فارس أبو شيحة – غزة – حرية برس:
استطاع عدد من الشباب بمجهودهم الذاتي في قطاع غزة بتأسيس مبادرة خيرية والتي حملت عنوان ’’إللي إلنا إلك‘‘ من أجل توفير كسوة العيد والملابس المستعملة من العائلات المقتدرة، وإرسالها إلى الأسر الفقيرة التي ليس لها القدرة على شراء الملابس لأطفالها وإدخال الفرحة والبهجة على قلوبهم بقدوم عيد الفطر السعيد.
وتقول ’’بيسان عودة‘‘ إحدى المبادرات في الحملة لحرية برس: ’’إن المبادرة جاءت نتيجة سوء الوضع الاقتصادي الذي يعيشه أهل قطاع غزة منذ ما يزيد عن عشر سنوات من الآن، حيث كان دافعٌ لنا كشباب بالقيام في عمل مثل هذا للتخفيف عن الأسر الفقيرة الغير قادرة على شراء الملابس الجديدة لأطفالهم وإدخال الفرحة على قلوبهم، ونحن مقبولين على عيد الفطر السعيد في الأيام القليلة القادمة‘‘.
وأضافت ’’عودة‘‘ أن ’’بداية الحملة كانت عبارة فريق شبابي من ثلاثة أشخاص من الشباب الذين يسعون لتقديم العون لادخال السعادة والبهجة على قلوب الأسر الفقيرة، ليتسع بعد ذلك ويصل إلى 40 شخصاً ليشمل كافة مناطق قطاع غزة، كما حصل إقبال جيد من قبل العائلات المقتدرة وتواصلت معنا لاستلام الملابس التي بحوزتهم ولا حاجة لهم بها‘‘.
وأشارت ’’عودة‘‘ إلى أن ’’الفريق الشبابي مكوّن من 40 شاباً، عملنا لمدة 55 يوماً على التوالي من أجل توفير قطع الملابس من العائلات المقتدرة التي لا حاجة لهم بها، وإنشاء معرض صغير والتواصل مع الأسر الفقيرة من أجل التبرع لهم‘‘، موضحةً أن الحملة الشبابية استفادت منها 500 أسرة فقيرة في كافة مناطق قطاع غزة من الشمال حتى الجنوب.
وأردفت ’’عودة‘‘ في حديثها، إن ’’الحملة كان تفتح أبوابها للأسر الفقيرة من أجل استلام كسوة العيد لأطفالهم منذ ساعات الصباح الباكر حتى ساعات المساء داخل المعرض‘‘، مبينةً أن الجهات المعنية أو حتى الجمعيات الخيرية في غزة لم تقم بتوفير الإمكانيات العينية أو المادية لدعم الحملة، وأن ذلك كان بجهود شبابي من أنفسهم نظراً لمشاهدتهم الأطفال المتسولين وأطفال الشوارع الذين يتجولون في شوارع مدينة غزة بملابس بالية وممزقة، وجاءت فكرة المبادرة الشبابية من هنا.
وبيّنت ’’عودة‘‘ أن الحملة الشبابية غير مقتصرة على الملابس فقط، إنما تشمل الكتب والإكسورات والأحذية والملابس والمبالغ المادية من أهل الخير، لافتةً إلى أن المبادرة مستمرة وتتسع لتستهدف أطفال الشوارع بغزة في الحملات القادمة.
وتأتي هذه المبادرات الشبابية الذاتية في ظل الوضع الإقتصادي الذي يعيشه قطاع غزة، منذ إشتداد الحصار الإقتصادي على القطاع منذ ما يزيد عن عشر سنوات، ناهيك عن العقوبات الإقتصادية التي تفرضها حكومة الوفاق والسلطة الفلسطينية في رام الله على غزة من أجل إعادة تسليم قطاع غزة من حركة حماس إلى السلطة الفلسطينية.
فيما أظهرت إحصائية لجهاز الإحصاء الفلسطيني تبلغ نسبة 53% وخط الفقر المدقع بنسبة 33.8% لسكان قطاع غزة بحوالي ستة أضعاف عن سكان الضفة الغربية التي تبلغ نسبتها 5.8% خلال هذا العام الجاري.
عذراً التعليقات مغلقة