في حلب المحتلة.. حلوى العيد إيرانية المنشأ!

فريق التحرير14 يونيو 2018آخر تحديث :
حلوى إيرانية المنشأ في أسواق منطقة ميسلون بمدينة حلب، الخميس 14 يونيو 2018

زياد عدوان – حلب المحتلة – حرية برس

تحاول إيران وعبر الميليشيات الشيعية التابعة لها السيطرة بشكل فعلي على جميع نواحي الحياة حتى الاقتصادية منها في مدينة حلب، حيث لوحظ في جميع أسواق المدينة انتشار مأكولات العيد ذات الصناعة الإيرانية بالرغم من تشغيل العديد من معامل صنع البسكويت و السكاكر في مدينة حلب، ومع أن الواقع المعيشي الذي تعيشه مدينة حلب تدنى بسبب قلة الأجور والرواتب إلا أن أسواق المدينة شهدت حركة للمدنيين خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك حتى اليوم الخميس الرابع عشر من شهر حزيران الجاري والذي يصادف وقفة عيد الفطر السعيد.

ومع أن الأسواق تعج بالمدنيين الذين يريدون شراء الملابس الجديدة و مأكولات العيد إلا أن بعض المدنيين الذين يعيشون ظروف معيشية صعبة خرجوا إلى الأسواق ليتفرج فقط، ومع ذلك فإن الإقبال على شراء الملابس الجديدة ضعيف إلا الدهشة أصابت الكثير من المدنيين الذين تفاجئوا بأن مأكولات وأطعمة العيد غالبيتها من الإنتاج الإيراني وهي بضائع مستوردة من محافظات إيرانية، وأسعارها مرتفعة جدا، حيث أن بعض تلك المأكولات لم تلق رواجا بسبب عدم مطابقتها للمنتجات السورية والتي تعود عليها الشعب السوري والتي تعتبر من فخر الصناعات الغذائية السورية.

وبحسب ما رصد “حرية برس” من خلال قيامه بجولة بين المدنيين الذين تفاجئوا بوجود تلك البضائع والأطعمة التي تحمل علامة صنع في إيران فإن الاستياء والغضب كان بارزا على الجميع حيث قال أحد المدنيين في حديثه لحرية برس “تفاجأت بأن مأكولات العيد أغلبها مصنوعة في إيران ويتم ترويجها في جميع الأسواق وعلى البسطات وفي جميع الشوارع، لم أشتري أي شيء وأحاول البحث عن أطعمة العيد المصنوعة في مدينة حلب ولكنها مفقودة بشكل شبه نهائي، حتى أن الفستق الحلبي أيضا غير موجود في السوق وإن توفر فهو أيضا مستورد من خارج الأراضي السورية، استغرب كيف أن بعض المعامل بدأت بالعمل منذ أشهر ولم يتم طرح بضائعها في الأسواق وخاصة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وأضاف فقط المعجنات استطعنا أن نصنعها في المنازل بالرغم من أن تكلفتها أصبحت مرتفعة إلا أنها صناعة منزلية ونستطيع أن ناكل منها ونحنا مطمئنون”.

ومازالت مدينة حلب مقسمة إلى قسمين القسم الشرقي والقسم الغربي حيث أن القسم الشرقي لمدينة حلب مازال مهمش ويفتقد لأغلب متطلبات الحياة، إذ يضطر المدنيون في أحياء حلب الشرقية للذهاب إلى المحلات والأسواق في القسم الغربي للمدينة من أجل التسوق وشراء احتياجاتهم، إذ إن مؤسسات النظام الخدمية لم تقم بتأهيل جميع الأسواق الشعبية في تلك الأحياء والحارات وهذا ما يعتبره العديد من المدنيين بأنه عقاب لأهالي تلك الأحياء والحارات والتي كانت تخضع لسيطرة كتائب الثوار خلال الأعوام الماضية من سنوات الثورة السورية.

وقد تفاجئ كثير من المدنيين الذين يقطنون في الأحياء الشرقية لمدينة حلب بأن مأكولات العيد في هذا العام، جميعها منتجات إيرانية، بينما لم يتفاجأ آخرون خصوصا أن البضائع الغذائية والمواد الأساسية الإيرانية تغزو الأسواق والمحلات التجارية في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وذلك بسبب تواجد عناصر الميليشيات الشيعية التابعة لإيران حيث أن بعض عناصر الميليشيات الشيعية يقومون ببيع المواد الغذائية بكميات كبيرة لمخازن المواد الغذائية والمواد الأساسية.

وتحدث أحد أصحاب محلات بيع المواد الغذائية ويدعى رضوان (اسم مستعار) لحرية برس: تتم عمليات نقل المواد الغذائية والمواد الأساسية من إيران إلى مطار دمشق الدولي وبعد ذلك يتم تخزينها إلى أن يتم توزيعها في المحافظات السورية، في مدينة حلب يوجد الكثير من المخازن والمستودعات التي يتم فيها وضع تلك البضائع من أجل ترويجها وتسويقها عبر طرحها في الأسواق وعلى محلات بيع المواد الغذائية، وصلت منذ فترة مأكولات وأنواع من حلويات العيد وقد تم تخزينها وتحديدا في العشرين من شهر رمضان المبارك تم طرحها في أسواق مدينة حلب، طبعا الأمر كان مفاجأة للجميع ولكن الغاية من هذا الأمر هو إنعاش الاقتصاد الإيراني من خلال بيع هذه البضائع في غالبية المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته.

ويرى العديد من المدنيين بأن الغاية من هذا الأمر بشكل مباشر هو سيطرة إيران على الاقتصاد في مدينة حلب، بالإضافة لقيامها بتعويد المدنيين على البضائع الإيرانية وجعلهم ينسون البضائع السورية التي تعتبر الأفضل في عدة دول عربية، وتمكنت الميليشيات الشيعية التي تتلقى الدعم الكامل من قبل إيران ببسط سيطرتها على الاقتصاد في مدينة حلب بالإضافة لسيطرتها على معظم أحياء المدينة وتمركز عناصر من الميليشيات في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي.
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    عاجل