ياسر محمد – حرية برس
وافقت الحكومة اللبنانية والأمن العام على قرار غريب أشعل جدلاً في الشارع السياسي اللبناني والسوري، يقضي القرار بالسماح لـ”مواطني” إيران بدخول لبنان بلا تأشيرة ولا حتى ختم جوازات السفر، ما يعني دخول مقاتلي الميليشيات الإيرانية والطائفية إلى لبنان ونقلهم إلى سوريا من دون أي رقابة لبنانية أو دولية.
خبراء عدّوا أن قرار الأمن العام في هذا الوقت لا ينفصل عن المستجدات الحاصلة بالمنطقة، كما أنه يرتبط بسببين أساسيين، هما: تسهيل نقل الأموال الإيرانية إلى “حزب الله” تجنباً للعقوبات الأميركية، وانتقال الإيرانيين إلى بيروت ومنها إلى سوريا بلا أدنى رقابة.
فيما غطى الأمن اللبناني العام قراره بالزعم أن لبنان يعامل مواطني عدة دول بالمثل، وهو ليس حكرا على الإيرانيين.
المعارض السوري ماهر شرف الدين قال إن السفارة اللبنانية في طهران أعلنت بأنّ جوازات السفر الإيرانية لن تُختَم بعد اليوم في مطار بيروت لا عند الدخول ولا عند المغادرة!.. معقبا: “طبعاً معهم حق، لأنها مجرّد رحلة داخلية إلى محافظة إيرانية تقع على المتوسط”.
وكتب شرف الدين في منشور آخر على “تويتر”: “سعد الحريري الذي صادق على إلغاء التأشيرة للإيرانيين وعدم ختم جوازاتهم في مطار بيروت… ما الذي يمنعه من مصالحة بشار وزيارته إذاً؟!”.
فيما أكدت المعارضة عليا منصور أن إلغاء تأشيرة دخول لبنان للإيرانيين كان في العام 2011 بقرار من حكومة نجيب ميقاتي آنذاك، ولم تشر إلى المسألة الأكثر غرابة وتعقيدا وهي عدم ختم الجوازات.
موقع “جنوبية” اللبناني نقل عن المحلل السياسي الإيراني “رامان غفامي” قوله إنّ السفارة اللبنانية في طهران أعلنت أنّ جوازات السفر الإيرانية لن تختم بعد الآن في مطار بيروت سواء عند الدخول أو عند المغادرة، موضحا أن هذا الإجراء تم في الرابع عشر من الشهر الجاري. وأردف “غفامي” بالقول “إنّ هذا الإجراء يسهل على عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين تجنب العقوبات الأمريكية”.
وأضاف الموقع اللبناني المعارض أن هذا الجو من الهيمنة الإيرانية على القرار اللبناني لم يعد مفاجئاً، فالمجلس النيابي بأغلبه لذراع “حزب الله”.. وتابع موقع “جنوبية” متسائلا: أليس هذا ما أعلنه قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني حينما تحدث عن انتصار الحزب بـ74 نائباً؟! فيما لم يجد كلامه أي ردّ يعتد به من لبنان الدولة باسثتناء ردود خجولة تمّ صياغتها بـ”ختم” نائب كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد!
إضافة إلى أنّ صمت السلطات اللبنانية على هذا القرار المتعلق بالمسافرين الإيرانيين، وإعلانه فقط من الجانب الإيراني، ما هو إلا فضيحة جديدة تضاف إلى سلسلة الفضائح التي سجلها أصحاب القرار في لبنان والتي آخرها “مرسوم التجنيس” والذي نال مقربون من نظام الأسد الجنسية اللبنانية بموجبه.
أما الكاتب اللبناني إياد أبو شقرا فنقل عن الكاتب الصحفي الإيراني المعارض “أمير طاهري” قوله: “أعلن لبنان سماحه لرعايا إيران بزيارته من دون تأشيرات أو ختم جوازاتهم. هذا الترتيب أفضل مما يحصل عليه الإيرانيون في إيران ذاتها… حيث لا بد من ختم الجوازات عند الخروج والدخول”..
مختتما بالقول: “حتى المستعمرات تختم جوازات زوارها!”.
عذراً التعليقات مغلقة