتم نقله إلى إحدى النقاط الطبية وتم تقديم العلاج اللازم له كون اصابته لم تكن خطرة، إلا أن اللافت في الأمر أن تلك النقطة الطبية لم يتوفر فيها “المصل” اللازم.
وأضاف: هناك طفل تعرض للدغة أفعى وعلى الرغم من نقله للعاصمة دمشق لتلقي العلاج إلا أن وضعه الصحي لا يزال سيئاً، كما أن هناك حالتان بحاجة لنقلهما من ريف القنيطرة إلى ريف درعا الشرقي لتلقي العلاج بسبب عدم توافر “المصل” اللازم
ولفت الانتباه، إلى أن “الأمصال” العلاجية تدخل حصراً من مناطق سيطرة النظام والذي بدوره يمنع إدخالها لتلك المناطق الخارجة عن سيطرته، في حين أن المنظمات الاغاثية لا تدخل هذه الأنواع من العلاجات، من دون توضيح الأسباب.
حشرات لم نرها من قبل
ولم يكن مخيم “بريقه” والواقع على حدود الجولان، بأفضل حال من باقي مخيمات النزوح بريف القنيطرة، والذي تكثر فيه الأفاعي والعقارب والحشرات.
ويقول “عمار العز أبو إبراهيم” مدير المخيم لحرية برس: إن المخيم مشاد على بقعة جغرافية لا تصلح للسكن منذ قديم الزمان، فيما اضطر النازحون للسكن فيها هرباً من الحرب القائمة، وهذا المخيم تتواجد فيه أصناف غريبة وعجيبة من الحشرات لم نرى مثلها من قبل، تنتشر بين الأشجار وتتسلل للمخيمات.
وتابع: لم نترك وسيلة للتعامل مع تلك الحشرات إلا ولجأنا إليها للحد من مخاطرها، كونها ذات أضرار ومخاطر قوية في حال التعرض لإصابتها، نظراً للمادة “السّمية” التي تحملها الأفاعي والعقارب.
وأشار، إلى تعرض أحد النازحين للدغة أفعى ما أدى لإصابته بتورم في الفخذ ومن ثم انفجر هذا الورم واضطر للمبيت في المشفى مدة شهر بسبب خطورة اصابته.
وحمّل “أبو إبراهيم” المسؤولية للمنظمات الإنسانية والإغاثية، جراء تقصيرها في تأمين المبيدات الحشرية اللازمة للحدّ من تلك الظاهرة التي تهدد حياة الأهالي والأطفال.
قاطنو مخيم “الرحمة” تحت رحمة الخوف والقلق
وتعاني نحو 186 عائلة قاطنة في مخيم “الرحمة صيدا الجولان” بريف القنيطرة، من انتشار كثيف للأفاعي والحشرات الضارة، ومما زاد الوضع سوءاً غياب الإسعافات اللازمة لعلاج المصابين.
يقول مدير المخيم ” خالد سلامة أبو عمر” لحرية برس: هذا الشهر سجلنا عدة إصابات بين النازحين من بينهم شاب تعرض للدغة أفعى و8 آخرون تعرضوا للدغات عقارب، بالإضافة للعديد من الحالات الأخرى التي أصيبت بحالات تحسس بسبب انتشار الحشرات الضارة بكثرة في المخيم.
وأضاف: ناشدنا المنظمات وطالبناها بالتحرك لتقديم ما يلزم للحد من انتشار تلك الحشرات لكن لا حياة لمن تنادي، مشيراً إلى أن العائلات تعيش بحالة قلق وخوف على أولادهم، جراء الأفاعي والعقارب والحشرات المنتشرة في المخيم.
حشرات وجور فنية في مخيمات “الكرامة، وأهل الشام”
ووصف مدير مخيم “الكرامة” الواقع في بلدة “الرفيد” بريف القنيطرة الأوضاع بالمأساوية، مناشداً المؤسسات الاغاثية بضرورة التحرك ومساعدة قاطني المخيم الذين اضطروا للنزوح من جميع مناطق درعا ودمشق وأريافها.
وقال “أبو محمد الرفيدي” لحرية برس: إن ما يقارب 250 عائلة في مخيم “الكرامة” تشتكي من انتشار الأفاعي والعقارب، يضاف إلى ذلك انتشار آفات أخرى وأبرزها “الحفر الفنية” المكشوفة التي باتت تسبب الأمراض بين الأطفال، مبيناً أنه وحتى يومنا هذا لم تتم إغاثة المخيم بأي مواد طاردة لتلك الحشرات، ما يزيد من حجم المعاناة.
بدوره، اشتكى “أبو حسام” مدير مخيم “أهل الشام” من غياب العلاج والمواد الطبية اللازمة لطرد الأفاعي والعقارب، محذرًا من المخاطر والأضرار التي تهدد الأطفال خاصة في فصل الصيف كونها تنتشر بكثرة، مشيرًا إلى تعرض كثير من الأطفال للإصابة بسبب تلك الحشرات، نافيًا في الوقت ذاته تسجيل أي حالات وفيات بين النازحين بسبب لدغات ولسعات العقارب والأفاعي.
عذراً التعليقات مغلقة