وليد أبو همام – حرية برس:
تعرض أهالي قرى ريف حماة الشرقي لعدة موجات من النزوح والتهجير كان آخرها مطلع العام الجاري حيث أدت حملة قوات الأسد العسكرية الأخيرة على ريف حماة الشرقي والتي بدأت مطلع تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، إلى نزوح قرابة الـ 300 ألف نسمة إلى وجهات عدة في الشمال السوري، في ظل فصل الشتاء الذي جعل معاناتهم تتضاعف في ظل تراجع دور المنظمات الإنسانية والإغاثية وغياب المساعدات.
كان النزوح على مرحلتين وكانت الأولى في نزوح أهالي ناحية “عقيربات” بالكامل بعد سيطرة قوات الأسد عليها وطرد تنظيم الدولة الإسلامية مما أجبر الأهالي على النزوح نحو المناطق المحررة شمالاً، واختار قسم منهم البقاء على مقربة من أرضهم ليستقر بهم الحال في “ناحية السعن، والصبورة، والحمرا” بعد اجتياز طريق “إثريا – خناصر” أو “طريق الموت” كما يفضل أن يسميه من عبره ونجا من موته المحتم، والذي كانت تسيطر عليه قوات الأسد والذي يعد من أخطر الطرق حيث لاقى عشرات المدنيين حتفهم أثناء عبورهم له، ليلاً وسيراً على الأقدام، تاركين خلفهم كل ممتلكاتهم وأمتعتهم وسياراتهم وأحلامهم.
فيما اختار بقية الأهالي الاتجاه نحو مناطق تعتبر أكثر أماناً في الرقة قبل سقوطها بيد المليشيات الكردية وريف حلب وريف ادلب حيث دامت رحلتهم لعدة أشهر بسبب خطورة الطرقات وإغلاقها في أغلب الاحيان أمامهم في رحلة البحث عن الحياة لأكثر من 50 ألف نازح من عقيربات وضواحيها، حيث استقر بهم الحال في ريف ادلب وريف حلب.
وعندما بدأت قوات الأسد ومليشياته مدعومة بطائرات العدوان الروسي الحملة العسكرية الشرسة على ريف حماة الشرقي من “الحمرا، والسعن، والصبورة وبقية القرى والبلدات في المنطقة الممتدة من شرقي حماه وإدلب وجنوبي حلب، والتي استمرت لأكثر من 3 أشهر من القصف المتواصل بغارات جوية شنتها طائرات العدوان الروسي وقصف مدفعي وصاروخي والتي خلفت عشرات الشهداء ومئات المصابين وتدمير قرى بأكملها، حيث استطاعت قوات الأسد ومليشياته التقدم والسيطرة على مساحات كبيرة من المنطقة، مما أجبر أكثر من 150 ألفاً من الأهالي على النزوح باتجاه ريف ادلب وإلى المخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا.
أكثر من 250 ألفاً من مهجري ريف حماة الشرقي فرّوا من ويلات حرب شنها نظام الأسد مدعوماً بمئات الغارات الجوية الروسية، فاصطدموا بواقع مأساوي للغاية في المناطق التي نزحوا إليها حيث تنعدم كل مقومات الحياة مع افتقارهم لكل مقومات العيش الكريم، فلا الخيام قادرة على حجب الحر أو البرد ولا المياه كافية للشرب.
وتأتي الإحتياجات الصحية في أولويات متطلبات المهجرين الذين لم يجدوا من يرأف لحالهم فمعظم المخيمات لا تمتلك نقطة طبية صغيرة تعينهم على الأمراض ويضطرون للذهاب إلى القرى أو المدن المجاورة لتلقي العلاج.
ومع تزايد حملات التهجير المنظمة التي ترعاها روسيا ويقوم عليها نظام الأسد ومليشياته التي بدأت ببلدات الغوطة الغربية والغوطة الشرقية وأخيراً مدن وبلدات شمالي حمص أضحت الاحتياجات في المنطقة المحررة شمال سوريا تفوق امكانيات المنظمات والمؤسسات والهيئات العاملة التي انهكتها استجابات حملات التهجير.
Sorry Comments are closed