حرية برس:
شددت المستشارة الألمانية ’’أنجيلا ميركل‘‘، اليوم الجمعة، على أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
يأتي ذلك على خلفية التوتر بين وزارة الخارجية اللبنانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين إزاء هذا الملف.
وقالت ’’ميركل‘‘ في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة المكلف ’’سعد الحريري‘‘ في السراي الحكومي في بيروت، “أكدتُ مع المسؤولين أن عودة اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتم الا عبر اتفاق ومحادثات مع منظمات الأمم المتحدة”.
وأوضحت ’’ميركل‘‘ أنه “نريد المساهمة بالتوصل الى حل سياسي في سوريا يمكّننا من عودة اللاجئين الى سوريا، ونتعاون مع مفوضية اللاجئين”، مشيرةً الى أن ذلك “لا بد أن يحدث عندما تتوفر الظروف الامنة لهم”.
من جانبه، اعتبر ’’سعد الحريري‘‘، أن “زيارة ميركل إلى لبنان في هذا الوقت الدقيق هي دليل على الأهمية التي توليها ألمانيا لاستقرار لبنان السياسي والاقتصادي، والزيارة مناسبة لتوطيد العلاقات التاريخية الممتازة بين بلدينا”.
وأضاف ’’الحريري‘‘ قائلاً: “أعدت التأكيد لميركل على التزام الحكومة اللبنانية بكل الإصلاحات التي وردت في مؤتمر “سيدر”، وعلى أهمية وضع آلية متابعة مع المجتمع الدولي، وأعربت لها عن أملي في أن تكون ألمانيا عضوا في لجنة المتابعة”.
وأكد ’’الحريري‘‘ خلال المؤتمر الصحافي مع ’’ميركل‘‘، أن “الحل الدائم الوحيد للنازحين السوريين هو في عودتهم إلى سوريا بشكل آمن وكريم”، مضيفاً “متمسكون بموقفنا بعودة النازحين بأسرع وقت ممكن، وأن النزوح أكبر بكثير من طاقة لبنان على التحمل”.
وكان قد أبلغ وزير الخارجية اللبناني ’’جبران باسيل‘‘ الشهر الحالي، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإيقاف طلبات الإقامة المقدمة لصالح موظفيها، متهماً إياها بـ”عدم تشجيع النازحين السوريين على العودة لا بل تخويفهم” من ذلك.
وبرز التوتر بين الخارجية والمفوضية في نيسان/أبريل الماضي، حين أعلنت المفوضية عدم مشاركتها في عملية غادر بموجبها 500 لاجئ جنوب لبنان إلى سوريا بموجب اتفاق بين الامن العام اللبناني وحكومة نظام الأسد.
ونفت المفوضية الاتهامات التي وجهها ’’باسيل‘‘ إليها مطالبةً الخارجية بالعودة عن قرارها “دون اي تأخير”، ومؤكدة أنها لا ترى الظروف في سوريا “مؤاتية لعودة برعاية اممية”.
وسبق أن حذّرت منظمات دولية بينها المجلس النروجي للاجئين و”سايف ذي شيلدرن” و”كير” في تقرير مشترك مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، من مسارات مثيرة للقلق يتم اتباعها للترويج لاعادة اللاجئين في العام 2018.
وذكر التقرير أن “مئات آلاف اللاجئين في خطر أن يتم دفعهم إلى العودة إلى سوريا في العام 2018 رغم استمرار العنف والقصف الذي يهدد حياة المدنيين”.
ويستضيف لبنان بحسب مسؤولين محليين نحو مليون ونصف لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن وجود أقل من مليون لاجئ مسجلين لديها.
وكرر مسؤولون لبنانيون في الأشهر الأخيرة المطالبة بضرورة عودة اللاجئين الى مناطق توقفت فيها المعارك في سوريا.
Sorry Comments are closed